ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها
منذ 2006-12-15
السؤال: ما تفسير قول الله تعالى: {ولا يبدين
زينتهن إلا ما ظهر منها}، وهل يدخل في ذلك ما ظهر من الثوب؟
وما صفة الثوب الذي يُطلب من المرأة الخروج فيه في السفر؟ وهل هو
القبيح بحيث يكون في لباسها له عدم صيانة العرض، أم الحسن الذي لا
يلفت الانتباه؟
الإجابة: إن قول الله تعالى: {ولا يبدين زينتهن
إلا ما ظهر منها} فيه استثناءٌ لما يحل للمرأة إبداءه من
الزينة، وهو ما ظهر.
لأن المرأة لا يُمكن أن يُحرَّم عليها إبداء الزينة مطلقاً، وهي تحتاج إلى الخروج ومخالطة الناس في البيع والشراء وغير ذلك، فأذن الله لها في إبداء ما ظهر منها.
واختلف أهل العلم، ما هو؟ فقال بعضهم: هو اللباس الظاهر، وقال بعضهم: ما كان في الوجه من الكحل ونحوه، وما كان في اليدين من الخاتم ونحوه، وهذا المذهب الأخير هو الذي ذهب إليه جمهورهم، فرأوا أن ما ظهر منها هو ما كان في الوجه واليدين، وبهذا فسر هذه الآية عدد من الصحابة.
وفسرها غيره بأن المقصود بذلك اللباس الظاهر، فاللباس الظاهر كله من الزينة، لقول الله تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} فالزينة المقصود بها ما يستر العورة من اللباس، فهذا هو القول الثاني.
وعلى هذا فإن الملابس التي تخرج فيها المرأة لا يحل أن يكون فيها عطر قطعاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " "، وكذلك لا ينبغي أن تكون من لباس الزينة الذي لا يُلبس إلا في الأعياد ونحو ذلك، فهذا أيضاً مدعاة للريبة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في خروج النساء إلى المسجد: " "، و"تفلات" معناه غير متزينات، وأما ما دون ذلك فهو من الأمور المشككة لا المتواطئة، فبالإمكان أن تكون ملابس حسنةَ الظاهر لدى قومٍ وهي رخيصة الثمن، غير حسنة لدى آخرين، ولا عبرة بما يحصل فيه التفاوت حينئذ من هذا الأمر، فإذا لم تكن الملابس مختصة بالزينة فالأمر فيها ميسور.
أما الملابس القبيحة المزرية فلا ينبغي لمن أنعم الله عليها من النساء بما تستر به أن تتخذها للخروج، فإن ذلك من تواضع النفاق وهو ذميم، وإن الله يحب أن يرى آثار نعمته على عباده، والخروج في تلك الملابس من غير ضرورة هو من المذلة التي نهي عنها أهل الإسلام، ولذلك هي من الأمور التي ينبغي التفريق بينها وبين التواضع، كما قال السيوطي رحمه الله:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
لأن المرأة لا يُمكن أن يُحرَّم عليها إبداء الزينة مطلقاً، وهي تحتاج إلى الخروج ومخالطة الناس في البيع والشراء وغير ذلك، فأذن الله لها في إبداء ما ظهر منها.
واختلف أهل العلم، ما هو؟ فقال بعضهم: هو اللباس الظاهر، وقال بعضهم: ما كان في الوجه من الكحل ونحوه، وما كان في اليدين من الخاتم ونحوه، وهذا المذهب الأخير هو الذي ذهب إليه جمهورهم، فرأوا أن ما ظهر منها هو ما كان في الوجه واليدين، وبهذا فسر هذه الآية عدد من الصحابة.
وفسرها غيره بأن المقصود بذلك اللباس الظاهر، فاللباس الظاهر كله من الزينة، لقول الله تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} فالزينة المقصود بها ما يستر العورة من اللباس، فهذا هو القول الثاني.
وعلى هذا فإن الملابس التي تخرج فيها المرأة لا يحل أن يكون فيها عطر قطعاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " "، وكذلك لا ينبغي أن تكون من لباس الزينة الذي لا يُلبس إلا في الأعياد ونحو ذلك، فهذا أيضاً مدعاة للريبة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في خروج النساء إلى المسجد: " "، و"تفلات" معناه غير متزينات، وأما ما دون ذلك فهو من الأمور المشككة لا المتواطئة، فبالإمكان أن تكون ملابس حسنةَ الظاهر لدى قومٍ وهي رخيصة الثمن، غير حسنة لدى آخرين، ولا عبرة بما يحصل فيه التفاوت حينئذ من هذا الأمر، فإذا لم تكن الملابس مختصة بالزينة فالأمر فيها ميسور.
أما الملابس القبيحة المزرية فلا ينبغي لمن أنعم الله عليها من النساء بما تستر به أن تتخذها للخروج، فإن ذلك من تواضع النفاق وهو ذميم، وإن الله يحب أن يرى آثار نعمته على عباده، والخروج في تلك الملابس من غير ضرورة هو من المذلة التي نهي عنها أهل الإسلام، ولذلك هي من الأمور التي ينبغي التفريق بينها وبين التواضع، كما قال السيوطي رحمه الله:
فرق أمور في افتراقها خفــا ***
والمرء محتاج إلى أن يعرفَ
والحب لله ومعه المنجـــلي ***
كالفرق بين العجز والتوكـــل
إلى أن يقول:
والاجتهاد في اتباعٍ والغــلو ***
وعزة في أمر دين والعلـــو
وعد منها التواضع والمذلة *** فلا بد
أن يفرق الإنسان بينهما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
محمد الحسن الددو الشنقيطي
أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.
- التصنيف: