يسمعون الصلاة ولا يصلون في المسجد
منذ 2006-12-25
السؤال: يوجد عندنا بالقرب من المسجد أناس يسمعون النداء ولا يشهدون الصلاة،
فضيلة الشيخ هل سماعهم للنداء موجب للحجة عليهم؟ وهل مناصحة من علمنا
عدم أدائه للصلاة مع جماعة المسلمين واجبة علينا نأثم بتركها؟ وما دور
إمام المسجد ومؤذن المسجد في حيِّهما؟ أفتونا مأجورين.
الإجابة: الواجب على من سمع النداء بالصوت المعتاد من غير مكبر أن يجيب إلى
الصلاة في الجماعة في المسجد الذي ينادى بها فيه، لقول النبي صلى الله
عليه وسلم: " " (أخرجه ابن ماجة والدارقطني وابن حبان
والحاكم بإسناد صحيح)، وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن العذر؟
فقال: "خوف أو مرض"، وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رجلاً أعمى قال: يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فهل
لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
" " قال: نعم،
قال: " ".
وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض، ولقد كان الرجل يؤتى به إلى الصلاة يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ".
والأحاديث في تعظيم شأن الصلاة والحث على أدائها في المساجد كثيرة، فالواجب على المسلمين المحافظة عليها في المساجد والتواصي بذلك، والتعاون في ذلك.
وعلى الإمام والمؤذن تشجيع الناس على ذلك وتفقدهم، وعلى ولي الأمر أن يعاقب من يتخلف عن الصلاة في المسجد بما يردعهم عن ذلك لأن الصلاة هي عمود الإسلام، وهي أعظم شعائره، وأعظم أركانه بعد الشهادتين، من حافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " "، وقال عليه الصلاة والسلام: " "، وأخرج الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " "، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب إلى أمرائه في أنحاء البلاد، ويقول لهم: "إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع".
أما من كان بعيداً عن المسجد، لا يسمع النداء إلا بالمكبر، فإنه لا يلزمه الحضور إلى المسجد، وله أن يصلي ومن معه في جماعة مستقلة لظاهر الأحاديث المذكورة.
فإن تجشموا المشقة وحضروا مع الجماعة في المساجد التي لا يسمعون منها النداء إلا بالمكبر بسبب بعدهم عنها كان ذلك أعظم لأجرهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " "، ولقوله صلى الله عليه وسلم: " "، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: " "، وفي صحيح مسلم أن رجلاً كان بعيداً عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له بعض أصحابه: لو اشتريت حماراً تركبه في الرمضاء وفي الليلة الظلماء، فأبى وقال: "إنني أحب أن يكتب الله خطاي ذاهباً وراجعاً"، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " "، والأحاديث في فضل الذهاب إلى المساجد والحث على ذلك كثيرة جداً.
والله ولي التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. المجلد الثاني عشر.
وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض، ولقد كان الرجل يؤتى به إلى الصلاة يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ".
والأحاديث في تعظيم شأن الصلاة والحث على أدائها في المساجد كثيرة، فالواجب على المسلمين المحافظة عليها في المساجد والتواصي بذلك، والتعاون في ذلك.
وعلى الإمام والمؤذن تشجيع الناس على ذلك وتفقدهم، وعلى ولي الأمر أن يعاقب من يتخلف عن الصلاة في المسجد بما يردعهم عن ذلك لأن الصلاة هي عمود الإسلام، وهي أعظم شعائره، وأعظم أركانه بعد الشهادتين، من حافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " "، وقال عليه الصلاة والسلام: " "، وأخرج الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " "، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب إلى أمرائه في أنحاء البلاد، ويقول لهم: "إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع".
أما من كان بعيداً عن المسجد، لا يسمع النداء إلا بالمكبر، فإنه لا يلزمه الحضور إلى المسجد، وله أن يصلي ومن معه في جماعة مستقلة لظاهر الأحاديث المذكورة.
فإن تجشموا المشقة وحضروا مع الجماعة في المساجد التي لا يسمعون منها النداء إلا بالمكبر بسبب بعدهم عنها كان ذلك أعظم لأجرهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " "، ولقوله صلى الله عليه وسلم: " "، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: " "، وفي صحيح مسلم أن رجلاً كان بعيداً عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له بعض أصحابه: لو اشتريت حماراً تركبه في الرمضاء وفي الليلة الظلماء، فأبى وقال: "إنني أحب أن يكتب الله خطاي ذاهباً وراجعاً"، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " "، والأحاديث في فضل الذهاب إلى المساجد والحث على ذلك كثيرة جداً.
والله ولي التوفيق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. المجلد الثاني عشر.
- التصنيف: