فضل الدعوة إلى الله ومنـزلتها

منذ 2007-03-12
السؤال: نرجو منكم كلمة توجيهية في فضل الدعوة إلى الله ومنـزلتها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أن مكاتب الدعوة والإرشاد بحاجة إلى جهود الشباب لتعاونهم؟
الإجابة: نعم، الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه صفة المرسلين قال الله تعالى: {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [سورة يوسف: آية 108]،فالدعوة إلى الله هي مهمة الرسل، الرسل بُعثوا بالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتبليغ أممهم شرع الله ودينه.

ولا شك أن الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم المهمات، من الأعمال الصالحة مما بُعث به الأنبياء والمرسلون، وهو طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وطريق أتباعه، كما قال تعالى: {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [سورة يوسف: آية 108] لكن لا بد من البصيرة.

لا بد أن يكون الداعية على بصيرة، على علم، والبصيرة هي العلم، عنده علم بما يأمر به، وعلم بما ينهى عنه، وعلم بأحوال المدعوين، وحِلم حال الأمر، رفق وحلم حال الأمر وحال النهي، وصَبْر بعد الأمر وبعد النهي، لا بد من هذا. أما أن يدعو على جهل وضلال، يدعو وهو جاهل، هذا يفسد أكثر مما يصلح.

يُشترط للإنسان أن يكون على بصيرة قبل الدعوة وهي العلم، وحلم ورفق في حال الدعوة، وصبر بعد الدعوة: شرط قبل الدعوة، وشرط في حال الدعوة، وشرط بعدها، قال الله تعالى عن لقمان أنه قال لابنه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [سورة لقمان: آية 17]، وقال سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [سورة فصلت: آية 33].

لا أحسن قولا من الدعوة إلى الله، إذا عملوا صالحاً وهم مسلمون، قال تعالى: {وَالْعَصْرِ *إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ *إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر: الآيات 1-3] الإيمان لا بد له من العلم، وعملوا الصالحات: أداء الواجبات، وتركهم المحارم، والتواصي بالحق: هو الدعوة إلى الله والتواصي بالصبر، هؤلاء هم الرابحون، أهل الربح، الذين سلموا من الخسران، هم العالمون العاملون بعلمهم، الداعون إلى الله، الصابرون على الأذى، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم.

عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

أستاذ قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 2
  • 0
  • 11,076

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً