الاستلقاء في المسجد

منذ 2007-03-29
السؤال: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه نهى أن يستلقي الرجل، ويضع رِجلا على الأخرى" فما صحة ذلك، وإذا كان صحيحاً، فما توجيه حديث عباد بن تميم عن عمه: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقياً في المسجد، واضعاً إحدى رجليه على الأخرى" رواه البخاري: الصلاة (475) , ومسلم: اللباس والزينة (2100) , والترمذي: الأدب (2765) , والنسائي: المساجد (721) , وأحمد (4/39) , ومالك: النداء للصلاة (418) , والدارمي: الاستئذان (2656)؟
الإجابة: نعم، صحيح، وهذا في البخاري: "أن النبي نهى أن يجلس الرجل مستلقياً، يضع إحداهما على الأخرى" رواه مسلم: اللباس والزينة (2099) , والترمذي: الأدب (2767) , والنسائي: الزينة (5342) , وأبو داود: الأدب (4865) , وأحمد (3/299).

والثاني أيضاً كذلك: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مستلقيا في المسجد على ظهره، ووضع إحدى رجليه على الأخرى" رواه البخاري: الصلاة (475) , ومسلم: اللباس والزينة (2100) , والترمذي: الأدب (2765) , والنسائي: المساجد (721) , وأبو داود: الأدب (4866) , وأحمد (4/39) , ومالك: النداء للصلاة (418) , والدارمي: الاستئذان (2656).

والجمع بينهما أن النهي محمول على إذا ما خشي كشف العورة، لكن ما عليه سراويل، ويخشى كشف العورة فلا يستلقي، ويضع إحدى رجليه على الأخرى، وفعله صلى الله عليه وسلم محمول على أنه مستتر عليه الصلاة والسلام يستلقي، ورجلاه.. ووضع رجله على الأخرى، وآمن من كشف العورة. فالعبرة في هذا الأمن من رؤية العورة، فإذا كانت عورته مستورة بالسراويل فلا بأس أن يستلقي، وإذا كان يخشى انكشاف العورة فلا يستلقي، ولا سيما في ذلك الوقت، في الغالب قلة الثياب، ما يكون على الواحد إلا ثوب واحد، أو إزار، فإذا استلقى انكشفت العورة. فالعبرة المدار على ستر العورة، فإذا كانت العورة مستورة مضبوطة فلا حرج، وإذا كانت غير مستورة بالسراويل يخشى انكشافها ويراها الآخرون، فهذا ممنوع. هذا هو الجمع بين الأحاديث. نعم.

عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

أستاذ قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 3
  • 1
  • 24,520

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً