هل يجوز الوضوء في الحمام؟
هل يجوز أن أتوضأ الوضوء الأكبر في بيت الخلاء لصِغَر مساحة البيت؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فإن الوضوء الأكبر "الغُسل" في الأماكن المخصَّص لقضاء الحاجة "الكُنُف" كَرِهَهُ بعض أهل العلم؛ لِكراهةِ ذِكْرِ اللَّه تعالى في هذا المكان مع مشروعيَّة التَّسمية في أوَّل الغسل.
قال الحطَّاب في (مواهب الجليل) نقلاً عن القاضي عياض في (الإكمال): "اختلف العلماء والسَّلف في هذا؛ أي ذِكْر الله تعالى في الخلاء: فذهَبَ بعضُهم إلى جَواز ذِكْرِه تَعالى في الكنيف وعلى كُلِّ حال، وهو قول النخعي والشعبي وعبدالله بن عمرو بن العاص وابن سيرين ومالك بن أنس، ورُوِيَ كراهةُ ذلك عنِ ابنِ عبَّاس وعطاء والشعبي وغيرِهم". انتهى.
والذي يظهر أنه لا بأسَ بالغسل في بيت الخلاء؛ لأن الأصل في الأشياء الإباحة، ولعدم وجود ما يمنع منه، ولأن استحباب طهارة مكان الغسل لا دليل عليه، ولو سُلِّم كراهة الذكر في بيت الخلاء، فإنها تزولُ -الكراهة- عند الحاجة إليها؛ كما هو مقرر، أو تسمِ الله في قلب، قال العلامة ابن عثيمين: "إذا كان الإنسان في الحمام فيُسَمِّي بقلبه لا بلسانه". اهـ "مجموع فتاوى العثيمين" والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من فتاوى زوار موقع طريق الإسلام.
- التصنيف: