أريد نصيحتك في موضوع الإختلاط بين الرجال والنساء.<br /> لي صديق له عشيقة وكلاهما يعلمان ...

منذ 2006-12-01
السؤال: أريد نصيحتك في موضوع الإختلاط بين الرجال والنساء.
لي صديق له عشيقة وكلاهما يعلمان بأن هذه العلاقة محرمة ولا زالا على هذا الحال منذ شهور.
صديقي كان حذرا جدا من هذا الموضوع حتى وقع في حب هذه الفتاة وهو لا يطبق ما يقوله الإسلام الآن. كيف أقنعه وأقنعها بالتوبة بدون أن أفقد صداقتي لهما أو أن أجعلهما يكرهانني لأنني أريد أن أفرق بينهما ؟
الإجابة: جزاك الله خيراً على غيرتكَ على دينك ، وعلى الخوف على صديقكَ في الوقوع في الإثم والمعصية ، وأما الطريقة التي يمكنكَ أن تقنعه بها فكما يلي :

1 - ابدأ به أولاً وذكره بالله تعالى وأن هذا الأمر حرام فعله ولا تجوز هذه الطريقة ، وخوفه من عقابه الله وسطوته وأليم جزاءه ، وبيَّن له بأن الله قد حرَّم هذا الأمر ، واذكر له بعض الأدلة الواردة في الكتاب والسنة في ذلك ، ومن ذلك قوله تعالى ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً ) وهذا الأمر يؤدي إلى الزنا لا محالة ، وقوله تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ) وقوله ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنَّ ويحفظن فروجهنَّ ولا يبدين زينتهنَّ إلا لبعولتهن أو آباءهن أو أبنائهن . ) الآية ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) ونحوها من الأدلة التي تأمر بالعفة والعفاف وحفظ البصر والفرج كقوله تعالى ( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأؤلئك هم العادون ) وأخبرهم بأن فعله هذا من العدوان المذكور في الآية ، ومن ذلك أيضاً ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في النار ليلة المعراج ، حيث رأى تنوراً أو حفرة لها فتحتان مثل الفرن يدخل فيه رجال ونساء عراة يعذبون فيها ، فلما سأل جبريلَ عن ذلك ، أخبره بأنهم الزناة والزواني .

2 - احرص على أن تكون رفيقاً في كلامكَ ، هادئاً في طرحك للموضوع معه ، حريصاً على نصحه دون التشهير به وفضحه ، وأعلمه أنه بسبب حبّك له وللخير له ، قمتَ بمناصحته ، لئلا يقع في الحرام بسبب ضعف الإيمان .

3- اعرض عليه الحلال في الأمر وذلك بترغيبه في الزواج من تلك المرأة التي يعشقها ، إذا توفرت فيها الشروط بأن تكون مسلمة عفيفة ، وألا تكون ذات زوج ، فإن كانت الشروط متوفرة فحثّه على المبادرة بالزواج منها ، وبتعجيل ذلك ، لإطفاء ما في نفسه من العشق بها ، فحير دواء للمحبين هو الوصال بينهما بالطريق الحلال الذي شرعه الله تعالى ، وليكن ذلك منه بخطبتها عن طريق أهلها وتقديم المهر لها ، وأن يتم زواجهما ولي أمرها بشهادة شاهدين ، فإذا صارت المرأة له زوجة فله ولها ما يريدان .

4- ثم بيّن له بأن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان ، وأن الله تعالى يبتلي الإنسان بأنواع البلايا ، فمنهم من يبتليه في ماله ، ومنهم من يبتليه في شهوته ، ومنهم من يكون البلاء في حقه في دينه وهو أخطرها ، وغيرها من أنواع وأصناف البلايا ، كل ذلك ليتبين الصادق في إيمانه من الكاذب كما قال تعالى ( هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) .

5- وأخبره بأن هذا الأمر - إن استمر عليه دون توبة - بأنه دينٌ عليه سوف يرده يوماً ما ، وقد يكون سداده عن طريق زوجته أو ابنته أو أخته أو أمه أو قريبته .

6- حاول تقديم هدية مناسبة له ، يكون لها الأثر الكبير في نفسه منها ، وكذلك معها بواسطة أحد الأخوات اللاتي تربطها بتلك المرأة علاقة حميمة وصداقة قوية بها ، فن الهدية تعمل أحياناً ما لا يعمل الكلام ، وليكن من ضمن ما يمكنكَ إهداؤه له بعض الكتب الصغيرة أو الأشرطة النافعة ولتكن متنوعة في مادتها بين ترغيب وترهيب ونحوها .

7- واحرص في كل ما سبق أن يكون لتلك المرأة نفس الشيء ، لكن ليكن بواسطة أحد الأخوات من النساء الصالحات واللاتي لها علاقة وصداقة قوية وحميمة بتلك المرأة ، فإن العلاج إذا جاء للطرفين ، ووقع منهما موقعاً سليماً كان له الأثر البالغ بإذن الله تعالى .

8- اجتهد في الدعاء له ولتلك المرأة بأن يهديهما الله تعالى وأن يشرح صدورهما لتقبل النصيحة والخير ، وأن يقويَ إيمانهما ، وأن يرشدهما إلى الصراط المستقيم ، وأن يبعدهما عن الأهواء والفتن ، وأن يقيهما شرَّ أنفسهما ، وشرَّ الشيطان ومكائده وحيله ومكره لهما ، وليكن ذلك بصدق منكَ لهما ، وألحَّ على الله في الدعاء لهما ، واحرص على الأوقات الفاضلة كالسجود والثلث الأخير من الليل وقبل الإفطار إذا صمتَ ونحو ذلك ، فإنَّ الله تعالى كريم ولا يردُّ عبده إذا سأله بصدق وتضرع ، وإن الدعاء من أقوى وأنجح الأسلحة التي يمكنكَ أن تستخدمها ، فتوكل على الله تعالى في ذلك واحرص عليه ، واستعن بالله تعالى في ذلك .

والله يوفقك ويرعاك .

عبد المنان البخاري

أحد طلبة العلم الذين لازموا الشيخ ابن عثيمين لتسع سنين

  • 2
  • 0
  • 80,568

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً