الأخذ من اللحية وتحسينها وحلق الشارب كله

منذ 2008-10-18
السؤال: ما حكم الأخذ من اللحية وتحسينها وتنظيمها وحلق الشارب كلية؟
الإجابة: إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتوفير اللحية وأمر بالأخذ من الشارب، ولم يحدد لذلك حداً، بل أمر بالتوفير والأخذ من الشارب، فالامتثال لذلك إذا ترك الإنسان لحيته أصلاً ولم يأخذ منها فيكون قطعاً ممتثلاً، وكذلك عند جمهور أهل العلم إذا ترك منها قدر القبضة فقدر القبضة يكون به موفراً دائماً، لأن القبضة وافرة في جمهور الرجال، وما زاد على القبضة يجوز أخذه هذا القدر الزائد على القبضة يجوز أخذه، فإذا بلغ القبضتين فما زاد على القبضتين يكره توفيره، وعلى الإنسان أن يأخذه.

وقد قال مالك رحمه الله: إنما يؤخذ من اللحية ما قبح وتطاير، ما تطاير منها وقبح يجوز للإنسان أخذه وهو التحذيف الذي ذكره الشافعي رحمه الله.

وأما الشارب فقد كان أحمد بن حنبل يقول: ينهك نهكاً شديداً، أي يشدد في نهكه، وكان مالك يرى أنه لا يحلق لما في ذلك من المثلة، لأن الرجل إذا حلق شاربه كأنه لم ينبت له فيه شيء، فيكون ذلك نقصاً في صورته وخلقته، ولكن إذا نهكه نهكاً شديداً فأخذه حتى لم يترك منه إلا شيئاً يسيراً فإن ذلك امتثال أيضاً للأخذ منه، والمغيرة بن شعبة رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقد طر شاربه أي دخل شعرات من شاربه في فمه، فأضجعه على وسادة وأخذ سواكاً فجعله على طرته، وأخذ موساً فقطع على السواك، فلم تزل تلك قصته بعد، أي المغيرة من شدة حبه للنبي صلى الله عليه وسلم صار كلما أراد أن يقص شاربه أخرج سواكه وسكيناً فجزه عليها كما فعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ حفظه الله.

محمد الحسن الددو الشنقيطي

أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.

  • 2
  • 0
  • 16,225

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً