زوجي وحبه للمُتْعة المحرَّمة!
منذ 2010-02-28
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا امرأة متزوجة من 5 سنوات، وعندي بنت عمرها 4 سنوات ونصف، وولد عمره سنة وتسعة شهور، وحامل في الشهر الثامن.
زوجي ضابط في الشرطة، دائم السفر، يُسافر في السنة مرتين؛ يعني: يسافر لمدة 45 يومًا تقريبًا؛ شهرًا لنفسه، وأسبوعين أحيانًا نسافر معه وأحيانًا أخرى لا، دائم السَّهَر، يبيت خارج البيت آخر الأسبوع ولا أدري مكانه.
يسكر، هو مِن عائلة مولعة بشُرْب الخمر، أبوه وإخوته جميعًا يشربون الخمر، وجميع أصحابه مثْله تمامًا، طبعًا كل ذلك لَم أكنْ أعلمه قبل الزواج؛ فهو ابن خالي وابن عمَّتي، ولكن لَم نَكُن على صلةٍ وطيدة مِن قبلُ.
المشكلة الآن أنَّه يُريد السفر إلى مصْر في عيد رأس السَّنَة، وقال لي: هناك دوْرة لمدة أسبوعين، ولكن أنا فهمته، وعرَفتُ لماذا يريد السفر، فسألته فقال: نعم، أُريد أن أُغَير جوًّا، بالرغم مِنْ أنه كان مُسافرًا - من حوالي 4 شهور - إلى أوروبا شهرًا كاملاً!
إلى الآن لَم يُوَافِق رُؤساؤُه في العمل على إجازته الخارجية، ولكن أنا امرأة مقهورة، ولا أريد أن يكونَ الرفضُ من العمَل، بل أريد أن يكونَ الرفْضُ نابعًا منه هو.
هو جيد جدًّا معنا، كريم ماديًّا، يُحافظ على الصلاة، ولكن ليس في وقتها، يصوم صيام التطوُّع أحيانًا، يَتَصَدَّق، ولكنه خائن، ولن يغفرَ له كل هذا أمام ما يفعله!
لقد تعبْتُ معه، وخاصة مِن زيارة والدِه الأخيرة؛ لأنَّ زوْجي أتى له بالخمر في بيتي، وشرب عندما دخلنا للنَّوم، وهذا ضايَقَني جدًّا، ولكن لا أستطيع أن أتكلَّم، ولو علِمَ والدي ما يفعل لأخَذَني فورًا، خاصة أنه ملتزم، ويأبَى ما يفعله زوجي، ولا يرضى إذلالي.
ما عرفتُ الراحة مذ تزوَّجْتُ، وفي نفس الوقْت لا أريد الذِّهاب لأهلي؛ لأن أمي وأبي لن يعيشوا لي طوال العمر، وهكذا إخوتي، فكلُّ واحدٍ منهم مشغول مع زوْجِه، وحياتهم تكْفيهم وأولادهم، ولا تتحمل أيَّ عِبْءٍ آخر.
أنا لا أُفَكِّر في الطلاق أبدًا، لكن حياتي صعْبة؛ ففي السنة الماضية تعبتُ تعبًا شديدًا، وربي أعلم بحالَتي كيف كانتْ، وحتى الآن تأتيني نوبات الاكتئاب على إثر مرَضي الذي عانَيْتُ منه، والحمد لله حالتي في تَحَسُّن دائمٍ.
أشعر كثيرًا أنِّي حاقِدة على زَوْجي وأهْلِه؛ لأنهم لا يُصَدِّقون ما أقوله في ابنهم، ودائمًا يقولون لي: احمدي الله عليه، وصلي شكرًا لله عليه!
وليس مِن طبيعتي أن أفتن على أحدٍ، فكيف بزَوْجي؟!
أُشْعِرُ أهلي دائمًا أنِّي سعيدة، ولكن هم يشعرون بعكس ذلك، ولكن من المستحيل أن أُبَيِّن ذلك لهم.
كيف أتعامَلُ معه، خاصة أنه يريد الذهاب إلى مصر للاحتفال برأس السنة؟
نسيت أن أخبركم شيئًا: عندما نُسافر سويًّا يتوَقَّع الجميعُ أنِّي سعيدة، ولكن على العكس، فأنا في هذا الوقت أكون مِن أشقى الناس؛ فعندما نصل إلى الفندق يتركنا وحدنا، ويذهب إلى البار، ويقول لي: مِن حقِّي أن آخذ وقت راحة لنفْسي.
لا يشْعُر بالمسؤولية مُطلقًا، بل يريد أن يكونَ السائقُ مسؤولاً عنَّا، ولكن أنا أرفض هذا، وأجبره أن يتحَمَّل هو المسؤولية، فأجعله يسير معنا في الأماكن التي نذهب إليها، ويأتي معنا، ولا أجعله يفلت منَ المسؤولية.
هذه حياتي باختصار، والله المستعان، أريد حلاًّ أو علاجًا ولو كان صغيرًا.
أنا امرأة متزوجة من 5 سنوات، وعندي بنت عمرها 4 سنوات ونصف، وولد عمره سنة وتسعة شهور، وحامل في الشهر الثامن.
زوجي ضابط في الشرطة، دائم السفر، يُسافر في السنة مرتين؛ يعني: يسافر لمدة 45 يومًا تقريبًا؛ شهرًا لنفسه، وأسبوعين أحيانًا نسافر معه وأحيانًا أخرى لا، دائم السَّهَر، يبيت خارج البيت آخر الأسبوع ولا أدري مكانه.
يسكر، هو مِن عائلة مولعة بشُرْب الخمر، أبوه وإخوته جميعًا يشربون الخمر، وجميع أصحابه مثْله تمامًا، طبعًا كل ذلك لَم أكنْ أعلمه قبل الزواج؛ فهو ابن خالي وابن عمَّتي، ولكن لَم نَكُن على صلةٍ وطيدة مِن قبلُ.
المشكلة الآن أنَّه يُريد السفر إلى مصْر في عيد رأس السَّنَة، وقال لي: هناك دوْرة لمدة أسبوعين، ولكن أنا فهمته، وعرَفتُ لماذا يريد السفر، فسألته فقال: نعم، أُريد أن أُغَير جوًّا، بالرغم مِنْ أنه كان مُسافرًا - من حوالي 4 شهور - إلى أوروبا شهرًا كاملاً!
إلى الآن لَم يُوَافِق رُؤساؤُه في العمل على إجازته الخارجية، ولكن أنا امرأة مقهورة، ولا أريد أن يكونَ الرفضُ من العمَل، بل أريد أن يكونَ الرفْضُ نابعًا منه هو.
هو جيد جدًّا معنا، كريم ماديًّا، يُحافظ على الصلاة، ولكن ليس في وقتها، يصوم صيام التطوُّع أحيانًا، يَتَصَدَّق، ولكنه خائن، ولن يغفرَ له كل هذا أمام ما يفعله!
لقد تعبْتُ معه، وخاصة مِن زيارة والدِه الأخيرة؛ لأنَّ زوْجي أتى له بالخمر في بيتي، وشرب عندما دخلنا للنَّوم، وهذا ضايَقَني جدًّا، ولكن لا أستطيع أن أتكلَّم، ولو علِمَ والدي ما يفعل لأخَذَني فورًا، خاصة أنه ملتزم، ويأبَى ما يفعله زوجي، ولا يرضى إذلالي.
ما عرفتُ الراحة مذ تزوَّجْتُ، وفي نفس الوقْت لا أريد الذِّهاب لأهلي؛ لأن أمي وأبي لن يعيشوا لي طوال العمر، وهكذا إخوتي، فكلُّ واحدٍ منهم مشغول مع زوْجِه، وحياتهم تكْفيهم وأولادهم، ولا تتحمل أيَّ عِبْءٍ آخر.
أنا لا أُفَكِّر في الطلاق أبدًا، لكن حياتي صعْبة؛ ففي السنة الماضية تعبتُ تعبًا شديدًا، وربي أعلم بحالَتي كيف كانتْ، وحتى الآن تأتيني نوبات الاكتئاب على إثر مرَضي الذي عانَيْتُ منه، والحمد لله حالتي في تَحَسُّن دائمٍ.
أشعر كثيرًا أنِّي حاقِدة على زَوْجي وأهْلِه؛ لأنهم لا يُصَدِّقون ما أقوله في ابنهم، ودائمًا يقولون لي: احمدي الله عليه، وصلي شكرًا لله عليه!
وليس مِن طبيعتي أن أفتن على أحدٍ، فكيف بزَوْجي؟!
أُشْعِرُ أهلي دائمًا أنِّي سعيدة، ولكن هم يشعرون بعكس ذلك، ولكن من المستحيل أن أُبَيِّن ذلك لهم.
كيف أتعامَلُ معه، خاصة أنه يريد الذهاب إلى مصر للاحتفال برأس السنة؟
نسيت أن أخبركم شيئًا: عندما نُسافر سويًّا يتوَقَّع الجميعُ أنِّي سعيدة، ولكن على العكس، فأنا في هذا الوقت أكون مِن أشقى الناس؛ فعندما نصل إلى الفندق يتركنا وحدنا، ويذهب إلى البار، ويقول لي: مِن حقِّي أن آخذ وقت راحة لنفْسي.
لا يشْعُر بالمسؤولية مُطلقًا، بل يريد أن يكونَ السائقُ مسؤولاً عنَّا، ولكن أنا أرفض هذا، وأجبره أن يتحَمَّل هو المسؤولية، فأجعله يسير معنا في الأماكن التي نذهب إليها، ويأتي معنا، ولا أجعله يفلت منَ المسؤولية.
هذه حياتي باختصار، والله المستعان، أريد حلاًّ أو علاجًا ولو كان صغيرًا.
الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه
ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فما ذكرته الأخت الكريمة مِن انحراف زوجها عن المنهج الإسلامي القويم، مما يوجب عليها شرعًا النُّصْحَ له، والخروجَ عن سلبيتها؛ قال - سبحانه وتعالى -: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132]، والخطاب في الآية يعم الرجال والنساء.
وقال - صلى الله عليه وسلم - مُبَيِّنًا مسؤولية الزَّوجة تجاه زوجِها وبيتها، من الطَّاعة والحفظ والإحسان: " "؛ متَّفق عليه.
فلا مناص مِن بذْل الوسْع، ومُدافعة تلك الكبائر بالنصح بحكمة، مع التحاوُر معه بهدوء أولاً؛ للكفِّ عما يرتكبه مِن آثام، ثم لبيان ما يجب عليه من حفْظ وصية النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فيكِ؛ حيثُ قال: " "... الحديث؛ رواه البخاري،
وقوله: " "،
وقوله: " "؛ رواه ابن ماجه. ؛
وقال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19].
ولتستَعِيني على ذلك بكلِّ سبيلٍ من قول وفعل، ولا مانع من الاستعانة ببعْض أهْل الخير، من أهلِك أو جيرانِك وغيرهم، في سبيلِ الوُصول إلى هدايتِهم، كما يمكِنُك الاستِعانة بالأشْرِطة والبرامج الَّتي فيها من الوعْظ والزَّجر ما يكون نافعًا لهم - إن شاء الله.
على أن يكون ذلك مُحَاطًا بقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ} [النحل: 125].
وعليكِ باللِّين والرِّفق؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " "؛ رواه مسلم وغيره.
لا تَتَعَجَّلي النَّتائج؛ فإنَّما عليكِ إحْسان العمل، ثمَّ دَعِي النَّتائج لله تعالى، ولا تَيْئَسِي مِنْ عدم سرعة استِجابته، أو تأخُّر توبته، فإنَّ مقصدك هو هدايته، ونيل الأجر بدلالته على أبْواب الخير، وذلك مسْطور ومذخور لك عند ربِّك - إن شاء الله - واعلمي أن من أكثر الطرق ولج!
كما نوصيك بصِدْق اللَّجأ إلى الله، والتوَجُّه إليه بالدُّعاء لزوجك بظاهر الغيْب؛ فللدُّعاء تأثير عجيب في حصول الهداية، ولا يحسُّ بحلاوته إلاَّ مَن ذاقه، وقد قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62].
وقد هدى اللهُ تعالى كثيرًا من النَّاس بالدُّعاء، ومن هؤلاء أمُّ أبي هُرَيرة - رضِي الله عنْهما - فقد روى مسلم في صحيحِه، عن يزيد بن عبدالرحمن، قال: حدَّثني أبُو هُرَيرة قال: كُنْتُ أدْعُو أُمِّي إلى الإسْلام وهي مُشْرِكَةٌ، فدَعَوْتُها يوْمًا، فأسْمَعَتْني في رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ما أكْرَهُ، فأتَيتُ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبْكِي، قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّه، إنِّي كُنْتُ أدْعُو أُمِّي إلى الإسْلامِ فتَأْبَى عَليَّ، فدَعَوْتُها اليوْمَ فأسْمَعَتْنِي فِيكَ ما أكْرَهُ، فَادْعُ اللَّهَ أنْ يهْدِي أُمَّ أبي هُرَيرَة، فقالَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أبِي هُرَيرَةَ))، فخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِي اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فلمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إلى البابِ فإذا هُوَ مُجَافٌ، فسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قدَمَي، فَقَالَتْ: مَكانَكَ يا أبا هُريرةَ، وسَمِعْتُ خَضْخَضة الماء، قالَ: فاغْتَسَلَتْ ولبِسَتْ دِرْعَها، وعَجِلتْ عَنْ خِمارِها، ففَتَحَتِ البابَ ثُمَّ قالَتْ: يا أبا هُرَيرَة، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللَّه، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُه ورَسُولُه.
قال: فرَجَعْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فأتَيتُهُ وأنا أبْكِي مِنَ الفَرَحِ، قال: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّه، أبْشِرْ؛ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَك، وهَدَى أُمَّ أبي هُرَيرة، فحَمِدَ اللَّهَ وأثْنَى عَلَيه وقال خَيرًا".
ولا يعني قولنا بترْك السلبية ونصح الزوج عدم الصبر على أخلاقه، واحتساب الأجر عند الله، بل نقصد أن يكونَ النُّصْح بضوابطه حاضرًا مع الصبْر الجميل، فكم من رجال هداهم الله بنُصح زوجاتهم! وكل هذا يزيدُك رِفْعة في الدُّنيا والآخرة - إن شاء الله تعالى - ففي الصَّحيح عن أبي هريرة، عنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ".
كما نوصيكِ بمقابلة إساءة زوجك بالنُّصح والعفْو والإحسان، والستر عليه؛ وكل هذا من الأخلاق الإسلامية الرفيعة؛ قال - تعالى -: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِي أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِي حَمِيمٌ} [فصلت: 34].
وأخبري زوجك أنك لن تسمحي بشرب الخمر في بيتك، وأنه إن استمر في غيه، فستضطرين لإخبار والدك.
والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع الآلوكة على شبكة الانترنت.
فما ذكرته الأخت الكريمة مِن انحراف زوجها عن المنهج الإسلامي القويم، مما يوجب عليها شرعًا النُّصْحَ له، والخروجَ عن سلبيتها؛ قال - سبحانه وتعالى -: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132]، والخطاب في الآية يعم الرجال والنساء.
وقال - صلى الله عليه وسلم - مُبَيِّنًا مسؤولية الزَّوجة تجاه زوجِها وبيتها، من الطَّاعة والحفظ والإحسان: " "؛ متَّفق عليه.
فلا مناص مِن بذْل الوسْع، ومُدافعة تلك الكبائر بالنصح بحكمة، مع التحاوُر معه بهدوء أولاً؛ للكفِّ عما يرتكبه مِن آثام، ثم لبيان ما يجب عليه من حفْظ وصية النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فيكِ؛ حيثُ قال: " "... الحديث؛ رواه البخاري،
وقوله: " "،
وقوله: " "؛ رواه ابن ماجه. ؛
وقال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19].
ولتستَعِيني على ذلك بكلِّ سبيلٍ من قول وفعل، ولا مانع من الاستعانة ببعْض أهْل الخير، من أهلِك أو جيرانِك وغيرهم، في سبيلِ الوُصول إلى هدايتِهم، كما يمكِنُك الاستِعانة بالأشْرِطة والبرامج الَّتي فيها من الوعْظ والزَّجر ما يكون نافعًا لهم - إن شاء الله.
على أن يكون ذلك مُحَاطًا بقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ} [النحل: 125].
وعليكِ باللِّين والرِّفق؛ فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " "؛ رواه مسلم وغيره.
لا تَتَعَجَّلي النَّتائج؛ فإنَّما عليكِ إحْسان العمل، ثمَّ دَعِي النَّتائج لله تعالى، ولا تَيْئَسِي مِنْ عدم سرعة استِجابته، أو تأخُّر توبته، فإنَّ مقصدك هو هدايته، ونيل الأجر بدلالته على أبْواب الخير، وذلك مسْطور ومذخور لك عند ربِّك - إن شاء الله - واعلمي أن من أكثر الطرق ولج!
كما نوصيك بصِدْق اللَّجأ إلى الله، والتوَجُّه إليه بالدُّعاء لزوجك بظاهر الغيْب؛ فللدُّعاء تأثير عجيب في حصول الهداية، ولا يحسُّ بحلاوته إلاَّ مَن ذاقه، وقد قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62].
وقد هدى اللهُ تعالى كثيرًا من النَّاس بالدُّعاء، ومن هؤلاء أمُّ أبي هُرَيرة - رضِي الله عنْهما - فقد روى مسلم في صحيحِه، عن يزيد بن عبدالرحمن، قال: حدَّثني أبُو هُرَيرة قال: كُنْتُ أدْعُو أُمِّي إلى الإسْلام وهي مُشْرِكَةٌ، فدَعَوْتُها يوْمًا، فأسْمَعَتْني في رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ما أكْرَهُ، فأتَيتُ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبْكِي، قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّه، إنِّي كُنْتُ أدْعُو أُمِّي إلى الإسْلامِ فتَأْبَى عَليَّ، فدَعَوْتُها اليوْمَ فأسْمَعَتْنِي فِيكَ ما أكْرَهُ، فَادْعُ اللَّهَ أنْ يهْدِي أُمَّ أبي هُرَيرَة، فقالَ رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أبِي هُرَيرَةَ))، فخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِي اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فلمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إلى البابِ فإذا هُوَ مُجَافٌ، فسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قدَمَي، فَقَالَتْ: مَكانَكَ يا أبا هُريرةَ، وسَمِعْتُ خَضْخَضة الماء، قالَ: فاغْتَسَلَتْ ولبِسَتْ دِرْعَها، وعَجِلتْ عَنْ خِمارِها، ففَتَحَتِ البابَ ثُمَّ قالَتْ: يا أبا هُرَيرَة، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللَّه، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُه ورَسُولُه.
قال: فرَجَعْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فأتَيتُهُ وأنا أبْكِي مِنَ الفَرَحِ، قال: قُلْتُ: يا رَسُولَ اللَّه، أبْشِرْ؛ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَك، وهَدَى أُمَّ أبي هُرَيرة، فحَمِدَ اللَّهَ وأثْنَى عَلَيه وقال خَيرًا".
ولا يعني قولنا بترْك السلبية ونصح الزوج عدم الصبر على أخلاقه، واحتساب الأجر عند الله، بل نقصد أن يكونَ النُّصْح بضوابطه حاضرًا مع الصبْر الجميل، فكم من رجال هداهم الله بنُصح زوجاتهم! وكل هذا يزيدُك رِفْعة في الدُّنيا والآخرة - إن شاء الله تعالى - ففي الصَّحيح عن أبي هريرة، عنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ".
كما نوصيكِ بمقابلة إساءة زوجك بالنُّصح والعفْو والإحسان، والستر عليه؛ وكل هذا من الأخلاق الإسلامية الرفيعة؛ قال - تعالى -: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِي أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِي حَمِيمٌ} [فصلت: 34].
وأخبري زوجك أنك لن تسمحي بشرب الخمر في بيتك، وأنه إن استمر في غيه، فستضطرين لإخبار والدك.
والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع الآلوكة على شبكة الانترنت.
- التصنيف: