كيف أصلي صلاة الوتر؟
منذ 2010-07-13
السؤال: كيف أصلي صلاة الوتر؟
الإجابة: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين . أما بعد
صلاة الوتر مثل أي صلاة أخرى إلا أنها تختلف عنها بأنها ركعة واحدة . وأدنى الكمال ثلاث ركعات . ووردت صلاة الوتر بصفات متعددة، لكن لا نشوش عليك بإيرادها كلها . ونكتب لك هنا فتوى للشيخ ابن باز في صفة صلاة الليل والوتر حتى تكون على بصيرة وبينة من دينك
قال رحمه الله: صلاة الليل سنة مؤكدة لقول الله سبحانه في صفة عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} وفي سورة الذاريات في صفة المتقين: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ، ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " " (رواه مسلم في صحيحه)، وصلاة الليل لها شأن عظيم كما قال الله جل وعلا في وصف عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} وقال سبحانه في وصف المتقين: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} وقال الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} ... إلى أن قال: فصلاة الليل لها شأن عظيم ، والمشروع فيها أن تكون مثنى مثنى، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:" " (متفق على صحته من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -) وأفضلها في آخر الليل إلا من خاف ألا يقوم في آخره ، فالأفضل له أن يصليها في أول الليل قبل أن ينام لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " " (رواه مسلم في صحيحه). وأقلها واحدة ، ولا حد لأكثرها ، فإن أوتر بثلاث فالأفضل أن يسلم من اثنتين ويوتر بواحدة ، وهكذا إذا صلى خمسا يسلم من كل اثنتين ثم يوتر بواحدة ، وإن سرد الثلاث أو الخمس بسلام واحد ولم يجلس إلا في آخرها فلا حرج ، بل ذلك نوع من السنة، لأنه قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه فعل ذلك في بعض تهجده كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه سرد سبعا ولم يجلس إلا في آخرها ، وثبت عنه أنه في بعض الأحيان جلس بعد السادسة ، وأتم التشهد الأول ، ثم قام قبل أن يسلم وأتى بالسابعة. وثبت عنه أيضا عليه الصلاة والسلام أنه سرد تسعا وجلس في الثامنة ، وأتى بالتشهد الأول ثم قام قبل أن يسلم وأتى بالتاسعة
ولكن الأفضل وهو الأكثر من عمله - صلى الله عليه وسلم - أن يسلم من كل اثنتين ثم يوتر بواحدة ، كما تقدم ذلك من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما، والأغلب من فعله - صلى الله عليه وسلم - أنه يوتر بإحدى عشرة ركعة ويسلم من كل ثنتين وربما أوتر بثلاث عشرة كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها، وثبت أيضا أنه أوتر بثلاث عشرة من غير حديث عائشة ، يسلم من كل ثنتين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم
ومن صلى أكثر من ذلك فلا حرج ، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " " ولم يحد حدا في عدد الركعات التي يأتي بها المصلي قبل الوتر. فدل ذلك على التوسعة ، فمن صلى عشرين وأوتر في رمضان أو غيره أو صلى أكثر من ذلك فلا حرج عليه. وقد تنوعت صلاة السلف الصالح في الليل ، فمنهم من يكثر الركعات ويقصر القراءة ، ومنهم من يقلل الركعات ويطيل القراءة ، وكل ذلك واسع بحمد الله ولا حرج فيه مع مراعاة الخشوع والطمأنينة
وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - من حديث عائشة - رضي الله عنها -" " (أخرجه مسلم في صحيحه)، وعلى هذا فمن كانت عادته في الليل ثلاثا ونام عنها أو شغله عنها مرض صلى من النهار أربعا بتسليمتين ، وهكذا من كانت عادته أكثر يصلي من النهار مثل ذلك لكن يزيدها حتى يسلم من كل ثنتين تأسيا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكرته عنه عائشة - رضي الله عنها - في الحديث المذكور ، والله ولي التوفيق
فتاوى ابن باز (الجزء رقم: 11، الصفحة رقم: 297)
المصدر: موقع الشيخ خالد بن علي المشيقح
صلاة الوتر مثل أي صلاة أخرى إلا أنها تختلف عنها بأنها ركعة واحدة . وأدنى الكمال ثلاث ركعات . ووردت صلاة الوتر بصفات متعددة، لكن لا نشوش عليك بإيرادها كلها . ونكتب لك هنا فتوى للشيخ ابن باز في صفة صلاة الليل والوتر حتى تكون على بصيرة وبينة من دينك
قال رحمه الله: صلاة الليل سنة مؤكدة لقول الله سبحانه في صفة عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} وفي سورة الذاريات في صفة المتقين: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ، ولقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " " (رواه مسلم في صحيحه)، وصلاة الليل لها شأن عظيم كما قال الله جل وعلا في وصف عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} وقال سبحانه في وصف المتقين: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} وقال الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} ... إلى أن قال: فصلاة الليل لها شأن عظيم ، والمشروع فيها أن تكون مثنى مثنى، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:" " (متفق على صحته من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -) وأفضلها في آخر الليل إلا من خاف ألا يقوم في آخره ، فالأفضل له أن يصليها في أول الليل قبل أن ينام لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " " (رواه مسلم في صحيحه). وأقلها واحدة ، ولا حد لأكثرها ، فإن أوتر بثلاث فالأفضل أن يسلم من اثنتين ويوتر بواحدة ، وهكذا إذا صلى خمسا يسلم من كل اثنتين ثم يوتر بواحدة ، وإن سرد الثلاث أو الخمس بسلام واحد ولم يجلس إلا في آخرها فلا حرج ، بل ذلك نوع من السنة، لأنه قد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه فعل ذلك في بعض تهجده كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه سرد سبعا ولم يجلس إلا في آخرها ، وثبت عنه أنه في بعض الأحيان جلس بعد السادسة ، وأتم التشهد الأول ، ثم قام قبل أن يسلم وأتى بالسابعة. وثبت عنه أيضا عليه الصلاة والسلام أنه سرد تسعا وجلس في الثامنة ، وأتى بالتشهد الأول ثم قام قبل أن يسلم وأتى بالتاسعة
ولكن الأفضل وهو الأكثر من عمله - صلى الله عليه وسلم - أن يسلم من كل اثنتين ثم يوتر بواحدة ، كما تقدم ذلك من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما، والأغلب من فعله - صلى الله عليه وسلم - أنه يوتر بإحدى عشرة ركعة ويسلم من كل ثنتين وربما أوتر بثلاث عشرة كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها، وثبت أيضا أنه أوتر بثلاث عشرة من غير حديث عائشة ، يسلم من كل ثنتين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم
ومن صلى أكثر من ذلك فلا حرج ، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " " ولم يحد حدا في عدد الركعات التي يأتي بها المصلي قبل الوتر. فدل ذلك على التوسعة ، فمن صلى عشرين وأوتر في رمضان أو غيره أو صلى أكثر من ذلك فلا حرج عليه. وقد تنوعت صلاة السلف الصالح في الليل ، فمنهم من يكثر الركعات ويقصر القراءة ، ومنهم من يقلل الركعات ويطيل القراءة ، وكل ذلك واسع بحمد الله ولا حرج فيه مع مراعاة الخشوع والطمأنينة
وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - من حديث عائشة - رضي الله عنها -" " (أخرجه مسلم في صحيحه)، وعلى هذا فمن كانت عادته في الليل ثلاثا ونام عنها أو شغله عنها مرض صلى من النهار أربعا بتسليمتين ، وهكذا من كانت عادته أكثر يصلي من النهار مثل ذلك لكن يزيدها حتى يسلم من كل ثنتين تأسيا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكرته عنه عائشة - رضي الله عنها - في الحديث المذكور ، والله ولي التوفيق
فتاوى ابن باز (الجزء رقم: 11، الصفحة رقم: 297)
المصدر: موقع الشيخ خالد بن علي المشيقح
- التصنيف: