يوسوس له الشيطان أنه مرائي ليترك الطاعة
منذ 2006-12-01
السؤال: أنا ملتزم ولله الحمد بما فرضه الله علي من فرائض نسأل الله القبول ،
ولكن في الفترة الأخيرة بدأت تأتيني وساوس بأن ما أعمله يشوبه شيء من
الرياء لن يقبله الله مني فتجدني أحيانا أتراجع عن بعض الأمور الطيبة
خشية الرياء ؟
الإجابة: الحمد لله
كما يأتي الشيطان للمسلم ليجعله يزين عمله ويرائي به الناس فإنه يأتيه كذلك من الباب المقابل ليوسوس له بأن عمله هذا رياء فلا تفعله !
وللخروج من هذين الأمرين فإن عليه أن يصلح نيته ويجعلها خالصة لوجه الله تعالى ، ولا يهمه بعدها ما يأتيه الشيطان به .
قال ابن مفلح الحنبلي - تحت فصل " لا ينبغي ترك العمل المشروع خوف الرياء " - :
مما يقع للإنسان أنه إذا أراد فعل طاعة يقوم عنده شيء يحمله على تركها خوف وقوعها على وجه الرياء .
والذي ينبغي عدم الالتفات إلى ذلك , وللإنسان أن يفعل ما أمره الله عز وجل به ورغبه فيه , ويستعين بالله تعالى , ويتوكل عليه في وقوع الفعل منه على الوجه الشرعي .
وقد قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله : لا ينبغي أن يترك الذكر باللسان مع القلب خوفا من أن يظن به الرياء بل يذكر بهما جميعا , ويقصد به وجه الله عز وجل , وذكر قول الفضيل بن عياض رحمه الله : إن ترك العمل لأجل الناس رياء , والعمل لأجل الناس شرك ، قال : فلو فتح الإنسان عليه باب ملاحظة الناس والاحتراز من تطرق ظنونهم الباطلة لانسد عليه أكثر أبواب الخير . انتهى كلامه .
قال أبو الفرج ابن الجوزي : فأما ترك الطاعات خوفا من الرياء : فإن كان الباعث له على الطاعة غير الدين : فهذا ينبغي أن يترك ; لأنه معصية , وإن كان الباعث على ذلك الدين وكان ذلك لأجل الله عز وجل مخلصا : فلا ينبغي أن يترك العمل ; لأن الباعث الدين , وكذلك إذا ترك العمل خوفا من أن يقال : مراء , فلا ينبغي ذلك لأنه من مكايد الشيطان .
قال إبراهيم النخعي : إذا أتاك الشيطان وأنت في صلاة , فقال : إنك مراء فزدها طولا , وأما ما روي عن بعض السلف أنه ترك العبادة خوفا من الرياء , فيحمل هذا على أنهم أحسوا من نفوسهم بنوع تزين فقطعوا , وهو كما قال , ومن هذا قول الأعمش كنت عند إبراهيم النخعي , وهو يقرأ في المصحف فاستأذن رجل فغطى المصحف , وقال : لا يظن أني أقرأ فيه كل ساعة , وإذا كان لا يترك العبادة خوف وقوعها على وجه الرياء فأولى أن لا يترك خوف عجب يطرأ بعدها .
" الآداب الشرعية " ( 1 / 266 ، 267 ) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
عندما يهم الإنسان بعمل الخير ، يأتي الشيطان فيوسوس له ويقول : إنك تريد ذلك رياء وسمعة ، فيبعد عن فعل الخير ، فكيف يمكن تجنب مثل هذا الأمر ؟ .
فأجاب بقوله :
يمكن تجنب مثل هذا الأمر بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، والمضي قدماً في فعل الخير ، ولا يلتفت إلى هذه الوساوس التي تثبطه عن فعل الخير ، وهو إذا أعرض عن هذا واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم زال عنه ذلك بإذن الله .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين "
والله أعلم .
كما يأتي الشيطان للمسلم ليجعله يزين عمله ويرائي به الناس فإنه يأتيه كذلك من الباب المقابل ليوسوس له بأن عمله هذا رياء فلا تفعله !
وللخروج من هذين الأمرين فإن عليه أن يصلح نيته ويجعلها خالصة لوجه الله تعالى ، ولا يهمه بعدها ما يأتيه الشيطان به .
قال ابن مفلح الحنبلي - تحت فصل " لا ينبغي ترك العمل المشروع خوف الرياء " - :
مما يقع للإنسان أنه إذا أراد فعل طاعة يقوم عنده شيء يحمله على تركها خوف وقوعها على وجه الرياء .
والذي ينبغي عدم الالتفات إلى ذلك , وللإنسان أن يفعل ما أمره الله عز وجل به ورغبه فيه , ويستعين بالله تعالى , ويتوكل عليه في وقوع الفعل منه على الوجه الشرعي .
وقد قال الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله : لا ينبغي أن يترك الذكر باللسان مع القلب خوفا من أن يظن به الرياء بل يذكر بهما جميعا , ويقصد به وجه الله عز وجل , وذكر قول الفضيل بن عياض رحمه الله : إن ترك العمل لأجل الناس رياء , والعمل لأجل الناس شرك ، قال : فلو فتح الإنسان عليه باب ملاحظة الناس والاحتراز من تطرق ظنونهم الباطلة لانسد عليه أكثر أبواب الخير . انتهى كلامه .
قال أبو الفرج ابن الجوزي : فأما ترك الطاعات خوفا من الرياء : فإن كان الباعث له على الطاعة غير الدين : فهذا ينبغي أن يترك ; لأنه معصية , وإن كان الباعث على ذلك الدين وكان ذلك لأجل الله عز وجل مخلصا : فلا ينبغي أن يترك العمل ; لأن الباعث الدين , وكذلك إذا ترك العمل خوفا من أن يقال : مراء , فلا ينبغي ذلك لأنه من مكايد الشيطان .
قال إبراهيم النخعي : إذا أتاك الشيطان وأنت في صلاة , فقال : إنك مراء فزدها طولا , وأما ما روي عن بعض السلف أنه ترك العبادة خوفا من الرياء , فيحمل هذا على أنهم أحسوا من نفوسهم بنوع تزين فقطعوا , وهو كما قال , ومن هذا قول الأعمش كنت عند إبراهيم النخعي , وهو يقرأ في المصحف فاستأذن رجل فغطى المصحف , وقال : لا يظن أني أقرأ فيه كل ساعة , وإذا كان لا يترك العبادة خوف وقوعها على وجه الرياء فأولى أن لا يترك خوف عجب يطرأ بعدها .
" الآداب الشرعية " ( 1 / 266 ، 267 ) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
عندما يهم الإنسان بعمل الخير ، يأتي الشيطان فيوسوس له ويقول : إنك تريد ذلك رياء وسمعة ، فيبعد عن فعل الخير ، فكيف يمكن تجنب مثل هذا الأمر ؟ .
فأجاب بقوله :
يمكن تجنب مثل هذا الأمر بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، والمضي قدماً في فعل الخير ، ولا يلتفت إلى هذه الوساوس التي تثبطه عن فعل الخير ، وهو إذا أعرض عن هذا واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم زال عنه ذلك بإذن الله .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين "
والله أعلم .
- التصنيف: