هل لُّعبة الـ (يوجي) حرام؟
ظهرت مؤخرًا لُعبة تشبه أوراق (الكوتشينة) تسمَّى (يوجي)، وهي تعتمد على أشكال محاربين، وكائنات فضائية، وبعض الأبطال.
بعض أفلام الكارتون في بعض القنوات الفضائية للأطفال، تشرح كيفية لعبها، ولدينا طفل في العائلة يحب شراء هذه اللُّعبة جدًا، وهي عبارة عن مجموعات من الأوراق، ووالدة الطفل سَمِعَتْ من بعض الناس أن هذه اللعبة حرام. فما حكم هذه اللعبة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقدِ اطَّلعنا على اللُّعبةِ المذكورة؛ فوجدناها لعبة يابانية المنشأ، ولا تُسْهِم في تنمية مهارات الطفل، لا من قريب ولا من بعيد، بخلاف كثير من الألعاب القديمة والحديثة، التي تُسْهِمُ بطريقة كبيرة في تنمية المهارات ونموها نموًّا سليمًا.
ومن سلبيات تلك اللعبة:
- أنَّها لعبةٌ مسيئةٌ لقِيَمِ المجتمع، وليس لها هَدَفٌ تربويٌّ أصلاً.
- اشتمالها على عبارات الكُفْرِ؛ مثل: "إله الرعد"، و"إله الشياطين"، وصور تلك الآلهة المزعومة؛ مما يقود الأطفال إلى التباس عقدي وذهني وفكري حول أولويات القِيَمِ وأهدافِها.
- تمرير قِيَم سلبية، كالمصلحة الشخصية، والعنف، والقضاء على الآخرين بأي ثَمَن.
- الإساءة إلى مفاهيم الطفل، الأخلاقيَّة والدينية، وإرباكه بين ما هو خرافي أو أسطوري، وما هو حقيقي.
- تعزيز العدوانية، والميل نحو اقتناص الفُرَص بأي ثمن، والإساءة إلى اللغةِ العربيَّةِ من خلالِ استخدام أسماء ومصطلحات غريبة، مع ترجمتها بأسلوب ركيك.
- تربية الطفل على سَفْاسف الأمور والتنافس عليها؛ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَرِيمٌ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأَخْلاَقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا" (رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، والحاكم، وصحَّحه الألباني).
- هذا؛ وإنْ كنَّا نرى أن مِنْ أخطرِ ما في هذه اللُّعبة وأشباهِهَا تمرينَ الأطفالِ على الإلحادِ؛ بِأَنْ تغرِسَ في نفوسِهم أنَّ هذه الأشكالَ، أو أن أبطال تلك الألعاب تستقِلُّ بقدرة الضَّرِّ والنَّفْعِ، وتفجيرِ الكون من جبال وكواكب وبحار إلى غير ذلك.
ومما سبق نرى -والعلم عند الله- حُرْمَةَ استعمال مثل هذه الألعاب، وأنه يجب على ولاة أمور الأطفال أن يمنعوهم منها، مع توفير البدائل المباحة والمفيدة لهم، وأن يبينوا لهم أوجه المنع منها، وأنها تتعارض مع العقيدة الإسلامية؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6].
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، عن ابن عمر رضي الله عنهما: "كلكم رَاعٍ، وكلكم مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرجل رَاعٍ في أَهْلِهِ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا..."،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: