جمع الاستغفار لي ولغيري
هل يجوز لي أن أنوي أنَّ كلَّ استغفار أستَغْفِره بأيّ وقْت يكون عنِّي وعن فلان منَ النَّاس؛ أي: أن يكون الأجر لنا جميعًا؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فلا مانع شرعًا من إشْراك الغير -حيًّا كان أو ميِّتًا- في ثواب الاستِغْفار؛ لقول النَّبيّ صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم في صحيح مسلم: "ما مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ بِدَعْوة إلاً وَكَّلَ اللَّهُ به ملَكًا، كُلَّمَا دَعا لَهُ بِدَعْوةِ، قالَ المَلَكُ المُوكَّلُ بِه: آمِينَ، ولَك بِمِثْل".
وفي الصحيحين عن عبدالله بن مسعود قال: "كأني أنظر إلى رسول الله صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم يحكي نبيًا من الأنبياء ضربه قومه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: "رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
قال في "الإقناع": "وكلُّ قُربة فعلها مسلم وجعل ثوابَها أو بعضِها كالنِّصف ونحوه لمسلم حيّ أو ميت - جاز ونفعه". اهـ.
فقوله "كل قربة" يشْمل الاستغفار وغيرَه من القربات.
قال في "مطالب أولي النهى شرح غاية المنتهى في الفقه الحنبلي": "وكلّ قربة فعلها مسلم وجعل المسلم بالنية، فلا اعتبار باللفظ، ثوابَها أو بعضه لمسلم حيّ أو ميت - جاز، ونفعه ذلك بحصول الثواب له، ولو لرَسول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم".
هذا؛ والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: