الإنكار على الخطيب
إذا كان الخطيب يخطب على المنبر، هل يجوز للمستمعين أن يسألوه؟ وهل يجوز للخطيب أن يجاوبه؟ وإن ناقش الخطيب إذا كان يخطب عن المولد أو عن الشركيات؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أولاً أما بالنسبة للفقرة الأولى: نعم يجوز للمستمع أن يسأل الخطيب وأن يناقشه، بل هذا مشروع والسنة، وأيضاً يُشرع للخطيب أن يجيبه ويدل لهذا حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قائماً يخطب فدخل رجل، وقال: يا رسول الله: هلكت الأموال وانقطعت السبل وجاع العيال، فادعُ الله أن يغيثنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه، ولما كان في الجمعة التالية سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل الله عز وجل أن يمسكها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الدواب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر.." إلى آخره، والنبي عليه الصلاة والسلام نزل من المنبر وأخذ الحسن، وذكر أيضاً النبي عليه الصلاة والسلام قال لمن دخل ولم يصلِّ: "أصليت ركعتين؟" وهو يخطب قال: لا، قال: "قم فصلِّ ركعتين"، وهكذا وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكلم الصحابة في الخطبة ويجيبونه، فإن كان هناك مصلحة شرعية من سؤال أمر مستشكل ونحو ذلك فإن هذا مشروع.
وأما ما سأله الأخ السائل في الفقرة الثانية من أن الخطيب ذكر أن الاحتفال بالمولد مستحب وأن التوسل بالقبور ليس شركاً.. إلخ، فهذا جانب فيه الصواب فمن كان عنده علم فعليه أن يقوم وأن يناقشه وأن يبيّن الدليل ووجه الصواب والحق في هذه المسألة، وهذا أمر متعيّن، بل هو أمر واجب؛ لأن هؤلاء الجمع إذا انفضوا ترسب ذلك في أذهانهم واعتقدوه وأخذوا به.. إلخ.
تاريخ الفتاوى: 6-3-1427 هـ - 2006-04-05.
- التصنيف:
- المصدر: