محتارة أرضي نفسي أم أمي.

منذ 2006-12-01
السؤال: أنا فتاة أبلغ من العمر عشرين عاماً، ومنذ عامين تقدم شاب لخطبتي كان يملك كل ما تتمناه الفتاة في فارس أحلامها ، لذا لم أتردد ولو للحظة أن أرفض الطلب، ولكن فرحتي لم تكتمل......
حصلت مشاكل عائلية بسبب هذه الخطبة حيث أن هذا الشاب قد تقدم لقريبتي وقد رفضها لا لأخلاقها أو سمعتها ولكن لقلة جمالها. وحينما عرفت والدتها بشأن الخطبة لم تقف مكتوفة الأيدي فقد جاءت لوالدَي تقنعهما بالرفض وإلا المشاكل ستعم أرجاء الأهل والأصدقاء.
وقد بدأت تكرهني, فأخذت أمي تسألني ما إذا كنت موافقة أو لا، تذكرني بأن قريبتها هي الوحيدة التي تساعدها وتخفف همومها عند الضيق.
فكرت كثيراً قبل أن أرد عليها.. بعدها أخبرتها أني سأوافق إذا لم تحدث مشاكل مع قريبتها وإن كانت المشاكل ستبدأ فأني سأرفض.
فعلت ذلك من أجل أمي وليس خوفاً من قريبتها، لكنها رفضت الأمر. لم يستسلم الشاب في طلبي للزواج مرة واثنتين وثلاث، وبعدها تحججت بالدراسة بأني لا أعرف أن أركز في دراستي مع وجود علاقة زواج.
ولكنه لم ييأس وقال أنه سينتظرني أربع سنوات حتى أنهي دراستي. فقلنا لأهله نحن رافضون ومن الأفضل له أن يبحث عن فتاة أخرى، فقال إكراماً لابنة قريبتكم سوف يتزوجني بعد زواجها من نصيبها.
في ذلك الوقت كانت قريبتنا تنشر خبر تقدم هذا الشاب لخطبتي بعد زواج ابنتها من غيره، واعتبرت أن هذا يعتبر خيانة من أمي لها ولكن بعد أن أكدت أمي لها رفضنا له بدأت تحبني وتضمني لصدرها. كرهتني بمجرد تقدم هذا الشاب لخطبتي وبعدها أصحبت تحبني لرفض خطيب ابنتها السابق.
كانت كلما تقدم شاب لخطبة ابنتها رفضت هي تارة، وابنتها تارة أخرى ولكني لا أعتقد أن ابنتها تقصد ذلك لأننا نعامل بعضنا البعض بشكل جيد. وكلما رفضت شاباً تقول بأنها ليست مرتاحة ولا أعرف السبب.
الآن وبعد مرور عدة أشهر على هذا الموضوع اتضح لنا من بعض المواقف عدم محبة قريبتنا هذه لنا، وشماتتها بنا بطريقة لا تغضب أمي. المشكلة مازالت قائمة حيث أني لم أتوقف عن التفكير في ذلك الشاب إلى الآن، وأحس برغبة شديدة فيه وأدعو الله أن يجمعنا سوية إن شاء الله في المستقبل القريب.
محتارة ماذا أفعل؟ أفكر فيه كثيراً وأحس برغبة في قول الحقيقة لأمي وهي أني ما زلت متعلقة به.. أفيدوني ما هو خير لي، علماً بأنني قمت بعمل صلاة الاستخارة؟
الإجابة: أنصحك أن تصارحي أمك بمشاعرك، وأن تقبلي به زوجاً، لأن رفضه لم يكن له سبب وجيه، وكيف يعقل أن تعلقي قرارك على كون امرأة أخرى لا تريد لهذا الزواج أن يتم لأسباب غير منطقية البتة؟ إن قرار الزواج لا ينبغي أن تراعى فيه مشاعر الناس الآخرين، لا سيما إذا كانت مبنية على أهواء ليس لها أساس من الشرع.
فتوكلي على الله تعالى وأخبري أمك برغبتك في هذا الخاطب واسألي الله تعالى أن يتم الأمر إن كان فيه خيراً لك. والله أعلم.

تعقيب من الأخت السائلة:
أبعث برسالتي هذه شكراً لكم ومناجاة لحل مشكلة أخرى. قريبتي التي أخبرتكم عنها هي ليست إلا خالتي وهذه هي المشكلة. لو أنني أستطيع إيقافها عند حدها لفعلت ولكن أمي تمنعني من ذلك. حدث لي معها أكثر من موقف تقوم بتجاهلي فيه، وصدر منها أمام أمي ما يسيء إلي وإلى إخوتي. وحينما أخبرتني أمي بما حدث لم أتمالك نفسي فأسرعت بسؤالكم. وأنا الآن أسال الله أن يوفقكم وينيركم ويوجهكم إلى ما هو خير لي ولعائلتي من هذه الخالة الشريرة.

جواب الشيخ حامد:
إذا كان السؤال من الموقف من هذه الخالة، فالجواب أن هذا من بلاء الدنيا، فهي هكذا خلقها الله تعالى لا تخلو من بلاء. وقد يبتلى العبد بالفقر أو المرض أو ابن عاق أو والد يؤذيه، أو قريب يظلمه، أو تبتلى الزوجة بزوج ظالم، ويبتلى الزوج بزوجة فاسدة، وقد تبتلى البنت بأم ظالمة قاسية. وعلى المؤمن أن يصبر على بلاء الدنيا، ويستعين على الناس بالتقوى فإن من اتقى الله اتقاه الناس، ومن أطاع الله أطاعه الناس، ومن أحب الله أحبه الناس، ومن اشتغل بالله انشغل الناس به، فإن ابتلي بعدو أو حاسد كفاه الله عدوه من حيث لم يحتسب، أو جعل أذى عدوه رفعة له عند الله وثواباً يبلغ منزلة ما كان يبلغه بعمله، وقد كان أبو لهب يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، ويمشي وراءه يكذبه ويفتري عليه، ويتهمه وهو صابر على أذاه، حتى نزلت فيه السورة ثم مات وهو على كفره وأذاه للنبي صلى الله عليه وسلم. فكيف بنا نحن لا نصبر على أذى الخلق، وظلمهم، ونحتسب ثواب ذلك عند الله تعالى؟
والله أعلم.

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية

  • 3
  • 5
  • 70,117

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً