حكم قراءة القصص والمجلات المثيرة

منذ 2012-09-17
السؤال:

هل في قراءة القصص والمجلات المثيرة حرام؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّه لا يَجوزُ قِراءةُ القِصص والمجلاَّت المُثيرة؛ لأسبابٍ منها:

1- أنَّ هذه القِصصَ تُصَوِّر العلاقات المُحرَّمة وتَحُثُّ على الفَواحِشِ والمُنكرات، وتُهيِّج الغرائزَ والشَّهوات، وتَحوي من الفِسْقِ والمُنْكَر ما يَكْفِي لِحُرمَتِها.

2- أنَّه ممَّا يَنْشُره أعداءُ الإسلام لإغْواء المُسلمين، ونَشْرِ الرَّذيلةِ بَيْنَهُم، وهدْمِ أخلاقِهم، وضَياع الأُمَم، وتَشويهِ العُقول، وتَلويثِ الثَّقافة، وما ذلك إلا بتدبير المفسدين في الأرض، الَّذين قال اللَّهُ عنْهُم: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} [النور: 19].

3- قَدْ يقرأُ فيها الرَّجُل من أَوصافِ النِّساء ما لا يَجِدُه في زوجَتِه، فيحْمِله على الزُّهد فيها أو التَّشرُّف لغيْرِها، وكذلك الحالُ بالنِّسبة للمرأة.

4- الاطِّلاعُ على هذه القصص فيه مساهَمةٌ على نَجاحِ ترويجها بين الناس، والله تَعالى يقول: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].

5- الإنسانُ مسؤولٌ عن عُمُره فيما أفْناه، وعَنْ شبابِه فيما أبلاه، وعنْ مالِه من أيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنْفَقَه، وقراءةُ هذه القِصَص والمجلاَّت وشراؤُها فيه مضيعةٌ للأوقات والأموالِ، فضلاً عن كوْنِها مُحرَّمة.

6- قد تَقَعُ في يدِ الأبناءِ دونَ عِلْمِ الآباء فتفْسِدُ أخلاقَهم، وتَجُرُّهُم إلى الرَّذيلة، والواقعُ خيْرُ شاهدٍ على تِلك المصائِب الأليمة.

قال الشيخ ابنُ عُثيمين رحِمه الله تعالى في خطبة له بِعنوان (أسباب الزِّنا وحكْمُ الدِّش): "ومن أسبابِه أيضًا -أي الزِّنا- أن يَقرأَ الإنسانُ القِصصَ التي تُثِيرُ الشَّهوةَ الجِنْسيَّة فتَجِدُه يتجوَّل فكرُه هنا وهناك حتى يتسلَّط عليه الشيطانُ فيوقِعُه فيما هو محذور" انتهى.

وعليه؛ فلا يَجوزُ قِراءةُ تلك القِصَص، وتَشتدُّ حُرمتُها إذا احْتَوَتْ على الصُّور العاريةِ لرِجالٍ أو نساء؛ لأنَّ النَّظر إلى العوراتِ مَقطوعٌ بِحُرْمَتِه في القرآن الكريم، قال الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30]،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 14
  • 5
  • 48,616

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً