ولد مختونًا

منذ 2012-10-05
السؤال:

أحد أصدقائي رزقَه الله تعالى بِطِفل ولد، وفى اليَوم السَّابع ذَهَب للطَّبيب لِكي يقومَ بعملية الخِتان لِلطِّفْل، ففاجأَه الطَّبيب بأنَّ الطِّفْل لا يَحتاج لخِتان، وكأنَّه أجْرِيت له عمليَّة خِتان سليمة مِنْ قَبْل، سبحان الله!
سأل أحد المشايخ، قال له: هذه بُشْرى فقد ختَنَتْه الملائكة، كما ذَكَرَ له أنَّ الرُّسل تُخْتن من قِبَل الملائكة، والله أعلم.
فهل هذا شيء طبيعي ويتكرَّر لمولودٍ جديدٍ وُلِد، أو هي صدفة، أو شيء نادِر الحدوث؟
وهل فعْلاً ختَنَتْه الملائِكة؟ وهل نَستجيبُ لِنصيحة الطَّبيب بعَدَم إجْراء ختان للولَد؛ لأنَّه لا يَحتاج أبدًا لذلك؟
جديرٌ بِالذِّكْر أنَّ الولَد تمَّ تسْمِيتُه عبد الله؛ بناءً على رؤْيا رأَتْها أمُّه قبْلَ وِلادتِه، حيثُ رأتْ نورًا في شكْلِ رجُل، أتاها وهي وسط أهلِها يتدبَّرون ويتفكَّرون ماذا يسمُّون المولود، ثم قال لها: سمِّيه بالله، فقالت: عبد الرحمن؟ قال: لا، قالت: عبد الرزَّاق؟ قال: لا، فقال لها: عبدالله، سمِّيه عبدالله.
وقد حدث، وبعد ولادتِه لوحِظ أنَّه لا يَحتاج لِختان، فما رأْيُكم؟
أرجوكم الرَّد بسرعة، وهل ما قاله الطَّبيب والشَّيخ صحيح أم لا؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فمَن وُلِد مَختونًا بلا قُلْفَة، فلا ختانَ عليْه؛ إلاَّ أن يوجد من القُلْفة شيء يغطِّي الحشَفة أو بعضَها، ففي هذه الحالة وجَبَ قطعُه.

قال في "أسنى المطالب": "مَن وُلِد مَخْتُونًا بِلا قُلْفَةٍ لا خِتانَ عليْهِ، إيجابًا ولا نَدْبًا".

قال في "فتح الباري": "وقَدِ اسْتَحَبَّ العُلَماء مِن الشَّافِعِيَّة فِيمَنْ وُلِدَ مَخْتونًا أنْ يُمَرَّ بِالمُوسى علَى مَوْضِع الخِتان مِنْ غَيْر قَطْع، قَالَ أبُو شَامَة: وغالِب مَن يُولَد كَذَلِكَ لا يَكُون خِتانه تَامًّا، بَلْ يَظْهَر طَرَف الحَشَفَة، فَإنْ كَانَ كَذَلِكَ وَجَبَ تَكْمِيله".

وهذا شيءٌ طبيعيٌّ وليس نادرًا، بل قد يقَعُ لبعْضِ النَّاس.
يقول الشَّيخ عبدالعزيز بن باز: "فإنَّ الإنسانَ إذا وُلِد مَختونًا، فإنَّ ذلك يكْفِي، ولا حاجةَ إلى أن يعْمَل أهلُه شيئًا، وقد كفاهُم الله المؤونة والحمد لله، وهذا قد يقَع لبعض الناس، وقد بلَغَنا مِن ذلك عدَّة وقائع يُولد فيها الرَّجُل مختونًا، وبذلِك يكون أهلُه قد كُفُوا هذه المؤونة، والحمد لله".

أمَّا قول: "إنَّ الملائكة هي التي ختَنَتْه"، فمن التقوُّل على الله - تعالى - بغير علم؛ لأنَّ هذا من الأمورِ الغيبيَّة التي تفتقِر في معرِفتها لدليلٍ من الكِتاب أو السُّنَّة، ولا نعلم دليلاً يدل على صحة تلك الدعوى، وإنما هو مما انتشر على ألسنة العوام بغير بينة،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 19
  • 5
  • 213,122

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً