هل يقع طلاق الموسوس؟
منذ 2013-03-13
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" [الأنبياء: 7].
لقد استفتيتُ في ثلاثِ حالاتٍ للطلاق، وتمَّت الإجابة ولله الحمد بعدم وقوع الطلاق، قالوا: لأن عندي وساوس شديدة؛ وأنا فعلًا أحسُّ بأن شيئًا ما يدفعُني للحلف بالطلاق كثيرًا، ومع أنني لا أحلفُ بالفعل، لكنني أشعر كأنني حلفتُ! فقيل لي: هذه وساوس، وحتى لو تلفَّظت لا يقع ما دمتَ موسوسًا لا تقصد وقوع الطلاق، وإن استفتيتُ شيخًا أرتاح يومًا، ثم يوسوس لي الشيطان ويقول: أنتَ كذبتَ عليهم، زوجتُكَ محرَّمةٌ عليك! فما الحل؟
قال تعالى: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" [الأنبياء: 7].
لقد استفتيتُ في ثلاثِ حالاتٍ للطلاق، وتمَّت الإجابة ولله الحمد بعدم وقوع الطلاق، قالوا: لأن عندي وساوس شديدة؛ وأنا فعلًا أحسُّ بأن شيئًا ما يدفعُني للحلف بالطلاق كثيرًا، ومع أنني لا أحلفُ بالفعل، لكنني أشعر كأنني حلفتُ! فقيل لي: هذه وساوس، وحتى لو تلفَّظت لا يقع ما دمتَ موسوسًا لا تقصد وقوع الطلاق، وإن استفتيتُ شيخًا أرتاح يومًا، ثم يوسوس لي الشيطان ويقول: أنتَ كذبتَ عليهم، زوجتُكَ محرَّمةٌ عليك! فما الحل؟
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آلِه وصحبِه ومَن والاه، أما بعد:
فمما لا شكَّ فيه أن لديك وسواسًا ظاهرًا في أمرِ الطلاقِ، يمنع وقوع الطلاق منك، ومما زاد الوسواسَ عندك لهذا الحدِّ العجيب استرسالُك معه، وعدم قطعِه؛ ظنًّا منك أنه يَذهَب بهذا، فأصبح يقع في نفسِك وسوسة: هل طلقت زوجتك أو لا؟ وهل زوجتك حلالٌ لك أو لا؟ وهل أنتَ تعاشرها المعاشرة المباحة؟ أو أنها قد حَرُمتْ عليك؛ فتكون معاشرتك من المحرَّمات، أو من الزنا الذي حرَّمه الله تعالى؟
فهذا هو أصلُ الوساوس في الطلاق الذي يعرضُ لك ولبعضِ الناس، وأبشِّرك أخي الكريم أن علاجَه ميسورٌ، وأنك بحمد الله عزَّ وجل قادرٌ على التخلُّص منه، والخروج من معاناتك، بشرط أن تتدبَّر ما سأذكره لك، وتشمِّر عن ساعد الجدِّ، والعمل لما فيه شفاؤك، وسعادتك في دينك ودنياك، فأنتَ تُدرِك أن ما بك من وساوسَ يجعلُ معيشتَك صعبةً، ويُلحِقك المشقَّة الظاهرة، بل ويحرمُك السعادة، وأنك في الغالب شاردُ الذِّهن، حزينٌ مكسورُ الخاطر؛ لوَقْعِ الوساوس على نفسك، لا سيما في هذه الأمور الخطيرة المتعلِّقة بحياتك الزوجية وأبنائك، وربما يقودُك إلى الإساءة لزوجتك وأبنائك بغير قصدٍ منك؛ إذا أدركنا ذلك، فلننتقل للخطوات العملية التي تساعدك على العلاج:
أولًا: النظر إلى سببِ ما يعرضُ لك من وسوسة تقرُّ بها أنتَ بنفسك، وتُدرِك أنَّ ما يقع لك هو مِن الوسوسةِ، فعليك أن تَعرِف مصدرها، وفائدة هذا أن تعلمَ أن مَن يُلقِي بهذه الخطرات إنما هو عدوُّك، الذي يريد أن يجرَّك إلى ما أنت فيه، ويُفسِد عليك حياتك ودينك ومعاشك، وهذه الوسوسة لا تخرج عن شيئين اثنين:
الأول: وسوسة الشيطان؛ قال تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ} [طه: 120]، وعلاجه بالاستعاذة بالله؛ كما أمرنا عز وجل من وسوسته؛ قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 36]، وقال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ . مَلِكِ النَّاسِ . إِلَهِ النَّاسِ . مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ . الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ . مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس: 1 - 6].
الثاني: وسوسة النفس الأمَّارة بالسوء؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16]، وهذا العلم بمعرفة مصدر الوسواس؛ ولذلك جمع النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة من شرِّ الشيطان ومن شرِّ النفس في دعاءٍ واحد، فواظِبْ عليه: "اللهم فاطرَ السمواتِ والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، رب كلِّ شيء ومَلِيكه، أعوذُ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطان وشركه، وأن أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرَّه إلى مسلم"، ومن دُعائه أيضًا: "ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا"، "اللهم ألهِمْنا رشدَنا، وأَعِذْنا من شرور أنفسنا".
والخطوة الثانية: أن تعلم الحكمَ الشرعي المترتِّب على هذه الوسوسة؛ أعني: الطلاق على الصورة المذكورة في رسالتك، والحكمُ أن هذا غيرُ واقعٍ؛ لأنك أصبحتَ لا تدري هل تقصد أو لم تقصد؟ فلا يترتَّب عليه أيُّ حكم مِن الأحكام، فلا تُعتَبر زوجتك طالقًا؛ سواء ورد في ذهنِك هذا الكلام أم لم يرد، وسواء شعرتَ به كأنه نية تريد أن تنويها أم لا، سواء خرج منك لفظٌ فلم تَدْرِ أهو طلاق أم لا؟ فالحكمُ في حقِّك واحد وهو عدم الالتِفات مطلقًا إلى هذه الخطرات وهذه الوساوس.
وهذا هو العلم النافع الذي سوف يجعلك تتخلَّص من هذه الوسوسة، فإن دواءك هو العلم الشرعي، العلم النافع الذي يبيِّن لك الحلال والحرام، فقد أمرك الله جل وعلا بسؤال أهل العلم؛ كما قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7]، فاعمل بما قد عَرَفتَ الآن مِن الأحكام الشرعية، وهو أنه لا التفات بوجهٍ من الوجوه إلى هذه الوساوس، ولا يترتَّب عليها أي حكم؛ فإن جاءك الشيطان وقال لك: زوجتُك قد طلقتْ منك، وأنت الآن تعيش معها على الحرام، فلو أنك تخلَّصت مِن هذا الأمر حتى تعيش على بيِّنةٍ مِن أمرِك؟
فأَجِبْ نفسك: إني قد سألتُ أهل العلم، وعلمتُ أنه ليس بشيءٍ.
الخطوة الثالثة: إدمانُ الاستعانةِ بالله، والتوكُّل عليه، وصِدْق اللجوء إليه، واسأله أن يُعِيذَك من نزغ الشيطان، فإذا وردتْ عليك هذه الخواطر، فخُذْ بالدواء الرباني: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 36]؛ فربُّك هو السميع لأقوالك، العليم بحالك، فإذا جاءك هذا الوسواس، فاطردْ عنك ذلك بالاستعاذةِ بالله منه، والنفث عن يسارِك ثلاثًا.
الخطوة الرابعة: قطع الخواطر، وعدم التشاغل بها، فإذا جاءتْك الفكرة بأنك ربما طلَّقتَ زوجتك، بأنك ربما قصدتَ هذه العبارة، فقصدتَ بها الطلاق، أو نحو هذه الكناية، فلا تلتفتْ إلى هذا كله، وتشاغلْ عنها بالأعمال الصالحة؛ كذكرِ الله عز وجل والصلاةِ، وفِعْل المباحات.
وراجع على موقعنا استشارة: "الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة".
هذا؛ وأسأل الله أن يشفيك شفاءً لا يغادر سقمًا
فمما لا شكَّ فيه أن لديك وسواسًا ظاهرًا في أمرِ الطلاقِ، يمنع وقوع الطلاق منك، ومما زاد الوسواسَ عندك لهذا الحدِّ العجيب استرسالُك معه، وعدم قطعِه؛ ظنًّا منك أنه يَذهَب بهذا، فأصبح يقع في نفسِك وسوسة: هل طلقت زوجتك أو لا؟ وهل زوجتك حلالٌ لك أو لا؟ وهل أنتَ تعاشرها المعاشرة المباحة؟ أو أنها قد حَرُمتْ عليك؛ فتكون معاشرتك من المحرَّمات، أو من الزنا الذي حرَّمه الله تعالى؟
فهذا هو أصلُ الوساوس في الطلاق الذي يعرضُ لك ولبعضِ الناس، وأبشِّرك أخي الكريم أن علاجَه ميسورٌ، وأنك بحمد الله عزَّ وجل قادرٌ على التخلُّص منه، والخروج من معاناتك، بشرط أن تتدبَّر ما سأذكره لك، وتشمِّر عن ساعد الجدِّ، والعمل لما فيه شفاؤك، وسعادتك في دينك ودنياك، فأنتَ تُدرِك أن ما بك من وساوسَ يجعلُ معيشتَك صعبةً، ويُلحِقك المشقَّة الظاهرة، بل ويحرمُك السعادة، وأنك في الغالب شاردُ الذِّهن، حزينٌ مكسورُ الخاطر؛ لوَقْعِ الوساوس على نفسك، لا سيما في هذه الأمور الخطيرة المتعلِّقة بحياتك الزوجية وأبنائك، وربما يقودُك إلى الإساءة لزوجتك وأبنائك بغير قصدٍ منك؛ إذا أدركنا ذلك، فلننتقل للخطوات العملية التي تساعدك على العلاج:
أولًا: النظر إلى سببِ ما يعرضُ لك من وسوسة تقرُّ بها أنتَ بنفسك، وتُدرِك أنَّ ما يقع لك هو مِن الوسوسةِ، فعليك أن تَعرِف مصدرها، وفائدة هذا أن تعلمَ أن مَن يُلقِي بهذه الخطرات إنما هو عدوُّك، الذي يريد أن يجرَّك إلى ما أنت فيه، ويُفسِد عليك حياتك ودينك ومعاشك، وهذه الوسوسة لا تخرج عن شيئين اثنين:
الأول: وسوسة الشيطان؛ قال تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ} [طه: 120]، وعلاجه بالاستعاذة بالله؛ كما أمرنا عز وجل من وسوسته؛ قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 36]، وقال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ . مَلِكِ النَّاسِ . إِلَهِ النَّاسِ . مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ . الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ . مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس: 1 - 6].
الثاني: وسوسة النفس الأمَّارة بالسوء؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16]، وهذا العلم بمعرفة مصدر الوسواس؛ ولذلك جمع النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة من شرِّ الشيطان ومن شرِّ النفس في دعاءٍ واحد، فواظِبْ عليه: "اللهم فاطرَ السمواتِ والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، رب كلِّ شيء ومَلِيكه، أعوذُ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطان وشركه، وأن أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرَّه إلى مسلم"، ومن دُعائه أيضًا: "ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا"، "اللهم ألهِمْنا رشدَنا، وأَعِذْنا من شرور أنفسنا".
والخطوة الثانية: أن تعلم الحكمَ الشرعي المترتِّب على هذه الوسوسة؛ أعني: الطلاق على الصورة المذكورة في رسالتك، والحكمُ أن هذا غيرُ واقعٍ؛ لأنك أصبحتَ لا تدري هل تقصد أو لم تقصد؟ فلا يترتَّب عليه أيُّ حكم مِن الأحكام، فلا تُعتَبر زوجتك طالقًا؛ سواء ورد في ذهنِك هذا الكلام أم لم يرد، وسواء شعرتَ به كأنه نية تريد أن تنويها أم لا، سواء خرج منك لفظٌ فلم تَدْرِ أهو طلاق أم لا؟ فالحكمُ في حقِّك واحد وهو عدم الالتِفات مطلقًا إلى هذه الخطرات وهذه الوساوس.
وهذا هو العلم النافع الذي سوف يجعلك تتخلَّص من هذه الوسوسة، فإن دواءك هو العلم الشرعي، العلم النافع الذي يبيِّن لك الحلال والحرام، فقد أمرك الله جل وعلا بسؤال أهل العلم؛ كما قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: 7]، فاعمل بما قد عَرَفتَ الآن مِن الأحكام الشرعية، وهو أنه لا التفات بوجهٍ من الوجوه إلى هذه الوساوس، ولا يترتَّب عليها أي حكم؛ فإن جاءك الشيطان وقال لك: زوجتُك قد طلقتْ منك، وأنت الآن تعيش معها على الحرام، فلو أنك تخلَّصت مِن هذا الأمر حتى تعيش على بيِّنةٍ مِن أمرِك؟
فأَجِبْ نفسك: إني قد سألتُ أهل العلم، وعلمتُ أنه ليس بشيءٍ.
الخطوة الثالثة: إدمانُ الاستعانةِ بالله، والتوكُّل عليه، وصِدْق اللجوء إليه، واسأله أن يُعِيذَك من نزغ الشيطان، فإذا وردتْ عليك هذه الخواطر، فخُذْ بالدواء الرباني: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 36]؛ فربُّك هو السميع لأقوالك، العليم بحالك، فإذا جاءك هذا الوسواس، فاطردْ عنك ذلك بالاستعاذةِ بالله منه، والنفث عن يسارِك ثلاثًا.
الخطوة الرابعة: قطع الخواطر، وعدم التشاغل بها، فإذا جاءتْك الفكرة بأنك ربما طلَّقتَ زوجتك، بأنك ربما قصدتَ هذه العبارة، فقصدتَ بها الطلاق، أو نحو هذه الكناية، فلا تلتفتْ إلى هذا كله، وتشاغلْ عنها بالأعمال الصالحة؛ كذكرِ الله عز وجل والصلاةِ، وفِعْل المباحات.
وراجع على موقعنا استشارة: "الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة".
هذا؛ وأسأل الله أن يشفيك شفاءً لا يغادر سقمًا
- التصنيف:
- المصدر: