واجب من تعمد ابتلاع الدم وهو صائم
شعرت في نهار رمضان بخروج الدم داخل فمي، فأخرجته خارج الفم مع الريق، فوجدت لون ذلك الدم، ثم شعرت مرة ثانية بخروج الدم داخل فمي، فأخرجته مرة ثانية، ثم شعرت مرة ثالثة، أو مرة رابعة لكني لم أخرج الدم، لأنني حينئذ كنت أتكلم أمام الناس، وأنا أستحي من إخراج الدم مرارًا أمام الناس خوفًا من انقطاع كلامي مرارًا، فبلعت الريق، فشعرت بطعم الدم في الريق الذي بلعته، ولو لم أرَ الدم - لونه وذاته، لأنني مباشرة بلعته-، فهل فعلي مبني على اليقين أم مجرد شك مني، لأنني لم أرَ وجود الدم حين البلع؟ وهل بطل صومي؟ وهل لا بد أن أقضي الصوم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فما دمت قد شعرت بخروج الدم ووجدت طعمه في فمك ثم تعمدت ابتلاعه فقد فسد صومك بذلك، ولا يلزم أن ترى لون الدم، بل المقصود حصول اليقين بابتلاعه، وهو حاصل هنا، لأنك أخبرت أنك وجدت طعم الدم في فمك وتعمدت ابتلاعه، وما دام هذا الدم لم يدخل إلى جوفك على سبيل الغلبة، بل تعمدت أنت ابتلاعه حياء من الناس - كما ذكرت - فقد أثمت بذلك إثمًا عظيمًا، وعليك أن تستغفر الله تعالى وتتوب إليه فإنه سبحانه أحق أن يستحيا منه من الناس، وعليك أن تقضي صوم هذا اليوم الذي أفسدته بتعمد ابتلاع الدم.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: