حكم الانتقال من الصيام إلى الإطعام خوف الفضيحة
شيخنا الفاضل: لقد زنيت في أيام المراهقة، قبل حوالي 20 سنة، وقبل أشهر منَّ الله تعالى علي بالهداية، وأنا عاهدت الله تعالى بالتوبة النصوح التي لا رد فيها للمعاصي، والحمد لله أنني مرتاح من هذه التوبة، وكما أعلم أن هناك كفارة للزنا وهي صيام 60 يوما متتالية، أو إطعام 60 مسكينا، المشكلة شيخنا الفاضل أني لا أستطيع صيام شهرين متتالين وخصوصا أنني أعيش بين أسرة وزوجة والأولاد خوف أن ينفضح أمري أمام زوجتي، ومن المؤكد أنها ستسأل عن سبب هذا الصيام، ولا أستطيع أن أكذب وأقول إنه تطوع أو دين أو أي عذر آخر لأنه سيكون غير مقنع، لست أدري ماذا أفعل وأنا على أتم الاستعداد أن أطعم 60 مسكينا بل 120 وأكثر، شيخنا الفاضل نور طريقي أنار الله طريقكم وطريق المسلمين؟
وجزاكم الله خيراً.
خلاصة الفتوى: كفارة الزنا هي التوبة النصوح، فإن كان في رمضان فهو أشد قبحاً وأعظم جرماً، ويلزم الزاني فوق التوبة القضاء والكفارة، وخوف الفضيحة لا يسوغ الانتقال في الصيام إلى الإطعام.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فكفارة الزنا هي التوبة النصوح، إلا أن تكون قد زنيت في رمضان فعليك فوق ذلك القضاء والكفارة وهي ككفارة الظهار عتق رقبة، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطع فإطعام ستين مسكيناً.
وإذا كنت قادراً على الصيام فلا يسعك إلا أن تصوم، ولا يجوز لك أن تنتقل إلى الإطعام بحجة خوفك من افتضاح أمرك أمام أولادك، ويمكنك أن تلجأ إلى التورية والمعاريض فمثلاً تقول: إنك تصوم لأنك أنزلت يوماً في رمضان، وأنك تأخذ بالمذهب المالكي احتياطاً، فإن المالكية عندهم كما تلزم الكفارة بالجماع في نهار رمضان، فإنها تلزم كذلك في حق من أنزل بإدامة التفكير إذا كانت عادته أن ينزل إذا فكر.
واعلم أن الكفارة تلزمك إذا كنت قد بلغت حين زنيت.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: