أثر الاحتلام على الصيام
هل المرأة تحتلم وكيف تعرف متى يكون هذا احتلاما وإن أتاها وفيها الحيض؟
وهل الاحتلام بالعادة السرية يعد احتلاما وإن كان الاحتلام بالإحساس فقط دون رؤية شيء يعد احتلاما؟
وإن حدث أحدهما في رمضان هل على المرأة الاغتسال إن حصل؟ وإن حصل في رمضان هل يبطل الصيام وهل عليها قضاؤه، حيث إنه من خوفي من الاحتلام فأنا في أيام كثيرة أسهر فيها ولا أنام خصوصا في رمضان حيث أخاف منه ومن الاغتسال لأني أكرر الوضوء أكثر من مرة.
أعلم أن الدين يسر وليس عسرا لكن هذان السببان يؤثران على حياتي جدا، وهذا يؤثر على دراستي وعلى صحتي، أرجو منكم أن تعذروني على أسئلتي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد أجاب النبي صلي الله عليه وسلم إجابةً شافيةً كافية عن أسئلتكِ الخاصة باحتلام المرأة، فعن أُمِّ سَلَمَةَ: قَالَتْ جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « » فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَعْنِي وَجْهَهَا وَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ تَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ قَالَ « » (رواه البخاري).
فدل الحديث بوضوح على أن المرأة تحتلم وأن الغسل لا يجبُ عليها إلا برؤية الماء فإذا لم ترهُ فلا غسل.
قال الحافظ: قوله: « » يدل على تحقق وقوع ذلك، وجعل رؤية الماء شرطا للغسل يدل على أنها إذا لم تر الماء لا غسل عليها.
ودل الحديثُ كذلك على أن الاحتلامَ في النساء أقل منه في الرجال ولولا ذلك لم تنكر أم سلمة السؤال.
قال الحافظ: قوله: « » بحذف همزة الاستفهام، وللكشميهني أو تحتلم بإثباتها، قيل: فيه دليل على أن الاحتلام يكون في بعض النساء دون بعض ولذلك أنكرت أم سلمة ذلك.
وسواءَ كان الاحتلامُ بالعادة السرية -وهي محرمة- أي بأن رأت في منامها أنها تفعلها أو بغيرها فإنه يوجبُ الغسل إذا خرج الماء.
والاحتلامُ لا يفسدُ الصومَ بإجماع العلماء لأنه ليس من فعل المكلف ولا اختيار له فيه، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ».
قال الحافظ له طرقٌ يقوي بعضها بعضا وصححه النووي والألباني، هذا وننبه إلى أن ممارسة العادة السرية يقظة إذا ترتب عليها إنزال تفسد الصوم.
ونصيحتنا لكِ أن تهتمي بتعلم أمور الدين فإن العلم يعصمُ صاحبه من التصورات الخاطئة والأقوال الباطلة، وعليكِ أن تجاهدي نفسكِ في تركِ الوساوس والإعراضِ عنها وعدم الالتفات إليها بالمرة، فإنكِ إن فتحتِ على نفسك بابها فتحتِ عليها باب شرٍ عظيم، نسأل الله أن يعصمنا وإياكِ من كل سوء.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: