أشك في تحللي من العمرة لأني اغتسلت بعد الحيض ولم أنتظر انقطاع الكدرة والصفرة
أنا أشك في تحللي من العمرة، حيث إني اغتسلت بعد الحيض، ولم أنتظر انقطاع الكدرة والصفرة، وعادة حيضتي نزول الدم ثلاثة أيام، ثم تنزل كدرة في اليوم الرابع بكمية بسيطة، ثم تصبح مجرد نقاط قليلة من الكدرة في اليوم الخامس، وكنت في تلك الفترة أشك في حكم الكدرة، ولم أكن متأكدة من أنها تعد من الحيض فنويت العمرة وأتممتها، ولم أكن أعلم أن العمرة إذا كانت فاسدة فإني أصبح غير متحللة منها، وتزوجت، ولكني لست متأكدة: هل تلك العمرة كانت آخر عمرة قبل الزواج، أم أنني أتيت بغيرها قبل الزواج؟ ولست متأكدة أيضًا هل لم أتطهر في كلا العمرتين من الكدرة أم لا، وأنا لست متأكدة لأني لم آخذ بعين الاعتبار أني لن أتحلل إذا كانت الكدرة ليست طهرًا، فلم أقرأ عن ذلك إلا عن قريب، وأديت عمرة بعد الزواج ولم أنوِ أنها بدل ما فسد من عمرات إن كانت فاسدة، لأني وقتها لم أكن أشك في بطلان تلك العمرات، فماذا عليّ الآن؟ فلا أستطيع في الوقت الحالي أن أذهب للعمرة، وهل عقد قرآني صحيح لأني لا أستطيع تجديده، فوالدي لا يريدني أن أكمل مع زوجي، ولو علم بذلك فلن يوافق على تجديد العقد؟ فهل يجوز لي أن آخذ في هذه المسألة برأي من يقول: إن الكدرة والصفرة ليست حيضًا مطلقًا؟ وبرأي من يقول، إن طواف الحائض صحيح، لكن عليها دم؟ وإن لم يكن لدي مال فهل أصوم عشرة أيام؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإذا كان الأمر مجرد شك في صحة عمرتك فلا تلتفتي إليه، فإن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر في صحتها.
وأما إذا كنت متيقنة من كونك أديت العمرة حال وجود الصفرة والكدرة: فإن كانت هذه الصفرة أو الكدرة متصلة بالدم، أو كانت في مدة العادة فإنها تعد حيضًا على ما نفتي به.
وأما أخذك والحال هذه بأحد المذاهب التي فيها رخصة فلا حرج فيه.
وإذا لم تجدي ما تشترين به الهدي، فإنك تصومين عشرة أيام قياسًا على من عجز عن دم التمتع.
وإن أردت الاحتياط وتجديد العقد فهو أولى، وليس لأبيك المنع من ذلك، فإن عضلك وأبى تجديد العقد انتقلت الولاية إلى من يليه من أوليائك، أو إلى القاضي على خلاف بين العلماء في ذلك.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: