يجب على من تقدم لشغل وظيفة أن يراعي الصدق والأمانة

منذ 2014-11-26
السؤال:

هل يجوز أن يقوم الشخص بالترويج لنفسه من خلال ذكر محاسنه وإيجابياته واخفاء جوانبه السلبية للحصول على الوظيفة، حيث يعد الأمر ضرورياً وشائعاً هذه الأيام إن الشخص يريد الحصول على الوظيفة؟ وفي حال تعرض الشخص لسؤال عن سلبياته، فإنه من المفترض أن يوضح الشخص كيف أنه سوف يتغلب على هذه السلبية، وفقاً للخبراء. وفي بعض الأحيان، يتوجب على الشخص ذكر الأسباب التي تجعل منه الشخص الأفضل للحصول على الوظيفة، أو كيف أنّ مهاراتك (مثل العمل بجد، امتلاك الدافع الذاتي، الشغف لهذا النوع من العمل، وما إلى ذلك) تلبي متطلبات الشركة. ولكن أنا أخشى أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالأنانية وحب الذات، والفخر، والتكبر. وعلى الرغم من أنني اضطررت لكي أقوم بمثل هذا الفعل، إلا أنني لم أؤمن أنني حقاً امتلك كل الصفات الإيجابية التي ادعيت أنها عندي، ولذلك كنت في خوف دائم أنهم سوف يكتشفون عدم صحة كلامي، فضلاً عن شعوري بالذنب لإخفاء حقيقة ذاتي، ولكن ماذا أفعل غير ذلك؟ هل ارتكبت إثماً؟ الرجاء الجواب بشيء من التفصيل حول هذا الموضوع وإخباري بالطريقة المناسبة لحل هذه المشكلة؟

الإجابة:

الحمد لله
أولاً: الأصل أن ذكر محاسن النفس، ومدحها مذموم، وأقل أحواله الكراهة، لكن في موضع الحاجة والمصلحة يرخص في مثل ذلك، بقدر ما تقتضيه الحاجة .
راجع جواب السؤال "متى يجوز للإنسان مدح نفسه؟"

فلا حرج على من تقدم للالتحاق بعمل ما أن يذكر مؤهلاته وصفاته التي تؤهله لهذا العمل. ولكن ... يجب عليه أن يكون صادقاً. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء: 135].
قال السعدي رحمه الله:
"ومن القسط [ أي العدل ] أداء الشهادة التي عندك على أي وجه كان، حتى على الأحباب بل على النفس ..... وأعظم عائق لذلك اتباع الهوى، ولهذا نبه تعالى على إزالة هذا المانع بقوله: {فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا} [النساء: 135] أي : فلا تتبعوا شهوات أنفسكم المعارضة للحق، فإنكم إن اتبعتموها عدلتم عن الصواب، ولم توفقوا للعدل، فإن الهوى إما أن يعمي بصيرة صاحبه حتى يرى الحق باطلا والباطل حقا، وإما أن يعرف الحق ويتركه لأجل هواه، فمن سلم من هوى نفسه وفق للحق وهدي إلى الصراط المستقيم". انتهى من "تفسير السعدي" (ص208).
وقال ابن كثير رحمه الله:
" {وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} أَيْ : اشْهَدِ الْحَقَّ وَلَوْ عَادَ ضَرَرُهَا عَلَيْكَ، وَإِذَا سُئِلت عَنِ الْأَمْرِ فَقُلِ الْحَقَّ فِيهِ، وَإِنْ كَانَ مَضرة عَلَيْكَ، فَإِنَّ اللَّهَ سَيَجْعَلُ لِمَنْ أَطَاعَهُ فَرَجًا وَمَخْرَجًا مَنْ كُلِّ أَمْرٍ يَضِيقُ عَلَيْهِ" انتهى من "تفسير ابن كثير" (2/ 433).
فمن احتاج إلى مدح نفسه وذكر إيجابياته فليتحر الصدق والأمانة، ولا يصف نفسه بما ليس فيه، ولا يدعي لنفسه علما لا يعلمه، أو فنا لا يتقنه، أو عملا لا يحسنه.
ثانيا:
أما إخفاء سلبياته وعيوبه:
- فإن كانت هذه العيوب لا علاقة لها بالعمل، كأن يكون بخيلا مثلا، فلا حرج عليه في إخفائها.
- أما إن كانت لها علاقة بالعمل، كأن يكون كثير النوم بالنهار، مما يترتب عليه تأخره عن العمل، أو عصبي المزاج يكثر من الشغب ولا يتحمل الناس: فالواجب إظهار هذه العيوب وعدم كتمانها.
وإن كانت سلبياته مما يمكنه معالجتها فلا حرج عليه أن يذكرها ويعد بمعالجتها والتخلص منها.
وانظر للفائدة الفتوى "هل يجوز أن تكتب في السيرة الذاتية حصولها على خبرة لم تكتسبها على الوصف المطلوب؟"
والله تعالى أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

موقع الإسلام سؤال وجواب

  • 1
  • 0
  • 3,678

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً