حكم العمل في البنوك
حصلت على وظيفةٍ في بنك الرِّياض في السعوديَّة؛ ولكِنْ أردتُ أن أسألَ عن مدى شرعيَّة راتِبِي في هذا البنْك، علمًا بأنَّنـي لَم أُباشِرْ عملي حتَّى الآن، أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن كان العمل في بنك يتعامل بِالمعاملات الموافقة للشَّريعة، الموضَّحة في الفتوى: "قسم المعاملات الإسلاميَّة في البنوك الربوية"، فلا حَرَج في العمل فيه، وكسْبُه حلالٌ.
وأمَّا إن كان من البنوك التِّجاريَّة الربوية، فلا يَجوز العمل فيه بوجهٍ من الوجوه، ولا يَجوز الكسْب منه؛ لأنَّه عملٌ مُحرَّم، وأيًّا كان موقِع العمل داخِل البنك، فما يأخُذه الموظَّف من راتبٍ أو مُكافأة أجرًا على عمله به - حرام؛ لتعاوُنِه مع أصْحاب البنك الرِّبوي على الإِثْم والعدوان؛ وقد قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
ولا يقتصِر الإثْم على المُرَابِي وحْدَه؛ بل يشْمل كلَّ مَن ساعَده من قريبٍ أو بعيد؛ ففي "الصَّحيحَين" - واللفظ لمسلم -: أنَّ النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - لعَنَ آكِلَ الرِّبا، وموكِله، وكاتِبه، وشاهدَيْه، وقال: « ».
وبنك الرياض من البنوك المعروفة بالتعامل بالربا، فلا يجوز لك العمل فيه، فعليْك البحْثَ عن عملٍ آخَر، وسوف يُيسِّر اللهُ أمرَك - إن شاء الله - قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2].
ولِلمزيد راجِعْ: "حكم العمل كمبرمج في البنك"، "الضرورة التي تبيح العمل في الربا"،،
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: