قارب النجاة في الدنيا والآخرة باتباع طريق الهدى
زوجي لا يصلي ومشغول في عمله وحاولت معه ما يقرب من عشر سنوات بشتى الطرق من لين ونصح وبعض الشدة، والنتيجة أنه أحيانا قليلة يصلي الصبح أو الجمعة مثل خمس مرات في السنة ولا يتكلم في الدين ولا ينصح أولادي للدين، أنا قلبي يميل للدين وسألته أن نقترب معا ولكن قال ادعي لي أن يهديني الله وإذا اتجهت وحدي أحس بالنفور ناحيته لعدم اهتمامه بالدين إطلاقا، فهل لي أن أفعل مثله وأبتعد قليلا حتى تمشي حياتنا وأكتفي بالصلاة ولا أخوض ولا أحاول تنمية ثقافتي الدينية لأنها تضايقه ولا تناسب أسلوب حياتي معه وستكون السبب في هدم بيتي، فهل لي ذلك آم أنا مطالبة بكل شيء وحدي دون زوجي وأيضا مطالبة أن أعطيه حقه كاملا وهو لا يعطي الله حقا، وكيف لي تربية أولادي وحدي بمبدأ الدين وعند تطبيقهم لا يرون أباهم يهتم، فهل أترك الدين مثله، ولم لا وهو زوجي قدوة لي أم أستمر وحدي وأشعر أن زوجي شيء والدين شيء، كيف أمارس عقيدتي فى هذا التناقض وهو قد شارف على الخمسين ولا أستطيع تغييره أكثر من عشر سنوات محاولات ومداولات وأنا في أول الثلاثين، حياتنا بلا راحة ولا بركة أريد حلا عمليا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فنسأل الله تعالى أن يثبتك أيتها الأخت السائلة على الحق وأن يجزيك خيراً على حرصك على استقامة زوجك وتربية أولادك على النهج القويم، لكننا نقول: لا يجوز لك أن تتبعي طريق زوجك في الابتعاد عن الدين وترك الصلاة ونحو ذلك مما يتنافى مع الإسلام مهما كلف ذلك فإن طاعةالله فوق كل طاعة، وترك الصلاة كسلا من أشنع الذنوب وأكبر المعاصي إلا أن صاحبه لا يخرج من الملة عند جمهور العلماء، وعلى ذلك فداومي على نصح زوجك.
ولمزيد من التفصيل نقول: ما أوجبه الله سبحانه وتعالى مثل الصلاة والطهارة ومعرفة أحكامهما وغير ذلك من الفرائض مثل ستر سائر البدن باللباس الساتر الذي لا يصف ولا يشف بالنسبة للمرأة المسلمة لا يجوز التهاون فيه، ولا يترك لطاعة أحد كائناً من كان.
أما ما عدا الواجبات مثل زيادة الثقافة في الدين والتوسع في ذلك مما ليس واجباً وجوباً عينياً فيمكنك أن تأخذي نصيبك منه من غير أن تصطدمي بزوجك، ولتتجنبي الخوض معه فيما لا فائدة فيه، ومثل هذا الزوج ليس قدوة؛ بل عليك أن توجهيه لأداء الصلاة بلطف، فإن استجاب للنصح وتاب وصلى فبها ونعمت، وإلا فقد سبق أن أوضحنا في فتاوى سابقة حكم من ترك الصلاة تكاسلاً وبينا أن مذهب جمهور العلماء أنه لا يكفر كفراً مخرجاً من الملة، ومن أهل العلم من يقول بأنه يكفر كفراً مخرجاً من الملة.
وعلى مذهب الجمهور فإنه لا حرج في أن تبقي مع زوجك وتديمي النصح له لعل الله أن يهديه، كما أن عليك أن تستمري في تربية أولادك التربية الصالحة حسب اسطاعتك، ولو كان الزوج مقصراً في ذلك فإن ذلك لا يعفيك من تلك المسؤولية بل إنها تتضاعف عليك، فاستعيني بالله تعالى وأنت مأجورة على ذلك إن شاء الله.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: