تعداد أسباب الشهادة
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فمن خصوصية الأمة المحمدية تعداد أسباب الشهادة، ولم يكن ذلك في الأمم السابقة فيما نعلم؛ وقد ثبتَ في صحيح مُسلم عن أبِي هُريرة مرفوعًا قال: « »، وفي رواية مالك في الموطأ من حديث جابر بن عتيك: أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: « »، وذكر نحو ما تقدم، وزاد: « ».
وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ « »: هو الذي يموت من علة البطن، كالاستسقاء، والانتفاخ، والإسهال وغيره، قال القاضي: وقيل: هو الَّذي به الاستِسْقاء وانتِفاخ البطْن، وقيل: هو الَّذي يَموت بداء بطنِه مُطلقًا..... قال العلماء : المراد بشهادة هؤلاء كلهم غير المقتول في سبيل الله: أنهم يكون لهم في الآخرة ثواب الشهداء، وأما في الدنيا فيغسلون ويصلى عليهم"؛ كما في "شرح مسلم" للنَّووي.
فإن كان أخوك - رحمه الله - قد أُصيب بالسَّرطان في بطنِه ومات متأثّرًا بذلك، فنرجو الله - جلَّ وعلا - له أن يكونَ ممَّن ينالون ثواب الشَّهادة.
أمَّا إذا كان أُصيب بالمرض خارج البطن، فإنَّه كغيره من الأمراض التي تكفِّر السَّيئات، وترفع الدَّرجات، بقدْر ما يُصاحِبها من الألَم والمشقَّة، وبقدْر صبر صاحبِها ورضاه بقضاء الله وقدَره؛ وقد ثبت عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مسلمٍ وغيرِه، عن صُهيْب - رضِي الله عنْه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: « ».
وفي "" من حديث أنس قال: قال رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: « » .
وفي صحيح البُخاري من حديث أبي هُريرة - رضي الله عنه - عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: « ».
وفي صحيح مسلم من حديث أبِي سعيدٍ وأبِي هُريرة - رضِي الله عنهما -: أنَّهما سمعا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول « ».
هذا؛ والله أعلم.
- المصدر: