التخلُّف عن الجمُعة من أجل العمل

منذ 2015-11-27
السؤال:

علماءَنا الكِرام، زادَكم الله عِلْمًا ونورًا،

ما حُكْم عدَم حُضور صلاة الجُمُعة بسبب العمل؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّه لا يجوز لك التخلُّف عن الجمُعة من أجل العمل؛ وذلك أنَّ صلاة الجمعة واجبةٌ على الرِّجال المقيمين القادرين على حضورها؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9].

والتخلُّف عنها من غير عذْر شرعي كبيرةٌ من كبائر الذُّنوب، وقد ورد الوعيد الشَّديد على التخلُّف عن حُضور الجمعة؛ فقد روى مسلمٌ من حديثِ أَبي هُرَيْرة وابْنِ عُمر - رضِي الله عنْهُما - أنَّهما سمِعا النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول:
«لينتَهينَّ أقوامٌ عن ودْعِهم الجمُعات، أو ليختِمنَّ الله على قلوبهم، ثمَّ ليكونُنَّ من الغافلين».

وعن أبي الجعْد الضمري قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -:
«مَن ترك الجمُعة ثلاثَ مرَّات تهاوُنًا بها، طَبَع الله على قلبه»؛ رواه الترمذي.

قال ابن العربي: "إنَّ معنى "طبع على قلبِه"؛ أي: ختم على قلبه بِمنع إيصال الخير إليه".

لذلك؛ فالواجب على المسلم الحذَر من التخلُّف عن الجمُعة من غير عذر شرْعي، وعلى مَن وقع في ذلك التَّوبة إلى الله - عزَّ وجلَّ.

وأمَّا الأعْذار المبيحة للتخلُّف عن صلاة الجمعة، فقد ورد بيانها في الفتوى: "
التخلف عن الجماعة عند العذر"،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 1
  • 0
  • 15,672

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً