أدعية لتحصيل الرزق والغنى وقضاء الدين

منذ 2016-07-06
السؤال:

بسبب الحالة الاقتصادية المتردية التي تمر بها الولايات المتحدة هذه الأيام فإن والدي يواجه مشاكل في العمل، ولا ندري كم من الوقت سيستمر في عمله هذا، فقد أعطوه إنذاراً بالتخلي عنه.. وهو العائل الوحيد للأسرة، فكنت أود أن أتعلم دعاءً أدعو به، فتتيسر أمورنا وتزداد أموالنا ، لقد بحثت على النت فوجدت دعاءً ولكني شككت بصحته لأنه يطلب من الشخص أن يقرأ 12000 مره في جلسة واحدة، فأرجو منكم المساعدة، وجزاكم الله خيراً.

الإجابة:

الحمد لله
أولا:
نسأل الله تعالى أن ييسر أمركم، ويعين والدكم، ويرزقكم رزقا حلالا مباركا فيه.
وقد ثبت في السنة الصحيحة أدعية لكشف الهموم، وتفريج الكربات، وقضاء الديون، وتحصيل الغنى، فمن ذلك:
1- روى أحمد (3712) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( «مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا، قَالَ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا» وصححه الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب:1822).
2- روى مسلم (2713) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا إِذَا أَخَذْنَا مَضْجَعَنَا أَنْ نَقُولَ: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ».
3- وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي؟! قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ؟!، قَالَ: قُلْ: («اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ» رواه الترمذي (3563) ، وحسنه الألباني في (صحيح الترمذي).
والمكاتبة: تعهد العبد بدفع مال لسيده حتى يعتقه.
و( جبل صِير) اسم جبل.
4- وروى الطبراني في معجمه الصغير عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله تعالى عنه: «ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيناً لأداه الله عنك؟ قل يا معاذ: اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك». وحسنه الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب:1821).
5- ومن الوسائل العظيمة النافعة في تحصل الرزق : كثرة الاستغفار.
قال الله تعالى: ( {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}  [نوح:10-12]
ثانيا:
أما تحديد عدد معين لدعاء من هذه الأدعية ، فهذا من البدع والمحدثات.
جاء في (فتاوى اللجنة الدائمة): "الأصل في الأذكار والعبادات: التوقيف، وألا يُعبد الله تعالى إلا بما شرع، وكذلك إطلاقها، أو توقيتها، وبيان كيفياتها، وتحديد عددها، فيما شرعه الله تعالى من الأذكار، والأدعية، وسائر العبادات مطلقاً عن التقييد بوقت، أو عدد، أو مكان، أو كيفية: لا يجوز لنا أن نلتزم فيه بكيفية، أو وقت، أو عدد، بل نعبده به مطلقاً كما ورد، وما ثبت بالأدلة القولية، أو العملية تقييده بوقت، أو عدد، أو تحديد مكان له، أو كيفية: عبدنا الله به، على ما ثبت من الشرع له.

الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود" انتهى من (مجلة البحوث الإسلامية:21/53) ، و (فتاوى إسلامية:4/178).
والله تعالى أعلم.

  • 13
  • 3
  • 34,336

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً