التوثيق بذكر ابن حبان للراوي في (الثقات)
من برنامج فتاوى نور على الدرب، الحلقة الستون 14/12/1432هـ
إذا قيل في الراوي: ذكره ابن حبان في كتابه (الثقات)، فهل يعتبر ذلك تعديلاً للراوي وتوثيقًا لمروياته؟
الأكثر من أهل العلم على أن ابن حِبان متساهل في التوثيق، والذي حرره بعض المحققين أن ذِكْر ابن حبان للراوي في ثقاته إمّا:
- أن يكون مقرونًا بما يدل على توثيقه.
- أو يكون ممن روى له في صحيحه.
- أو يكون ذكرًا مجردًا غير مقرون بالتوثيق ولا بوصفٍ يرفع عنه الجهالة، ولم يُخرِّج له في صحيحه.
فإن كان مقرونًا بتوثيقه فابن حبان إمام من أئمة الجرح والتعديل، وقوله حينئذٍ معتبر، وكذلك إذا ذكره في ثقاته وخرج له في صحيحه فهذا يدل على قوته عنده، وأمّا مجرد وروده في كتاب (الثقات) من غير توثيق له ولا وصفه بما يرفع عنه الجهالة، ولا إخراج له في (الصحيح) فهذا الذي يقول عنه أهل العلم: إنّه يحتاج إلى أن ينظر في أقوال الأئمة الآخرين.
وعلى كل حال وُجد في كتاب (الثقات) من له مجرد ذكر وقد ذكره أيضًا ابن حبان نفسه في (المجروحين)، وعلى هذا فأمثال هؤلاء يجب أن يُتحرى فيهم ويُنظر في أقوال الأئمة غير ابن حبان.
عبد الكريم بن عبد الله الخضير
عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وحاليا عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
- التصنيف:
- المصدر: