هل لتلاوة القرآن أجر للمفطر في رمضان؟
هل تلاوة القرآن في رمضان وأنا مفطر تحسب؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفطر في رمضان إذا كان بعذر شرعي لا يؤثر على عمل المسلم؛ فأجر عمله محسوب له في كل وقت، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وتلاوة القرآن الكريم أجرها عظيم وثوابها جزيل في كل وقت وعلى كل حال، فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف»؛ رواه الترمذي وغيره، وصححه الشيخ الألباني.
وخاصة في رمضان الذي تضاعف فيه الحسنات، كما يومئ إليه ما رواه الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الصدقة صدقة في رمضان»، وتكلم بعض أهل العلم في سنده.
ومن ذلك ما رواه البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: «عمرة في رمضان تعدل حجة».
وقال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ في مجموع فتاويه: "الأدلة الشرعية على أن الحسنات تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل مثل رمضان، وعشر ذي الحجة، والمكان الفاضل كالحرمين.." اهـ.
أما إذا كان الفطر بغير عذر، فإنه كبيرة من الكبائر، وصاحبه عاص بفطره وعليه وزر معصيته، وله أجر طاعته وتلاوته، لأن جهة النهي عن الفطر في رمضان منفكة عن جهة الترغيب في تلاوة القرآن وعمل الطاعات، فيكون مثل الذين خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا، تكتب عليه سيئاته كما تكتب له حسناته، ويدل لهذا عموم قول الله تعالى في الآية الجامعة الفاذة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7].
- التصنيف:
- المصدر: