أمي كثيرة الدعاء على الأبناء والأحفاد
والدتي اطال الله في عمرها كثيرة الدعاء على الصغار والكبار بالامراض واللعان ودائماً ماتدعو علي بأدعية كثيرة منها ان الله لايرزقني او تدعي بمرض.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي مشكلة وان شاء الله ييسرها الله انا امرأة أطلب ماعند الله وأحرص على مايقربني اليه في كل شي ولا ننزه أنفسنا عن الذنوب وذنوبي كثيرة اسأل الله ان يرحمني ويعفو عني لكن والدتي اطال الله في عمرها كثيرة الدعاء على الصغار والكبار بالامراض واللعان ودائماً ماتدعو علي بأدعية كثيرة منها ان الله لايرزقني او تدعي بمرض
انا اتعب تعباً شديداً من حال الوالده جاهلة كثيرا في أمور ديننا على انها تحاول وتجتهد بالاستغفار وذكر الله لكن لايسقط عن لسانها الدعوات علينا وعلى أحفادها ربما اني اغضبها لكن امر الدعاء علينا ليس بمستغرب منها انا في حيره شديدة وفِي بلاء عظيم وكرب شديد قالت لي مره انها لا تعلم لما هذا البلاء طال علي ولم ينفك وأكدت بأنها تلك ذنوبي في الدنيا
افيدوني جزاكم الله خيرا
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فلا شك أنه لا مخرج من أي فتنة وابتلاء وإن اشتدَّ إلا بالالتجاء إلى الله مفرج الكروب؛ كما قال سبحانه: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 63، 64]، وقال: {سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7].
فالأيام دول: الفرج بعد الشدة والضيق، واليسر بعد العسر؛ فليس هناك ملجأٌ من الله لأحد، وهو آخذ بأقطار الأرض والسماوات، فاصدُقِ التضرُّع لله أن يفرج عنكم الأمر كله، وثقي أنه المانح المانع، القابض الباسط، وبيده الضيق والفرج، والعسر واليسر، والشدة والرخاء.
أما دعاء أمك فلا تنشغلي - كثيرًا - به لأنه محض تعدٍّ في الدُّعاء، وظلمٌ ظاهرٌ؛ وقد قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: «لا يَزالُ يُستجاب للعَبْدِ ما لم يَدْعُ بِإثْمٍ أو قَطيعةِ رَحِمٍ؛ ما لم يَسْتَعْجِل»؛ رواه مسلم والترمذي عن أبي هُريرة.
وروى أحمدُ وأبو داود وابْنُ ماجه عن عبدالله بن المُغَفَّل قال: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: «إنَّه سيكون في هذه الأُمَّة قوم يعْتَدُون في الطُّهور والدُّعاء».
وقال تعالى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [يونس: 11].
فمن لطف الله وإحسانه بعباده، أنه لا يعجل استجابة الدعاء بالشر، ولكنه - تعالى - يمهلهم؛ قال الطبري في تفسيره "جامع البيان" (15/ 33):
"ولو يُعَجِّلُ الله للناس إجابةَ دعائهم في الشرِّ، وذلك فيما عليهم مضرَّةٌ في نفس أو مال {اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ}؛ يقول: كاستعجاله لهم في الخير بالإجابة إذا دعوه به، {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ}؛ يقول: لهلكوا، وعُجِّل لهم الموتُ، وهو الأجلُ".
هذا؛ وقد ذكرت أنك تغضبي أمك أحيانًا فتجنبي ذلك، وأرفقي بأمك،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: