صلاة الفجر
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإن ما تذكره من طول مدة الدوام بالصورة الذكورة ليس عذرًا لضياع صلاة الفجر، فيجب عليك ألا تنام حتى تصلي الفجر، فإن غلبت عيناك فيجب عليك أن تتخذ الوسائل التي تعينك على القيام للصلاة، من اتخاذ ساعة منبهة، أو توصية الجيران أو الأصدقاء بالاتصال بك. وأهم من ذلك كله تقويةإيمانك، والرغبة فيما عند الله تعالى من ثواب، لمن أدى الصلوات في أوقاتها، والرهبةمما أعد من عقاب لمن يفرط في الصلاة، ويتكاسل عن أدائها في وقتها. وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: ((من صلَّى البردين دخل الجنة))؛ رواهالبخاري ومسلم. والبردان: الصبح والعصر، وفي "الصحيحين" - أيضاً - قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أثقل صلاة على المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتَوْهما ولو حَبْوًا، ولقد هممتُ أن آمُرَ بالصلاة فتقام، ثم آمُر رجلًا فيُصلي بالناس، ثم أنطلقَ معي برجال معهم حُزَم مِن حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار)؛ متَّفق عليه عن أبي هريرة، واللفظ لمسلم.
كما يجب عليك البحث عن عمل آخر ، وأن تكون صادق النية والعزيمة عند النوم على القيام لصلاة الفجر، وتتخذ الأسباب التي تساعدك على أداء الصلاة في وقتها، وإذا فعلت ذلك وحصل نوم بعدها عن الصلاة، فلا إثم؛ لأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها .وقد روى أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (من نسى صلاة فليصل إذا ذكرها ، لا كفارة لها إلا ذلك، فإن الله تعالى قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه:14])؛ متفق عليه.
ومما سبق يتبين أن المحافظة على وقت صلاة الفجر من الواجبات المحتمات، التي يعين المحافظة عليها ولو بترك العمل والبحث عن عمل غيره، وأن ومن غلبته عيناه بعد الأخذ بأسباب الاستيقاظ لا إثم عليه إن نام عن صلاة الفجر، ولا كفارة عليه إلا أداء الصلاة الفائتة،، والله أعلم.
- المصدر: