ما يجوز وما لا يجوز من الرسم باليد
إذا تقرر هذا، فرسم ذوات الأرواح محرم شديد، بل إن الأدلة السابقة تدل على أنه من كبائر الذنوب.
انا عندي هواية الرسم وقد قرأت الكثير من الفتاوى ومنها ما تقول ان رسم الرأس بدون سائر الجسد حلال او ان ترسم الجد بدون الرأس حلال وذالك لعدم تواجد الروح في الجسد بدون الرأس او الرأس بدون الجسد . انا ارسم جسد كامل ولكن افصل بين الجسد والرأس بحيث لا يمكن ان يكون في روح، فالراس بدون الجسد او الجسد بدون راس لا روح فيه. هل يجوز ذلك؟ وهل يجوز رسم لمجلات الاطفال بهدف التعليم ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فإن الرَّسْم اليد لذوات الأرْواح؛ كالإنسان والحيوان والطيور، محرم وهو مذهب جُمْهور أهْل العلم؛ لعموم الأحاديث المحرمة للتصوير، لوجود علة التحريم وهي مضاهات خلقُ الله، فالله تعالى يخلق بيده، والرسام يرسم بيده؛ ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، وقد سترت بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وقال: "أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله" ، "يضاهون": يشبهون، وفي رواية في الصحيح: "إن من أشد الناس عذابًا يوم القيامة، الذين يشبهون بخلق الله".
وروى مسلم في صحيحه عن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: إني رجل أصور هذه الصور؛ فأفتني فيها، فقال له: ادن مني، فدنا منه، ثم قال: ادن مني، فدنا منه حتى وضع يده على رأسه، وقال: أنبئك بما سمعت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفسًا، فتعذبه في جنهم، وقال: إن كنت لا بد فاعلًا، فاصنع الشجر، وما لا نفس له".
وفي الصحيحين قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون فيقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وقال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة".
إذا تقرر هذا، فرسم ذوات الأرواح محرم شديد، بل إن الأدلة السابقة تدل على أنه من كبائر الذنوب.
وقد رخَّص بعض العلماء في جواز الصورة إذا كانت على هيئة لا يُمكن عادةً أن يكون ذا روح، مثل الرأس بغير جسد، وهو قول ضعيف؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: "إنما الصورة الرأس؛ فإذا قطع فلا بأس"؛ رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" فتجوز الصورة عند قطع الرأس.
أما الرسم رسم لمجلات الأطفال بهدف التعليم، فلا حرج للحاجة للتعليم؛ فإنه يجوز للحاجة ما لا يجوز لغيرها،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: