أنقذوني من الهلاك
فإن التوبة من الذنب والاستغفار إنما يكون بالقلب مع اللسان، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ومن تاب توبة صحيحة غفرت ذنوبه، فإن عاد إلى الذنب فعليه أن يتوب أيضًا، وإذا تاب قبل الله توبته أيضًا، ولا يصغي لنزغات الشيطان وتيئيسه من التوبة؛ فإن الله لا يتعاظمه ذنب أن يغفره.
انا شاب في 27 من العمر ، اشتكي من مشاهدة الصور والافلام الاباحية وتتبعها العادة السرية وبعدها اعاني من اضرابات نفسية شديدة والجأ الي القران وسماع الخطب والدروس التي تساعدني علي تجنب هذه المعصية ولكن بعد فترة ما يقارب اسبوعين او اكثر اقع فيها مره اخري واكون قد نسيت اهم الاسباب التي منعتني وهي ذنوب الخلوات وبعدها اقول لقد فقد ما عملته من خير طول عمري وانا هالك لا محاله واعلم انه اذا تعود الانسان علي معصيه مات عليها والعياذ بالله أسأل الله ان يرزقنا الشهادة في سبيله وحسن الختام ، ارجو منكم نصحي ماذا افعل حتي ابغض تماما هذه النجاسات والقاذورات وانجو بنفسي قبل فوات الاوان ؟ وايضا هل يجوز لي ان اخبر احد اصدقائي وهو اكبر مني ومتزوج ونحسبه علي خير ولا نزكيه وهو امام مسجد ويصلي بأكبر المساجد لدينا في رمضان بالامر واطلب منه مساعدتي ام هذا من المجاهره بالمعصية ؟ علما اني احاول جاهدا ان اتزوج وبإذن الله خير وجزاكم الله عنا خيرا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن التوبة من الذنب والاستغفار إنما يكون بالقلب مع اللسان، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ومن تاب توبة صحيحة غفرت ذنوبه، فإن عاد إلى الذنب فعليه أن يتوب أيضًا، وإذا تاب قبل الله توبته أيضًا، ولا يصغي لنزغات الشيطان وتيئيسه من التوبة؛ فإن الله لا يتعاظمه ذنب أن يغفره.
أما سبب الرجوع عن التوبة فقد بينه شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال في مجموع الفتاوى (16/ 58)
فالتوبة النصوح هي الخالصة من كل غش، وإذا كانت كذلك كائنة فإن العبد إنما يعود إلى الذنب لبقايا في نفسه؛ فمن خرج من قلبه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب؛ فهذه التوبة النصوح وهي واجبة بما أمر الله تعالى؛ ولو تاب العبد ثم عاد إلى الذنب قَبِلَ الله توبته الأولى، ثم إذا عاد استحق العقوبة، فإن تاب تاب الله عليه أيضًا، ولا يجوز للمسلم إذا تاب ثم عاد أن يصر؛ بل يتوب ولو عاد في اليوم مائة مرة؛ فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله يحب العبد المفتن التواب"، وفي حديث آخر: "لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار"، وفي حديث آخر: "ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم مائة مرة".
وقال أيضًا في المستدرك على مجموع الفتاوى (1/ 149)
"والتائب إذا كانت نيته خالصة محضة لم يشبها قصد آخر، فإنه لا يعود إلى الذنب؛ فإنه إنما يعود لبقايا غش كانت في نفسه، وقد قيل: إنه قد يعود من تاب توبة نصوحًا، وقد يقال: إن الأول أرجح؛ فإن الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب لم يسخطه أبدًا، والقلب إذا باشر حقيقة الإيمان لم يتركه".
وراجع الفتاوى: باللهِ عليْكَ يا شيخ كُن سببًا إن شاء الله في إنقاذ شابٍّ ملتحٍ من النَّار، كيفية التوبة وشروطها، رغم إيماني أقوم بأفعال شائنة.
أما إخبار الشيخ بالمعصية للمصلحة فجائز،، والله تعالى أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: