فضل التبكير للمساجد وصلاة النافلة في البيت
فقد دلت السنة المشرفة على استحباب التبكير إلى صلاة الجماعة، وحضت على المبادرة إلى إتيانها، كما حضت على الصف الأول، ويلزم منه السبق لدخول المسجد.
ما فضل الذهاب مبكرا إلى المسجد ؟ وهل تجوز الصلاة النافلة فى المسجد ؟
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فقد دلت السنة المشرفة على استحباب التبكير إلى صلاة الجماعة، وحضت على المبادرة إلى إتيانها، كما حضت على الصف الأول، ويلزم منه السبق لدخول المسجد؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير، لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح، لأتوهما ولو حبوًا".
قال ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (2/ 280)
"والتهجير: السير في الهاجرة، وهي شدة الحر، ويدخل في معنى التهجير المسارعة إلى الصلوات كلها قبل دخول أوقاتها؛ ليحصل له فضل الانتظار قبل الصلاة".
وقال النووي في "شرح مسلم" (4/ 158)
"التهجير التبكير إلى الصلاة أي صلاة كانت، قال الهروي وغيره وخصه الخليل بالجمعة والصواب المشهور الأول، قوله صلى الله عليه وسلم: "ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا"، فيه الحث العظيم على حضور جماعة هاتين الصلاتين، والفضل الكثير في ذلك لما فيهما من المشقة على النفس من تنغيص أول نومها وآخره؛ ولهذا كانتا أثقل الصلاة على المنافقين".
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال أحدكم في صلاة مادامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة"، وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث، تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه"؛ رواه البخاري في "باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة"، وهو ظاهر في الحض على التبكير إلى المساجد قبل الصلاة، وعلى فضل انتظار الصلاة سواء كان ذلك بعد صلاة سابقة، أو تقدم الإنسان إلى المسجد ينتظر الصلاة، فالمسلم مادام ينتظر الصلاة فإنه في الصلاة، وأن الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه الذي صلى فيه، ويؤخذ من هذا أنه ينبغي للإنسان أن يتقدم إلى المسجد.
والحاصل أن جميع الأحاديث التي تدل على فضل انتظار الصلوات، هي نصوص في فضل التبكير للمساجد.
أما صلاة النافلة في المسجد، فجائزة؛ لأنه صح أن بعض الصحابة كانوا يصلون النافلة في المسجد، والنبي اطلع عليهم وأقرهم، وهذا لا يمنع أن الأفضل صلاة النافلة في المنزل؛ لأنه فعل النبي؛ ولحديث زيد بن ثابت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة".
شرح النووي على مسلم (6/ 70)
هذا عام في جميع النوافل المرتبة مع الفرائض والمطلقة إلا في النوافل التي هي من شعائر الإسلام وهي العيد والكسوف والاستسقاء وكذا التراويح على الأصح فإنها مشروعة في جماعة في المسجد والاستسقاء في الصحراء وكذا العيد إذا ضاق المسجد". اهـ.
هذا؛ والله أعلم
- التصنيف:
- المصدر: