حكم ضم الزوجة من الخلف

منذ 2019-11-20

فقد أباح الشارع الحكيم لكلٍّ منَ الزوجين أن يستمتعَ بجميع بدَن الآخر بالمسِّ والنظر، إلا ما ورَد الشرعُ باستثنائه؛ مِن إتيان المرأة في الدبُر، وحال الحيض والنفاس..

السؤال:

ما هي حدود الاستمتاع والمداعبة بين الزوجين وحكم ضم الزوجة من الخلف؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ: 

فقد أباح الشارع الحكيم لكلٍّ منَ الزوجين أن يستمتعَ بجميع بدَن الآخر بالمسِّ والنظر، إلا ما ورَد الشرعُ باستثنائه؛ مِن إتيان المرأة في الدبُر، وحال الحيض والنفاس، وما لَم تكُن صائمة للفرْض، أو محرمة بالحج أو العمرة؛ قال تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 223]، أي: مقبلة ومدبرة غير أنه لا يكون إلا في الفرج؛ لكونه موضع الحرث، وهو الموضع الذي يكون منه الولد.

قال مجاهد: "فأتوا حرثكم أنى شئتم"، قال: يأتيها كيف شاء، واتَّق الدبر والحيض، وعن ابن كعب كان يقول: إنما قوله: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}، يقول: ائتها مضجعةً وقائمة ومنحرفةً ومقبلةً ومدبرةً كيف شئت، إذا كان في قُبُلها، كما في تفسير الطبري.

وسبب نزول الآية الكريمة كما في الصحيحين عن جابر: أن يهود كانت تقول: إذا أتيت المرأة من دبرها ثم حملت كان ولدها أحول، قال: فنزلت الآية، وزاد مسلم: "إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية، غير أن ذلك في صمام واحد"، المُجَبِّية أي: مكبوبة على وجهها.

وقد أجمع العلماء على جواز التلذذ بإلية الزوجة ولكن بدون إيلاج، وكذلك يجوز أن يضع ذكره بين الأليتَيْن من غير إيلاج، قال ابن قُدامة في" المغني": ولا بأس بالتَّلَذُّذ بها بين الأليتَيْنمن غير إيلاجٍ؛ لأن السُّنَّةَ إنما وردتْ بتحريم الدُّبُر، فهو مخصوصٌ بذلك، ولأنَّه حُرِّم لأجل الأذى، وذلك مخصوص بالدبُر، فَاخْتَصَّ التحْرِيمُ بِه". اهـ.

إذا علم هذا فيجوز للزوج ضم امرأته من الخلف،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 121
  • 36
  • 502,787

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً