هل الأستهزاء بالشياطين أستهزاء بالغيب
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل ذكر الشياطين على السبيل الأستهزاء يعتبر من الأستهزاء بأمور الغيبية بالدين مثل أن يقول شخص يي لا يوجد أحد يسكن أسفل منهم إذا يسقوطون على الشياطين على السبيل الاستهزاء
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فلا نعلم دليلاً صحيحًا يمنع من الاستهزاء بالشياطين، لأن الشيطان رجيم ومبعد ومطرود من رحمة الله، قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر:]، وإن كان سب الشيطان أو الاستهزاء به لا يرد كيده، وإنما السبيل الوحيد للتخلص من كيده ووسوسته هو الاستعاذة، ولذلك أمر الله تعالى بها حيث قال: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَهُم بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل: 98: 100]، فإن المستعيذ بالله مستجير به، لاجئ إليه، مستغيث به من الشيطان، فالعائذ بغيره مستجير به؛ فإذا عاذ العبد بربه كان مستجيراً به متوكلاً عليه فيعيذه الله من الشيطان ويجيره منه، ولذلك قال الله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 34: 36] .
وما ذكره السائل أن مستقر الشيطان في الأرض السفلى هو صحيح؛ لقوله - تعالى -: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ}، وسجين هي الأرض السفلى، وفي الحديث الذي رواه أحمد وقبض العبد الكافرين وصعود روحه فلا تفتح لها أبواب السماء، فيقول الله عز وجل: "اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحا".
وإن كان الأولى البعد عن مثل هذه العبارات، والالتزام بما ورد في الشرع،، والله أعلم.
- المصدر: