خلقة أهل الجنة
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ
فقد دلت السنة المطهرة على بعض صفات أهل الجنة وسكتت عن بعضها؛ لعدم الحاجة إليه للاستغناء بما ورد عما لم يرد، فبين النبي صلى الله عليه وسلم إنهم في إشراق وجوههم على صفة القمر ليلة تمامه؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا".
وروى الترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن مَا يُقِلُّ ظُفُرٌ مما في الجنة بدا لتزخرفت له ما بين خوافق السموات والأرض، ولو أن رجلاً من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم".
وهذه الأحاديث وغيرها نصوص ظاهر أن أجسام أهل الجنة وصفاتهم غير ما هم عليها في الحياة الدنيا، ولكن لم نقف على كيفية خلق أجسادهم.
أما طولهم فقد ورد فيما رواه أحمد عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل أهل الجنة مردًا بيضًا جعادًا مكحلين، أبناء ثلاث وثلاثين، على خلق آدم: سبعين ذراعا في سبعة أذرع".
هذا؛ والله أعلم.
- المصدر: