اكتشفت أن زوجي يشاهد الأفلام الإباحية

منذ 2020-07-06

... واحرصي على الاهتمام بالمظهر، والتجمُّل، والإصلاح من شأنك، وحسنِ التبعل له، بقدر الاستطاعة، وأكثِري من فعل ما يحبُّه، وتجنَّبي فعل ما يكرهه، ولو لم تلمسي أثرًا قريبًا منه، فلا تَمَلِّي...

السؤال:

السلام عليكم زوجي اكتشفت انه بيتفرج على افلام إباحية ووقتها قالي اني انا السبب وتكلمنا واتفقنا لحد ما وصلت ان قالي انه راضي بشكل كبير عن العلاقة الزوجيه. بعدها كنت بحس انه بيبعد عني و العلاقة بيننا بتكون على فترات بعيدة، هو بيقول إن السبب بيكون ظروف في البيت زي الأولاد أو إرهاق العمل أو وجود والدتي معايا في البيت في بعض الأوقات أو حتى ظروف مادية ضاغطة عليه، بس انا حاسة أن الافلام هي السبب، ورحت قلتلو ان حتى لو متخانقين وحسيت بده انا مش هرفض العلاقة مهما كنت مدايقة يمكن يكون باب للصلح بنا. قالي لا و أن ده شئ مينفعش يحصل و احنا في بيننا خلاف أو خناق وسكتنا ودعيت ربنا بالصلاح. دلوقتي اكتشفت ان بعد كل ده ورغم اننا متصالحين ومفيش اي موانع بنا انه بيتفرج وربي بعتلي احلام وسبحان الله كنت بحس من نفسي واكدب احساسي لحد ما شوفت بنفسي لما واجهته قالي مفيش اي سبب منك انتي هو فراغ و وسوسة شيطان وانه متفكريش دي اخر مرة اه نويت التوبة بس محدش يقدر يضمن عدم الرجوع للذنب، و لكن نية التوبة موجودة. وحصل بنا شد كبير ومد ايده عليا بعد ما اتنرفزت و شتمته و بدأت بمد إيدي عليه. مش هنكر اني غلط كتير في رد فعلي بس انا صدمتي وجرحي كبير اكتر من الوصف.. انا انصدمت لدرجة اني كنت بلوم نفسي وبجلدها وانا مليش ذنب وكنت بفكر اني اموت نفسي في لحظة من كتر احساسي بالضغط دلوقتي هو حاول يراضيني و اعتذرلي كتير و وعدني بتصليح الأوضاع بيننا وبيقول اني انا ظلماه يعلم ربنا اني حاولت بجد اني أقرب منه وفعلا عملت كدا وحاولت مع نفسي وجاهدتها بس مجرد ما يقعد مع نفسه او يختفي عني بحس بقلق وبحس اني مش مستحملة والشكوك كلها بتجيني. يا شيخ انا مش حاسة باي امان والشكوك والقلق بجد هيموتوني.. وبحلم طول الوقت بكوابيس لو نمت طلبت منه طلب عشان ارتاح واحس شوية بالأمان انه اولا :يحلف بالطلاق مني لو اتفرج تاني اكون طالق ومتحرمة عليه وانا في المقابل لو كنت بموت عمري ما هرفض علاقة بينا وهكون اكتر من الي بيتمناه واجاهد نفسي في اي خلاف بينا وهكون تحت رجليه. ثانيا : ميقفلش تليفونه ويقعد يتكلم مع البنات بدون ما اكون على علم ،هو والله اعلم مش بيكلم البنات بنيه سيئة بس بيكون في كلام و معارف و زمايل في الشغل وسؤال عليهم بشكل هو بيقول أنه مقبول و أنا مش مستحملة ده. هل في حرمانية من طلبي لو ده الي هي خليني احس شوية بأمان وارتاح واقدر اكمل حياتي معاه كزوجة. انا مش نيتي التجسس او التتبع. نيتي الصلاح ذات بيننا ورضا ربنا اولا عن حياتنا واني اساعده واجاهده في ده واعفه مع العلم أنه رافض ده و بيقول إن أساس الحياة هو الثقة وليس المراقبة. وانا مش نيتي مراقبه بل ظبط لحياتنا لاني مش حاسة بأمان او ثقة فيه ابدا اولا؛ لو بالاتفاق على طلبي هل يجوز شرعا ثانيا؛ الأفلام الإباحية مش دي زنا جوارح ممكن شرح مفصل لمدى حرمانيتها وتأثيرها على الزوجين في الدنيا والدين ثالثا؛ ممكن تنصحني انا وزوجي بعد الصدمة دي ممكن نعمل ايه عشان ننسى ونتعامل

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدُ:

فمما لا شك فيه مشاهدة المواقع الجنسية من الأمور المحرمة بَدَاهةً، ومن البلايا التي ابتُلِي بها المسلمون في دينهم، والتي جرت عليهم الويلات، فكم من جريمة ارتُكبت، وكم من أعراض انتُهكت، وحدودٍ تُعُدِّيت، وحياءٍ ذهب، وأخلاقٍ تحطمت من تلك المواقع السافلة، والذي يدفع إليه الهوى وضعف الإيمان وقلة الصبر.

ومن أعظم ما ينفعك في تحمل زوجك حتى يقلع عن تلك المواقع، هو أن تنظري إليه بعين القدر و أن الرغبة المحرمة مستولية عليه، والشيطان مستحوذ عليه، فحينئذ ترحمينه وترفقين به، فقد أعطاه الله سمعًا وبصرًا وفؤادًا {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ} [الأحقاف: 26]، والمتلبس بالمعصية في حاجة لمن يرحمه، ويأخذ بيده، والزوجة هي أقرب الناس لزوجها، وأولى الناس به للقيام بهذا الدور، ولتسعَيْ لإصلاحه بقدر الاستطاعة، والله - عز وجل – ولكن هذا يتطلب كثيرًا من الصير واحتساب الأجر عند الله تعالى، ويمكنك الاستعانة بالمواعظ والإرشاد والموادَّ الصوتية وهي كثيرة ومتوافرة على موقعنا وغيره من الموقع الإسلامية.

تحاوري مع زوجك بصرَاحَة وهدوء لتتعرفي على أسباب ذلك حتى تصلا سويًا لبر النجاة، فإذا لمس زوجك منك حسن الأسلوب، واستشعر الرفق والرحمة والحرص على الخير، سيكون أسرعَ في الاستجابة. وذكريه بأداء الصلاة، وحثُّيه عليها.  

واجتهدي في الدعاء له بالهداية والصلاح، مع صدق اللجوء إلى الله - جل جلاله - أن يشرح صدره، فالقلوب بين أُصبُعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، والله - عز وجل - على كل شيء قدير، وإذا أراد شيئًا فإنما يقول له: كن، فيكون.

واحرصي على الاهتمام بالمظهر، والتجمُّل، والإصلاح من شأنك، وحسنِ التبعل له، بقدر الاستطاعة، وأكثِري من فعل ما يحبُّه، وتجنَّبي فعل ما يكرهه، ولو لم تلمسي أثرًا قريبًا منه، فلا تَمَلِّي.  

وتحلي دائمًا بالهدوء، وضبط النفس، والحكمة في التعامل، واحذري العصبيَّة، والتعنيف؛ فلحسن العشرة، وطيب الكلام، وجميل الأفعال؛ من الأثر الطيب، ما ليس لغيرهما، ولا يمنع هذا من إظهار الغضب والامتعاض لما فَعَلَهُ، ولكن بدون تعدي لحدود الله؛ فالزوج هو سيد المرأة بنص القرآن، وهي عانية عنده بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتذكرا أن الإنسان إذا تعرَّض للفتن، ولم يتجنبها؛ وقع فيها، ففي الصحيحين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ستكون فِتَنٌ، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ مِن الماشي، والماشي فيها خيرٌ مِن الساعي، من تَشَرَّف لها تستشرفْه، فمَن وجَد فيها ملجأً أو معاذًا، فليَعُذ به))؛ أي: مَن نظَر إلى الفتن أهلكتْه.

مِن أجل هذا حذَّر النبي مِن المغامَرة بالنفس بالهجوم على الفتن، وبيَّن أن الواجبَ على الجميع - القويِّ والضعيفِ - الهرَبُ من مَظانها، والبُعد عنها، مهما كانتْ درجةُ وُضوح الشر فيها.

فما استُعين على التخلص من الفتن بمِثْل البعد عن أسبابها ومظانها، فالرجلُ الديِّنُ والمرأة الدَّيِّنةُ إذا تلمَّسا الفتن وقعا فيها؛ ففي مسند الإمام أحمد عن النواس بن سمعان الأنصاري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ضرَب الله مثلاً صراطًا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبوابٌ مفتحةٌ، وعلى الأبواب سُتورٌ مُرخاة، وعلى باب الصراط داعٍ يقول: أيها الناس، ادخلوا الصراط جميعًا، ولا تتعرَّجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلِجْه، والصراطُ الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم)).

والله تعالى يُحب التوَّابين، ويُحب المتطهِّرين، وهو يبدل بالتَّوبة السيئات حسنات، والتَّوبة من أعظم العبادات التي يوجب لصاحبِها من العبوديَّة والخشوع، والتَّواضُع والدعاء وغير ذلك - ما لم يكن يَحصل بدونها، وليس شيءٌ يَغفر جميع الذُّنوب إلاَّ التَّوبة؛ قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، كما أن الأعمال الصَّالحة تكفر الذنوب؛ فإنَّ الله تعالى يقول: {إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]، وقال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمعاذ بن جبل يوصيه: ((يا معاذ، اتَّق الله حيثُما كنت، وأتْبِع السيِّئة الحسنة تَمْحُها، وخالقِ النَّاس بخلُق حسَن)).

وفي الصَّحيح عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((الصَّلوات الخمس، والجمُعة إلى الجمُعة، ورمضان إلى رمضان، كفَّارات لما بينهنَّ إذا اجتُنبت الكبائِر))؛ أخرجاه في الصَّحيحين.

هذا؛ والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 33
  • 9
  • 221,941

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً