ما حكم لمس الأم بشهوة؟

منذ 2020-07-28

فإن مسّ الأم بشهوة جريمة من أقبح الذنوب؛ لأنه جمع بين قبح الذنب، وخيانة الأمانة، واستبدال ما جعله الله للمحرم من الحفاظ على عرض محارمه إلى هتكه وتضيعه، والغدر بالأهل والأقارب.

السؤال:

ما حكم لمس الام بشهوة وقد يصل لمرحلة نزول مذى وان كان قليلا ؟؟ وكيف حلها

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فإن مسّ الأم بشهوة جريمة من أقبح الذنوب؛ لأنه جمع بين قبح الذنب، وخيانة الأمانة، واستبدال ما جعله الله للمحرم من الحفاظ على عرض محارمه إلى هتكه وتضيعه، والغدر بالأهل والأقارب، إلى غير ذلك مما حرمه الله، لولا ما ورد في السؤال ما كنا نظن أن يصدر مثل هذا الفعل الشنيع عن عاقل!

غير أن الله تعالى لم ييأس أحدًا من رحمته، وجعل أبواب التوبة مفتوحة على مصراعيها أمام العصاة، قهو سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لمن تاب توبة صادقة، بالندم والإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العود إليه، ومن شرط الإقلاع مسّ الأم بشهوة أو بغير شهوة، وغض البصر عنها، وعدم الالتزام بهذه الشروط يوقع صاحبه إلى الرجوع عن التوبة، واقتراف الذنب.

وهذه هي شروط التوبة التي لا يقبل الله غيرها؛ قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [التحريم: 8]، والتوبة النصوح: وهي التوبة العامة الشاملة للذنوب، ولا يريد بالتوبة إلا وجه الله والقرب منه، ويستمر عليها في جميع أحواله، ووعد عليها بتكفير السيئات ومحو الذنوب والعفو عن الخطايا؛ قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 104].

وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا*إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [الفرقان: 68 - 70]

والله تعالى أرشد عباده التائبين إلى الإكثار من الأعمال الصالحة، وسلوك طريق الهداية، والابتعاد عن أسباب الغواية؛ فقال سبحانه وقال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]، وقال سبحانه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].

فعلى هذا الشخص المواظبة على أداء الفرائض، والإكثار من فعل النوافل والأعمال الصالحة، خصوصًا الصيام، وقراءة القرآن بتدبر، فهذا فقط هو ما يقوي الإيمان، ويصرف عنه رجز الشيطان، وليحذر من التمادي حتى لا يفضحه الله أمام أسرته والمجتمع، فإن من سنن الله تعالى في خلقه أن العبد إذا اغتر بستر الله، فضحه الله تعالى،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 6
  • 1
  • 22,467

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً