هل النبي صلى الله عليه وسلم حاضر وناظر؟
منذ 2006-12-01
السؤال: هل النبي صلى الله عليه وسلم حاضر وناظر (أي: يعلم الغيب فالحاضر عنده
والغائب سواء)؟
الإجابة: الأصل في الأمور الغيبية اختصاص الله بعلمها، قال الله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا
إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ
مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ
الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ
مُّبِينٍ} [الأنعام:59]، وقال تعالى: {قُل لاّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ
يُبْعَثُونَ} [النمل:65]، ولكن الله تعالى يطلع من ارتضى من
رسله على شيء من الغيب، قال الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى
غَيْبِهِ أَحَداً، إِلاّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ
يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً}
[الجن:26، 27]، وقال تعالى: {قُلْ مَا
كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا
بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَاْ إِلاّ
نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الأحقاف:9]، وثبت في حديث طويل من طريق أم
العلاء أنها قالت: لما توفي عثمان بن مظعون أدرجناه في أثوابه فدخل
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك أبا
السائب، شهادتي عليك لقد أكرمك الله عزَّ وجلَّ، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " " فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: " " وقلت: والله لا أزكي بعده أحداً أبداً (رواه أحمد وأخرجه
البخاري في كتاب الجنائز من صحيحه)، وفي رواية له: " "، وقد
ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلمه الله
بعواقب بعض أصحابه فبشرهم بالجنة، وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله
عنه، عند البخاري ومسلم: أن جبريل سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن
الساعة، فقال: " "، ثم لم يزد على أن أخبره بأماراتها، فدل على أنه علم
من الغيب ما أعلمه الله به دونما سواه من المغيبات وأخبر به عند
الحاجة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد التاسع عشر (العقيدة).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد التاسع عشر (العقيدة).
- التصنيف: