فإن الدعوة إلى الله تعالى هي المقام الأسنى والمهمة الأسمى من أجلّ
الطاعات وأعظم القربات، فهي وظيفة الأنبياء، ومن صفات سيد البشر -
عليه الصلاة والسلام - الذي قال الله تعالى في شأنه: {يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا*
وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا}(سورة
الأحزاب:45-46).
وهي سبيل النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن اتبعه من المؤمنين، قال
الله: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}(سورة يوسف:108) ولا يكون الرجل من أتباع
النبي - صلى الله عليه وسلم - حقاً حتى يدعو إلى ما دعا
إليه.