تكلّم فَضِيلَةُ الشَّيْخِ - حَفِظَهُ اللهُ - عن حال كل محب عند فراق
محبوبه فهل تراه يلتقي مرة أخرى بعد طول غياب في الجنادل والتراب فإن
كان محبوبه في الجنة وعمل بعمله فهما فيها سواء وإن كان غير ذلك
فهيهات وشتان من تحقيق الأمنية ومن ثم فإن أعظم محبوب نتمنى لقاؤه هو
النبي وأصحابه فلزم للقائه من عمل خطة رشاد.
تكلم فضيلة الشيخ -حفظه الله-عن خلق غاب عن كثير من الأتقياء ألا وهو
خلق الوفاء، فقل من العباد من يتصف بالإنصاف، فالقلب حال الغضب يصاب
بالإغلاق فلا يذكر إلا السيئات وتمحى جميع الحسنات وتعد المساوئ وتنشر
المعايب وينسى الفضل والإحسان ولا يذكر إلا العيب والكفران، فتجحد
العطية وتعظم البلية حتى تصير جبال الفضل هباء منثورا وكثير السعي لا
جزاءا ولا شكورا، إذ هذا ليس خلق النبلاء ولا من شيم الأتقاء، فالكريم
من إذا دعي لطعنة بليل أجاب والوفي من يحفظ الفضل وقليل الثواب.