الدين والحياة ************* الروح والجسد.. ثنائية لايمكن الفصل بينها.. بأي سبب من الأسباب.. إن ...

منذ 2020-04-30
الدين والحياة
*************

الروح والجسد.. ثنائية لايمكن الفصل بينها.. بأي سبب من الأسباب.. إن الذين يريدون إبعاد الدين عن الممارسة الحياتية.. إنما يريدون وضع دين آخر.. دين صنعته تصوراتهم الناقصة ورؤاهم الواهمة.. فما الدين إلا صيانة لحياتنا من عبث العابثين.. ومالحياة في ظله إلا روضة فيحاء يري السائر في أرجائها. ماطاب ولذ من متع حسية ومعنوية.. فالحياة من أجل الحياة أمر لايليق بذي عقل.. إن الإنسان إن لم يجد هدفا يسعي إليه فتر سعيه وصار سجين ملذاته.. التي مايلبث أن يملها ويبحث عن غيرها.. فلايجد شيئا يدوم معه.. فتزداد نفسه حسرة وكآبة..من قال أن الدين ماجاء إلا ليجعل الحياة كتلة من الجهامة والرفض.. فيأوي معتنقية هربا من الحياة إلي الإنعزالية.. إنما جاء ليبارك صنع الإنسان الصالح علي وجه هذه الأرض.. يشد من أزره.. ليدفعه نحو التقدم وإظهار الملكات الإبداعية كلا في مجاله في ظل وارف من الأخلاق المحافظة علي الحياة.. غاية الأمر أن إنسان العصر قد يقف مضطرب الفكر زائغ الرؤي كلما بدا له من زيف الحياة مايجعله ينكر ماشب عليه ورآه حسنا.. فيخرج بعد ذلك ناقدا لالشئ إلا لإزاحة ثوابته والتلبث بأفكار أخري.. يظن فيها التغير والتقدم لصالح الإنسان ولكن مايلبث أن تنغرس قدماه في ظل اللاشئ.. وماذلك عن براعة المزيفين المتحللين من كل قيم الحياة وإنما لثغرة الهوي في نفسه جعلتهم يستغلونها شر إستغلال.. ولقصور فهمه عن تطور الحياة التطور الذي لا يكون إلا بوجود القديم الصالح منه.. لينطلق منه ويبني عليه.. عندئذ يعلو البنيان مطمئنا إلي قوة أساسه.. بواسطة الدين لا تستطيع أي قوة تغريبية علي وجه الأرض.. أن تأخذ الإنسان من تاريخه وقيمه.. لتغرسه في واد غير ذي زرع من النفعية وحب الذات المفضي إلى دمارها.. فما أجمل أن يمتزج الدين بالحياة إمتزاجا رقيقا لافظا.. حتي لايروج لعبثيته العقول النافرة من كل حسن الخارجة عن كل سماحة ونبل هذا الدين الإسلامي العظيم.. وهل هناك سعادة يلقاها الفرد خير من طمأنينة بال وقرارة عين اللذان لاوجود لهما إلافي معية الله؟
  • 0
  • 0
  • 183

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً