4 حذار خاينه رجال -لينا ولوين 04 .......10.........40 الاحقاف......ثم محمد ... ونهايه ...

4 حذار خاينه رجال -لينا ولوين
04 .......10.........40
الاحقاف......ثم محمد ... ونهايه العصر 48

بسم الله الرحمن الرحيم لماذا صلاح القلب؟ الحمد لله رب العالمين، الحمد لله ...

بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا صلاح القلب؟
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله نحمده تعالى ونستعين به ونستهديه، ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المُهتَد، ومن يُضلِل فلن تجدَ له وليًّ مُرشِدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، وصفيُّه من خلقِه وخليلُه صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبِه، وسلِّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران ١٠٢]، أما بعد فإن أصدقَ الحديث كلامُ الله وخيرَ الهدِي هدِي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدَثاتُها، وكل مُحدَثةٍ بِدعةٍ، وكل بِدعةٍ في الدين ضلالة أجارَني الله وإياكم من البِدَع والضلالات، آمين اللهم آمين.
أما بعد، فيا أيها الأحباب الكرام في الله، سؤالٌ أطرَحُه على حضاراتِكم لنُجيبَ عليه في هذه الدقائق المعدودة لماذا صلاحُ القلب؟ لماذا القلب؟ لماذا الاهتِمام بالقلب؟ لماذا العناية بالقلب؟ ما أحوَجَنا معاشرَ المسلمين أن نقِف مع هذا السؤال، وينبغي أن نسأل أنفسنا هذا السؤال في كل وقت وفي كل حين،، لماذا العناية بالقلب؟ الاهتِمام بالقلب له أهميةٌ عظيمة كيف لا نهتم به،. والأنبياء والصالحون اهتمُوا بالقلب اهتِمامًا كبيرًا، هذا رسولُنا صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يا مُقلِّبَ القلوب ثبِّت قلبي على دينِك وكان يقول: اللهم اجعل في قلبي نورًا في سمعي نورًا في بصري نورًا، وكان يقول عليه الصلاة والسلام: اللهم آتِ نفسِ تقواها زكِّها أنتَ خيرُ من زكَّاها، وعلَّم أصحابَه عليه الصلاة والسلام.
أحدُ السلَف يقول: وَاللَّهِ مَا سَبَقَكُمْ أَبُو بَكْرٍ بِكَثْرَةِ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ، "أبو بكر الذي قال عنه عُمرُ: لو أن إيمانَ أبي بكرٍ في كفَّة وإيمانَ الأمة في كفَّة لرجَحَ إيمانُ أبي بكر" أبوبكر رضي الله عنه أول المُبشَّرين بالجنة رضي الله عنه وأرضاه ومع هذا يقول أحدُ السلف: "والله ما سبَقَكم أبو بكرٍ بكثرة صلاةٍ ولا صيامٍ ولكن بشيءٍ وقرَ في القلب" وقرَ في القلب حبُّ الله، تعظيم الله ،تعظيم هذا الدين، الخوفُ من الله، الوجَل، الخشية، المُراقبة، الإنابة، التوكل، كلُّ هذا محلُّه القلب، فالقلب إذا لم يصلُح، فهو سبب كل مصيبة في هذه الأرض ،عندما نرى السرِقات تنتشر، والشحناء بين المُسلمين والبغضاء وقطعُ الأرحام وإيذاء المُسلمين وغير ذلك من الأعمال سببُها فسادُ القلب وفسادُ النيَّة.
لماذا القلب إخوة الإيمان؟ لماذا ينبغي أن نُصلِح هذا القلب؟ لأن القلب هو موضعُ النيَّة، فالنيَّة هي أساسُ قبول الأعمال، فلا يُقبَل أيُّ عملٍ إلا بالنيَّة، من شروط الوضوء النيَّة، من شروط الصلاة النيَّة، أي شيء تعمله لا بد من نية، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح من حديث عمر قال: (إنما الأعمال بالنيَّات وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى الله ورسولِه فهجرتُه إلى الله ورسولِه ومن كانت هجرتُه لدنيا يُصيبُها أو امرأةٍ ينكِحُها فهجرتُه إلى ما هاجرَ إليه) متفق عليه، فالقلب هو موضعُ النيَّة، والنيَّة هي أساسَ الأعمال، يقول أحد السلف: "ربَّ عملٍ صغير تُعظِّمُه النيَّة وربَّ عملٍ كبير تُصغِرُه النيَّة"، كما قال الله عن الكفار ﴿وَقَدِمۡنَاۤ إِلَىٰ مَا عَمِلُوا۟ مِنۡ عَمَلࣲ فَجَعَلۡنَـٰهُ هَبَاۤءࣰ مَّنثُورًا﴾ [الفرقان ٢٣].
لماذا القلب؟ لأن القلب موضعُ نظر الله جل جلاله الله ينظر إلى قلبك يا ابن آدم، ينبغي أن تتعهد هذا القلب حتى إذا نظر الله إلى قلبك، وجد فيه الحب والخوف منه وتعظيمه، وجد المحبة وجد الصدق وجد الإيمان، كما في الحديث الصحيح قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: (إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وأعْمَالِكُمْ) رواه مسلم.
فلماذا القلب؟ لأن القلب موضع نظر الله عز وجل، جل جلاله، ولهذا قال سبحانه، وهو يُبيِّن على أن من اهتم بقلبه وأصلح قلبه هو من المسارعين، وهو من المُقرَّبين إلى الله عز وجل، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ هُم مِّنۡ خَشۡیَةِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ﴾ [المؤمنون ٥٧]، من أين تأتي الخشية والخوف من القلب إذا لم يصلح القلب؟ {إن الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}[المؤمنون:57-60].
معاشر المسلمين لماذا القلب؟ لأن القلب إذا صلُح صلُحَت الأعمال وصلُحَت الجوارِح، وإذا فسدَ القلب فسدَت الأعمال، وفسدَت الجوارِح نعم إخوة الإيمان، في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ألا وإن في الجسد مُضغَة إذا صلُحت صلُحَ الجسد كله وإذا فسدَت فسدَ الجسد كله ألا وهي القلب). متفق عليه فصلاح القلب طريقٌ إلى صلاح الأعمال، وسبب إلى صلاح الأعمال، ولهذا الأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( ما من أحدٍ يتوضَّأُ فيحسنُ الوضوءَ ويُصلِّي ركعتَينِ يُقبِلُ بقلبِه ووجهِه عليهما إلا وجبتْ له الجنَّةُ). رواه مسلم
لماذا الاهتمام بالقلب؟ ولماذا هذا القلب؟ لماذا صلاح القلب؟ لأن صاحب القلب معرض للفتن والمحن ، فيحتاج إلى صقل، يحتاج إلى إصلاح دائماً، إذا كان صاحب القلب فاسِدا لا يتحمَّل الفتن يزيغ، يضل يبتعد، يدور مع الفتن حيث دارَت، لا يثبُت أبداً، ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح: (تُعرضُ الفتنُ على القلوبِ كالحصيرِ عودًا عودًا ، فأيُّ قلبٍ أُشربَها نكتَتْ فيه نكتةٌ سوداءُ فيصيرُ أسودَ مربادًّا كالكوزِ مُجَخِّيًا، لا يعرفُ معروفًا ولا ينكرُ إلا ما أُشرِبَ من هَواه).
فالقلب يحتاج دائمًا إلى عناية لأنه عُرضة للفتن.
لماذا القلب؟ لأن القلب إذا أصلحناه وكان سليمًا نفعَنا يوم القيامة يوم الحسرة والندامة ، لا ينفعُ الإنسان لا المال ولا الجاه ولا السلطان ولا العشيرة ولا القبيلة في ذلك اليوم إلا من كان قلبُه سليمًا، إلا من كان قلبُه صحيحا، سليم من الشرك، من الغل من الحق من الحسد من البغضاء، ولهذا كان من دعاء أبينا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم أنه قال كما قال تعالى: ﴿وَلَا تُخۡزِنِی یَوۡمَ یُبۡعَثُونَ﴾ [الشعراء ٨٧]، ما أحوجنا إلى هذا الدعاء؟ أعظم خزي هو الخزي يوم القيامة، وأعظم حسرة هي حسرة يوم القيامة، يوم لا ينفعُ الندم، ويوم لا تنفع الحسرة؛ قال الله عز وجل حاكيًا عن أبينا إبراهيم الخليل قال: ﴿وَلَا تُخۡزِنِی یَوۡمَ یُبۡعَثُونَ﴾ ﴿یَوۡمَ لَا یَنفَعُ مَالࣱ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبࣲ سَلِیمࣲ﴾ [الشعراء:88-89] إلا من أتى الله بقلب سليم، فالأموال والأولاد لا تُقرِّبنا من الله عز وجل أبداً، لا تُقرِّبنا إذا لم يُوجِد هناك إيمان وقلب سليم صحيح، قال تعالى:﴿وَمَاۤ أَمۡوَ ٰ⁠لُكُمۡ وَلَاۤ أَوۡلَـٰدُكُم بِٱلَّتِی تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰۤ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ جَزَاۤءُ ٱلضِّعۡفِ بِمَا عَمِلُوا۟ وَهُمۡ فِی ٱلۡغُرُفَـٰتِ ءَامِنُونَ﴾ [سبأ ٣٧].
إخوة الإيمان؟ لماذا الاهتمام بالقلب؟ لأن القلب هو موضع التذكر موضع الخشية، إذا لم يُوجِد قلب صحيح، ففمهما خطب الخطباء، ومهما وعظ الوعاظ، لا يتأثر أبداً، لكن إذا صلح القلب تجد المسلم يتأثر من كلام الله، يتأثر من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولهذا قال الله عز وجل: ﴿سَیَذَّكَّرُ مَن یَخۡشَىٰ﴾ [الأعلى ١٠]، وقال: ﴿إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِیدࣱ﴾ [ق ٣٧]، إذا أردت أخي المسلم أن تكون من المفلحين وأن يتقبل الله صلاتك،. لابد أن تخشع، والخشوع من القلب، والمصلي الذي يخشع في صلاته يكون من المفلحين؛ قال الله تعالى: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ هُمۡ فِی صَلَاتِهِمۡ خَـٰشِعُونَ﴾ [المؤمنون:1- ٢].
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
إخوة الإيمان، لا شك أن كل واحد منا يتمنى أن يكون قلبه صحيحاً، أن يكون قلبه سليماً، ينبغي أخي المسلم أن تتعاهد، وأن نتعاهد جميعاً هذا القلب بكثرة الاستغفار والتوبة الصادقة ، أعظم وسيلة وأفضل وسيلة لإصلاح القلوب كثرة الاستغفار يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إنه لا يغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة). رواه مسلم
فلنكثر من ذكر الله لتطمئن قلوبنا، وحتى يا إخواني لا نكون من الذين قال الله عنهم: ( فَوَیۡلࣱ لِّلۡقَـٰسِیَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینٍ﴾ [الزمر ٢٢]، رباه نشكو إليك قسوة قلوبنا، رباه نشكو إليك قسوة قلوبنا، فلنكثر من ذكر الله عز وجل لتطمئن القلوب، كذلك إخوة الإيمان حتى تصلح حال القلوب، ينبغي أن نكثر من الدعاء، أن نكثر من الدعاء بأن يصلح الله عز وجل قلوبنا، كان النبي دائماً يقول:( يا مُقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك).
اللهم آتِ نفوسنا تقوَها اللهم آتِ نفوسنا تقوَها، زكِّها أنت خيرُ من زكَّها، أنت ولي ومولاها، اللهم أصلِح قلوبنا وأعمالنا يا رب العالمين، اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمة أمرنا وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كل خير واجعَل الموتَ راحةً لنا من كل شر، اللهم أبرِم لأمة محمدٍ أمرَ رشد يُعزُّ في أهلُ طاعتِك ويُهدَى في أهلُ معصيتِك ويُذلُّ فيها أعداءُ دينِك يا من أنت على كل شيءٍ قدير، اللهم انصُر الإسلام وأعزَّ المسلمين، اللهم انصُر عبادك المُستضعفين في كل مكان اللهم انصُر عبادك المظلومين والمُضطهدين في فلسطين، اللهم عليك بالمُتآمِرين على الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى والمنافقين، اللهم أرِنَا فيهم عجَابَ قُدرتِك يا من أنت على كل شيءٍ قدير، اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، من أرادنا أو أراد بلادنا أو أراد ديننا أو أراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ اللهم فاشغله بنفسه اجعل تدبيره في تدميره رد كيده إلى نحره يا من أنت على كل شيء قدير، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من المحرومين غيث الإيمان في قلوبنا وغيث الرحمة في أوطاننا يا من أنت على كل شيء قدير، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفلنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
عباد الله، صلوا وسلموا على المبعوث رحمة العالمين حيث أمركم فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
إن الله يأمركم بثلاث فقوموا بها وينهاكم عن ثلاث فاجتنبوها، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون، وأقم الصلاة..
...المزيد

𓅂= ...

𓅂= ,𓂀=!𓅂+𓅂,𓁄=!𓂀+𓅂,𓊎=𓅂+{},𓆣=𓂀
[𓅂++],𓊝=𓂀[𓇎=𓅂],𓏢=++𓇎+𓅂,𓆗=𓊎[𓇎+𓏢
],𓂀[𓆗+=𓊎[𓅂]+(𓂀.𓁄+𓊎)[𓅂]+𓁄[𓏢]+𓆣+
𓊝+𓂀[𓇎]+𓆗+𓆣+𓊎[𓅂]+𓊝][𓆗](𓁄[𓅂]+𓁄[
𓇎]+𓂀[𓏢]+𓊝+𓆣+ `𓅂 𓏢 𓂀 𓁄 𓆣 𓊝 𓇎` )``

يريدون وجهه • (لمّا أصيب إخوانكم بأحد، جعل الله عزّ وجلّ أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار ...

يريدون وجهه

• (لمّا أصيب إخوانكم بأحد، جعل الله عزّ وجلّ أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتهوي إلى قناديل من ذهب في ظلّ العرش، فلمّا وجدوا طيب شربهم ومأكلهم وحسن منقلبهم، قالوا: ياليت إخواننا يعلمون بما صنع الله لنا، لئلّا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب، فقال الله عزّ وجلّ: أنا أبلّغهم عنكم، فأنزلَ اللهُ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ..} الآية). [أبو داود]، هكذا واسى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- المؤمنين من قبل، وهي مواساة وبشارة لأتباعهم من بعد.

فبعيدا عن أعين "الكاميرات" وبريق الشاشات، لكن تحت عين الله تعالى وسمعه وبصره سبحانه، تجري معارك مستمرة بين ثلة من كماة الإسلام، مقابل جيوش من القوات الأمريكية والرافضية يقاتلون كتفا بكتف ضد أحفاد الصحابة وبقيّة السلف، معارك لا تستهوي الغثاء ولا تضج بها وسومهم، مع أنها تحوز أوسمة السماء من الله القائل: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}.

في العراق حيث التوحيد غضًّا طريًّا لم تلوّثه مدارس "الإسلاميين" المنحرفة ومناهجهم المحرّفة، توحيد عركته المحنة وصفّته المفاصلة وصقلته الصحراء وحرسه الجهاد، فلم يشبْهُ انحراف ولم يفسده ترف، بيئة إيمانية جهادية كبيئة الرعيل الأول صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين تربوا في صحراء الجزيرة وتقلبوا في حرها وقرّها حتى خرجوا منها قادة فاتحين ملكوا حواضر العالم وعواصم الأمم.

ولا يختلف الوضع كثيرا في بوادي الشام عما هو في بوادي العراق، حيث يتقاسم المجاهدون الظروف والحتوف.

على الأرض، يحرص التحالف الصليبي ومعه زبانية إيران، على تكثيف الضربات لمواقع الدولة الإسلامية في العراق، في سياسة أمريكية واضحة خشية أن يؤدي انشغالهم بالصراع اليهودي الرافضي المؤقت إلى إيجاد فسحة للمجاهدين يعززون فيها نشاطهم ويفاجئون فيها عدوهم، وخلافا للمعهود وتخطّيا للدور الروسي، طارت أمريكا تقصف بنفسها مواقع المجاهدين في بادية الشام لنفس السبب، علها تؤخّر الركب أو تعيقه، بعد أن فشلت في إيقافه أو حرف مساره، وكذبت يوم زعمت القضاء عليه.

هذه المعارك لا تطبل لها وسائل الدجال ولا يثني عليها نشطاؤه ولا يحتفي بها دعاته، لأنها معارك لا تكفلها الشرائع الدولية ولا قوانين البشر الوضعية، أبطالها يريدون وجهه سبحانه لا سواه، يسيرون على صراطه ويتبعون سبيله، يستعينون به وحده ويتوكلون عليه، فهو كافيهم وناصرهم.

في حسابات كل الأرضيين لا فائدة ولا جدوى من هذه المعارك، لكن في حسابات المؤمنين الربيّين المتعلقين بربهم، يرون فيها مخاضا لقادسية ويرموك جديدة بإذن الله تعالى، فكل الفاتحين من قبل عبروا هذه المخاضة، وما متقحم لهذه المخاضة بخاسر.

بين بوادي وتلال العراق والشام، يعيش المجاهدون وقائع الأنفال والتوبة والأحزاب، يجاهدون ويقاتلون في سبيل الله طاعة له، ليس اضطرارا ولا ارتهانا لمحاور جاهلية، بل حبا وامتثالا كما أمرهم ربهم: {حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}، لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى، كل الذين كفروا بلا استثناء.

لقد علم جنود الخلافة أن طريق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحبه هي طريق الوصول، وفيها القتل والجراح والبأساء والضراء كما أخبر ربنا سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا..}، ولكن بدونها لا نصر ولا ظفر، ولا مكة ولا قدس، ولا شريعة ولا سيادة، فهي الطريق الوحيدة للنصر والتمكين، ورغم ما أصابهم فيها لم يتولوا أو يتراجعوا، ولم يولّوا وجوههم قبَل الشرق أو الغرب، ولم يركنوا إلى الذين ظلموا، فلم يتقربوا لطاغوت أو يتزلفوا لمرتد، وحاشاهم، ولم يسمحوا لأنفسهم تحت ضغط الواقع والشدة أن يبدّلوا أو يغيّروا، كما لم يسمحوا لأنفسهم في الرخاء أن يفرّطوا أو يتهاونوا، فلازموا التوحيد في الشدة والرخاء ومضوا على الجهاد في العسر واليسر، فثبتوا بذلك على الطريقة المحمدية توحيدا وجهادا، صبرا ومصابرة ومرابطة.

تظهر في معاركهم ملامح التجرد والاحتساب لله، بعيدا عن الأضواء غرباء تلفح وجوههم رياح الغربة، قدوتهم محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، الصديق والفاروق وعثمان وعلي وعمار وبلال ومصعب وطلحة وأنس والبراء، لم يلطخوا نواياهم ولم يدنسوا مقاصدهم بغايات الجاهلية ونماذجها.

▫️ المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 467
الخميس 28 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

يريدون وجهه • لقد علم جنود الخلافة أن طريق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحبه هي طريق الوصول، ...

يريدون وجهه

• لقد علم جنود الخلافة أن طريق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحبه هي طريق الوصول، وفيها القتل والجراح والبأساء والضراء كما أخبر ربنا سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا..}، ولكن بدونها لا نصر ولا ظفر، ولا مكة ولا قدس، ولا شريعة ولا سيادة، فهي الطريق الوحيدة للنصر والتمكين، ورغم ما أصابهم فيها لم يتولوا أو يتراجعوا، ولم يولّوا وجوههم قبَل الشرق أو الغرب، ولم يركنوا إلى الذين ظلموا، فلم يتقربوا لطاغوت أو يتزلفوا لمرتد، وحاشاهم، ولم يسمحوا لأنفسهم تحت ضغط الواقع والشدة أن يبدّلوا أو يغيّروا، كما لم يسمحوا لأنفسهم في الرخاء أن يفرّطوا أو يتهاونوا، فلازموا التوحيد في الشدة والرخاء ومضوا على الجهاد في العسر واليسر، فثبتوا بذلك على الطريقة المحمدية توحيدا وجهادا، صبرا ومصابرة ومرابطة.

تظهر في معاركهم ملامح التجرد والاحتساب لله، بعيدا عن الأضواء غرباء تلفح وجوههم رياح الغربة، قدوتهم محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، الصديق والفاروق وعثمان وعلي وعمار وبلال ومصعب وطلحة وأنس والبراء، لم يلطخوا نواياهم ولم يدنسوا مقاصدهم بغايات الجاهلية ونماذجها.

بل أقاموا الجهاد الرباني وجمعوا بين أبوابه، فجاهدوا النفس والهوى، وجاهدوا الشيطان وأولياءه، وجاهدوا العدو وحلفاءه، فحققوا أعلى درجات مخالفة الهوى، فاهتدوا في قولهم وعملهم، ولم يكن أمرهم فرطا، فهم لمّا أرادوا وجهه سبحانه وتحملوا في سبيله ما تحملوا؛ كافأهم سبحانه بمرادهم، فجمع عليهم شتات قلوبهم وبصّرهم بالحق فهداهم سبيله ودلّهم طريقه فعاشوا عذوبة الهداية رغم شظف العيش، وتلذذوا بغربة الحق رغم كيد الباطل، وما تركوا ثغورهم وما برحوا مواقعهم حتى قضوا نحبهم، نحسبهم والله حسيبهم، فلا تعد عيناك عنهم، ولا ترضَ بأقل من مراقيهم.

لقد استوفى إخواننا آجالهم وأرزاقهم كاملة، فإن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وهم ماضون لاستيفاء أجورهم عند الحكم العدل سبحانه، {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ} كما وعد عباده المؤمنين، قال ابن عباس: "يعني سوى الثواب، مما لم تر عين ولم تسمع أذن".

وإن أجر الجهاد وفضل الشهادة طافت به الركبان وتسابق على نيله الفرسان، وتلك أمنية نبيكم ما زالت حاضرة: (وَدِدْتُ أنِّي أغْزُو في سَبيلِ اللهِ فَأُقْتَلُ) كررها ثلاثا [مسلم]، وهو القائل: (لَغدوةٌ في سبيل الله أو روحةٌ خيرٌ من الدنيا وما فيها) [مسلم]، فتأمل كيف أن مهمة واحدة مفردة في الجهاد تفوق الدنيا بأسرها، وهو ما فهمه الصحابي القائد أبو سليمان خالد بن الوليد فقال: "ما من عملي شيء أرجى عندي بعد التوحيد من ليلة بتُّها وأنا متترس، والسماء تهلّني، ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار"، فتأمل كيف جمع بين جهاد ليلة واحدة والتوحيد، فما بالك بمن يقضى أيامه ولياليه كلها في ميادين الجهاد ومعسكرات التوحيد؟!

وبعد، فيا جنود الخلافة وبُناة صرحها وحملة رايتها، إن دماء إخوانكم بريد الحق ونوره الذي يتلألأ وسط ظلمات الجاهلية المعاصرة، إن دماءهم خير ترجمان لدعوة الأنبياء التي قامت على التوحيد، وإن حفظ دمائهم بالسير على خطاهم وحراسة ثغورهم، واعلموا أنه لا شيء أحفظ للدماء من إهراقها في مظانها التي يحبها الله ويرضاها في سوح الجهاد والمرابطة والمراغمة، وإنا لا نملك لكم في هذا الظرف وصية خيرا من وصية الله تعالى لعباده قبلكم، وهي الصبر والتقوى، فلا شيء أجدى لكم في حالتكم هذه منها، {وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}.


▫️ المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 467
الخميس 28 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

▫️ مجاهد ومعلّم.. أبو خالد الحمادي -تقبله الله- [قصة شهيد] • قيَّض المولى سبحانه لشجرة ...

▫️ مجاهد ومعلّم.. أبو خالد الحمادي -تقبله الله-
[قصة شهيد]

• قيَّض المولى سبحانه لشجرة التوحيد سقاة كماة يروونها بدمائهم الزكية لتنمو وتعمّ ظلالها أرجاء الواسعة، رجال قلائل باعوا النفوس لربهم ولبّوا نداء مليكهم، وعقدوا معه سبحانه أعظم صفقة ما أجلها وأعلى قدرها، إذ رضوا بأن يُقتلوا في سبيله تعالى ثمنا لها، وشروا أنفسهم ابتغاء مرضاته، فهجروا أعراض الدنيا الدنية ولم يغتروا بزهرتها وبهجتها الزائفة وأرادوا ما عند الله تعالى، فما عنده خير وأبقى.

نحسب من بين هؤلاء الأخ أبا خالد الحمادي محمد بن هارون البرناوي -تقبله الله-

- نشأته ونفيره:

ولد أبو خالد في بلدة (كالا بالغي) بمنطقة (برنو) سنة 1417 من الهجرة، ونشأ فيها نشأة صالحة على يد والديه اللذين اعتنيا بتربيته تربية إيمانية، وحينما ناهز البلوغ، وتزامنا مع توسع عمليات المجاهدين في غرب إفريقية، ألقى الله تعالى في قلبه حب الجهاد والمجاهدين، ودعوتهم إلى التوحيد وتحكيم الشريعة ونبذ الشرك ومنه الديمقراطية والبراءة من الطواغيت بجميع رؤوسهم وأذنابهم، وهي بالذات الأمور التي حفزته للقفز إلى صفوف المجاهدين والانضمام إليهم.

التحق أبو خالد بركب المجاهدين في عام 1435 هـ قبل بضعة أشهر من إعلان دولة الخلافة -أعزها الله-، وظل مع المجاهدين فردا من أفرادهم يصول معهم حيث صالوا ويجول حيث جالوا.

- في ديوان الدعوة:

بينما كان أبو خالد تقبله الله بين المجاهدين يشهد معهم المعارك، ظهر للقاصي والداني علو همته وحزمه، إذ كان أكبر همه نصرة دينه ونفع إخوانه، ما رشّحه لتولي كثير من المهام الجهادية، حتى غدا كالنخلة تؤتي أكلها كل حين كما وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- المؤمن، وكان من بين المهام التي أوكلت إليه تعليم الأشبال وتنشئتهم تنشئة دينية على صعوبة ذلك، وفي نفس الوقت كان إماما يؤم الناس في الجماعات، فكان يجمع بين النزول إلى مواطن الرجال وميادين الأبطال وبين تعليم القرآن، فكان بحق داعيا إلى الله تعالى بسنانه ولسانه.

ظل أبو خالد يقاتل ويتعلم ويُعلّم إلى أن بايع المجاهدون الخليفة القرشي أبا بكر الحسيني -تقبله الله- وقامت ولاية غرب إفريقية وتم تطبيق النظم والتوجيهات التي أملتها الدولة الإسلامية على سائر ولاياتها ومنها الدواوين، فانتُدب الأخ أبو خالد حينها ليكون عضوا في ديوان الدعوة والمساجد لما لاح لأمرائه من جدارته بالعمل في هذا المضمار المهم، فحدِّث عن جهده الدعوي ولا حرج، فقد كان يتنقل بين المراكز والبلدان والقرى ومجامع الناس يعظهم ويعلمهم واجبات دينهم ويحرضهم على الجهاد، بل كان يحرض المجاهدين على الثبات عند اقتراب ساعة الصفر في الغزو، فلم يتوقف عن القتال اشتغالا بالدعوة؛ أسوته وقدوته في ذلك نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، في الجمع بين الكتاب والسيف، وقد استطاع -بفضل الله تعالى- استمالة كثير من الشباب واستقطابهم وجذبهم إلى صفوف المجاهدين بأسلوبه المميز ولسانه الفصيح الذرب الذي وهبه الله إياه، وبينما كان يصول ويجول في ميدان الدعوة تم نقله للعمل في المكتب الأمني وتعيينه مسؤولا للمكتب في إحدى مناطق ولاية غرب إفريقية، فكان يمارس عمله قائما بالقسط لا يخاف في الله لومة لائم كما شهد له بذلك إخوانه.


▫️ المصدر: قصة شهيد - صحيفة النبأ - أبو خالد الحمادي -تقبله الله-
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 467
الخميس 28 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

▫️ مجاهد ومعلّم.. أبو خالد الحمادي -تقبله الله- [قصة شهيد] - صفاته وأخلاقه: امتن الله تعالى ...

▫️ مجاهد ومعلّم.. أبو خالد الحمادي -تقبله الله-
[قصة شهيد]

- صفاته وأخلاقه:

امتن الله تعالى على الأخ أبي خالد بأخلاق دمثة وخصال حميدة، ما أكسبه محبة إخوانه ورفاق دربه.

أما عن معاملته مع إخوانه فقد كان كثير التبسم في وجه إخوانه طلق المحيا أمامهم يرحم صغيرهم ويوقر كبيرهم ويواسي مبتلاهم، كما كان كثير الجود في الغنى والفقر، حيث شهد له بعض إخوانه أنه كان يقضي حوائجهم بمجرد ما يلاحظ ذلك دون أن يبوحوا بها، وقد شُهد للأخ أبي خالد بصبره في البلاء صبرا يثنى على صاحبه، فقد نال حظه من البلاء في عيشه حينما كان معلما للأشبال ومرض بعض أهله وولده وهو في ذلك الوقت شديد الفقر، فكان يسعى في كسب ما يقضي به حوائجه دون البوح بمشكلته لأحد، إلى أن جلى الله عنه الغمة، ولم يثنه ما أصابه عن نصرة دينه أو يحط من عزمه أو يفت في عضده تقبله الله تعالى، كما عُرف بكثرة قراءة القرآن الكريم، غاديا رائحا يتفيأ ظلال آيات الرحمن، في حل كان أو ترحال.

- قائدا عسكريا في (كرينوا):

كما كان مثالا يحتذى في السمع والطاعة والنصح لأمرائه، محبا للحق ودائرا معه حيث دار لا يخاف لومة لائم.

كذلك كان قوي البنية يتمتع بلياقة بدنية عالية، أضف إلى ذلك حزمه وعزمه في الأمور ما جعل أمراءه يضعون فيه الأمل والثقة في إنجاز كثير من المهام، حتى انتهى به المطاف أن عين قائدا للجند في منطقة (كرينوا)، حيث قاد كثيرا من المعارك بنفسه واستبسل فيها وألقى نفسه في المخاطر حاملا روحه في كفه، وقد كان إقدامه سببا في فتح كثير من الثكنات بفضل الله تعالى، وقد برز عزمه وشجاعته في الغزوة الموحدة الأخيرة: (واقتلوهم حيث ثقفتموهم)، حيث داهم بنفسه على رأس المفارز الأمنية عددا من أوكار النصارى والمرتدين وفلق رؤوسهم، كما كان شديد الاعتناء بتربية الجنود وعبادتهم، يكثر من تذكيرهم ووعظهم سعيا في تعليق قلوب المجاهدين بربهم سبحانه، وتمتين علاقتهم بخالقهم، إذ هو الناصر والمعين.

- همة عالية:

في الأيام الأخيرة التي سبقت مقتله، ازدادت همته وأصبح لا شيء يوقفه ولا يعرف للتعب معنى في حسابه، فخلال الحملات الأخيرة للمرتدين على منطقة (كرينوا) كان أبو خالد يقود ويتقدم الصفوف في المعارك الدائرة مع الكافرين، ولم يزل الإخوة يظنون أنه لن يخرج من معركة يخوضها لما يلقي بنفسه وسط المعامع إذا حمي الوطيس، حتى أصيب بطلقة (دوشكا) في أحد أضلاعه، وحينها أجبره أمراؤه على أن يعود للعلاج ويأخذ قسطا من الراحة، فأعيد للبيت على كره منه، وفي يوم من الأيام تقدم المرتدون على حساب المجاهدين في أحد المحاور، وإذ بصوت أبي خالد في الجهاز اللاسلكي يدير ويوجه مجموعات المجاهدين، فتفاجأ الإخوة وقد كانوا يظنون أنه ما يزال في المنزل حيث لم يتماثل للشفاء بعد، وما هي إلا دقائق حتى شوهد أبو خالد في الصفوف يقاتل جنبا إلى جنب مع إخوانه رغم إصابته تلك، فلم يزل يصول ويجول حتى هزم الله المرتدين وقد اندمل جرحه وقارب الانتعاش في ساحات الوغى ولم يرض بأن يبقى أسير الفراش وهو يرى الأعداء يحاولون استباحة أرض الإسلام وتدنيس حرمات المسلمين.

- مقتله تقبله الله:

لم يزل أبو خالد كما كان كلما استعصت ثكنة أو تعسر فتحها، خرج على رأس الجند لغزوها، وللدور الذي يؤديه في تثبيت عزيمة المجاهدين وتحريضهم بالقول والفعل جعل كثيرا من الإخوة يستبشرون بمجرد رؤيته في أوساطهم في الغزو، فكانت ثكنة بلدة (إيزغي) الكاميرونية صعبة الغزو لطبيعة التضاريس مع كثافة الأعشاب التي تحجب بعض أجزاء الطريق وما حول الثكنة بحيث لا يرى المهاجم ما يكون أمامه، فخرج على رأس الجند لغزوها كما ذلك دأبه وديدنه بعد تذكرة وتحريض، فكتب الله للمجاهدين النصر وجعل فتح الثكنة والسيطرة عليها من نصيبهم، فقام بتوجيه الإخوة بالإسراع في إخلاء الغنائم إلى مناطق آمنة تحسبا للمدد الذي قد يصل لمؤازرة المرتدين، وانتدب نفسه وبعض مرافقيه لحراسة الإخوة وصد المدد والاشتباك معهم إذا ما قدم، وبالفعل قدم مدد العدو كما كان يتوقع، فلم يتوانَ ولم يتراجع وانبرى يصد عن إخوانه ويغطي انسحابهم، فثبت وقاتل قتال المستميت حتى أصيب إصابة بالغة جعلت مرافقيه يخلونه من ساحة المعركة، وقبل وصولهم إلى مواقع إخوانهم فاضت روحه إلى باريها بعد أن فدى إخوانه بدمه، نسأله تعالى أن يتقبله ويعلي درجته في عليين.


▫️ المصدر: قصة شهيد - صحيفة النبأ - أبو خالد الحمادي -تقبله الله-
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 467
الخميس 28 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
22 جمادى الآخرة 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً