رؤية نقدية لكتاب تيسير المتشابه اللفظى في القرآن الكريم بقلم : عصام السباعي كتاب لا غنى عنه ...

منذ 2020-05-06
رؤية نقدية لكتاب تيسير المتشابه اللفظى في القرآن الكريم


بقلم : عصام السباعي
كتاب لا غنى عنه لكل قارىء للقرآن الكريم وكل حافظ للقــــــــرآن الكريم وهو مأخوذ عن منظومة (هداية المرتاب) للامام السخاوى تلميذ الامام الشاطبى، حيث يبدأ المؤلف الدكتور محمد بدر الضابط الكتاب بمقدمة رصينة ثم يذكر منهجه في هذا الكتاب ثم يستدرجك دون أن تشعرلتجد نفسك تتجول في عالم الامام السخـــــاوى حيث يشرح نشأته وسيرته وعلاقته بمذهبي الامام مالك والامام الشافعى وكيف أنه كان يفتى على مذهب الامام الشـــــافعى ثم يتجول بك في عالم شيوخ الامام السخاوى ويذكر وفاءه لشيخه الشاطبى ثم يعود ليتهادى
بك في عالم تلاميذه وكيف كان يأتيه طلاب العلم من كل حدب وصوب ثم يعود ليحدثك عن أحاديث العلماء والأئمة عنه كابن كثير وابن خلكان والذهبى والسبكى والسيوطى، ثم يعرج
بك بعد ذلك على مؤلفات الامام السخاوى كالتفسير وشرح الشاطبية والقصــــائد السبع في
مدح النبى (صلى الله عليه وسلم) وغيرها ، ثم يبين كيف استفاد من كتبه اشهر الائمة كأبو شامة في كتابه المرشد الوجيز والقرطبى في تفسيره للقرآن الكريم وبن الجزرى في كثير من كتبه وغيرهم.
ثم يأخذك المؤلف الى ملخص عن الفترة التى عاشها ذلك الامام العظيم وهى فترة وجود الدولة الأيوبية حيث ولد قبل تأثيثها بقليل ومات قبل نهايتها بقليل .
ثم يدلف المؤلف بعد ذلك الى موضوع الكتاب الرئيسى وهو قصيدة الامام السخاوى التى نظم فيها المتشابه اللفظى في القران الكريم فيبدأ بتعريف المتشابه اللفظى ثم يدلف الى المواضع المتشابهة مبتدءا بـ (باب الهمزة)فيكون الموضع الأول قوله تعالى في سورة البقرة(59)
( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون)ويذكر الآية التى تتشابه معها في سورة الأعراف (162) ( فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذى قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون) ،وموضع التشابه ( فأنزلنا ) في البقرة و(فأرسلنا) في الأعراف ولا يكتفى بذكر موضع التشابه وانما يزيدك معرفة بتوجيه التشابه فيذكر لك أن سورة البقرة جاءت بخطاب من المولى فيه تذكير بالنعم فكانت الفاظها الين ( رغدا – فأنزلنا – يفسقون) ، اما سورة الأعـــــراف فهى تقص مافعلوه ففيها توبيخ لهم فألفاظها أشد (فأرسلنا – يظلمون)
كذلك من أوجه التشابه( يجرى الى اجل مسمى) بسورة لقمان(29) و( يجرى لأجل مسمى) بسور الرعد وفاطر والزمر ففى لقمان يجرى لتحقيق أمر الله وهونهاية الخلق (القيامة) ، واما يجرى لأجل بدون حرف الجر( الى) أي لا يزال يجرى حتى ياتى الى اخر وقت جريه المسمى له .
كذلك أورد في باب (الباء) التشابه بين (ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين) البقرة8 ، (ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) النساء38 ، (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) التوبة29 هذه المواضع الثلاث ذكر فيها الــباء (باليوم) تشابهت مع غيرها ولكن بعد حذف الباء مثل (انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الآخر0)التوبة18 فأوضح هذا الاعجاز العلمى ودقة الألفاظ في القران الكريم فالمواضع التى اثبتت فيها الباء تتحدث عن المنافقين او الكافرين ، اما التى حذفت منها الباء فتتحدث عن المؤمنين ، وعلى هذا المنوال أتم المؤلف كتابه بالحديث عن المتشابهات التى تختص بحرف الهمزة ثم ثناها بحرف الباء وبه ختم كتابه على وعد بان يتحدث في الكتب التالية عن باقى المتشابهات حسب الترتيب الأبجدى وقد أبدع المؤلف في شرحه للقصيدة السخاوية مع التعليق الموجز الموضح لأسرار وبلاغة اللفظ القرآنى فأسأل الله العظيم أن يجعل ذلك في ميزان حسناته وأن يستفيد المسلم القارىء في اجلاء ما غاب عنه من المعانى وان يستفيد حافظ القران بتثبيت حفظه حينما يدرك عظمة الفاظ القرآن ويدرك الحكمة في تشابه بعض الألفاظ والآيات في القرآن الكريم
. [email protected]
  • 1
  • 0
  • 31

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً