( سنوات الجوع والعطش المستقبلية بين تقاريرهم ومروياتنا ) تشير العديد من التقارير إلى ان ...
منذ 2020-06-07
( سنوات الجوع والعطش المستقبلية بين تقاريرهم ومروياتنا )
تشير العديد من التقارير إلى ان الاقتصاد العالمي سينهار مستقبلا ، مما ينتج عنه شح الموارد الاقتصادية وندرة المياة ، الأمر الذي سيضطر البشرية لخوض المعارك الشديدة ، بغية السيطرة على أكبر قدر ممكن من تلك الموارد .
والسؤال : هل نجد في شرعنا ما يؤيد تلك التقارير ؟
نقول : إن الناظر في أحاديث فتن وملاحم آخر الزمن ، ليجد أن تلك الأحاديث تصف الحال بكل وضوح ، بأنه حال بؤس وشدة في المؤنة ، وأن الجوع والعطش سيخيم على الناس فيه ، ولا سيما تلك السنوات التي تسبق خروج المسيح الدجال ... ومن تلك الأحاديث ما يلي :
- عن أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم ذكر عندها الدجال فقال : إن قبل خروجه ثلاث أعوام تمسك السماء في العام الأول ثلث قطرها و الأرض ثلث نباتها و العام الثاني تمسك السماء ثلثي قطرها و الأرض ثلثي نباتها و العام الثالث تمسك السماء قطرها و الأرض نباتها حتى لا يبقى ذات ضرس و لا ذات ظلف إلا مات قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل، والتكبير، والتسبيح، والتحميد، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام). رواه الطبراني وأبو داود الطيالسي .
- وعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان أكثر خطبته عن الدجال وحذرناه إلى أن قال: وإن قبل خروجه ثلاث سنوات شدائد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله فقيل ما يعيش الناس في ذلك الزمان قال التهليل والتسبيح والتكبير والتحميد ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام.. رواه ابن ماجه وابن خزيمة.وصححه الألباني.
- وفي حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم الداري رضي الله عنه مع الدجال حيث قال الدجال لتميم وأصحابه :
فقال: أخبروني عن نخل بيسان .قلنا: عن أي شأنها تستخبر ؟قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟قلنا له : نعم . قال: أما إنه يوشك أن لا تثمر .قال : أخبروني عن بحيرة طبرية .قلنا : عن أي شأنها تستخبر؟قال : هل فيها ماء ؟قالوا : هي كثيرة الماء .قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب .قال : أخبروني عن عين زغر.قالوا : عن أي شأنها تستخبر ؟قال : هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين ؟قلنا له : نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها… رواه مسلم
- وعند أحمد : وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق، فيبعثون سرحاً لهم، فيصاب سرحهم، فيشتد ذلك عليهم، وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد، حتى أن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله.
فبينما هم كذلك؛ إذ نادى مناد من السحر: يا أيها الناس! أتاكم الغوث (ثلاثاً). فيقول بعضهم لبعض: إن هذا لصوت رجل شبعان!
وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر .. ) .
وكذلك يستفاد من الأحاديث الصحيحة في كون الدجال معه جبال الخبز وأنهار المياه .. فيفتتن بها الناس وكونهم يفتتون بها يدل على أن هناك جوعا وعطشا قد لحقهم إذ لو كانوا شبعانيين ريانيين لما افتتنوا بها !!
وهذا الجوع والشدة في المعاش سيشترك فيها الجميع الصالح والطالح قبل خروج الدجال أما بعد خروجه فسيختص به المسلمون الثابتون على دينهم ويزول عن أتباع الدجال كما يدل عليه حديث جابر عن الدجال وفيه : وَمَعَهُ جِبَالٌ مِنْ خُبْزٍ وَخُضْرَةٍ يَسِيرُ بِهَا فِي النَّاسِ ، وَالنَّاسُ فِي جَهْدٍ ، إِلا مَنِ اتَّبَعَهُ . رواه الطحاوي في مشكل الأثار .
كل هذه الأحاديث تفيد بشدة الجوع والعطش الذي يلحق بالمسلمين حين خروج الدجال .. وهذا يتعارض مع ما ثبت في الاحاديث الصحيحة أن أيام خلافة المهدي والتي تسبق خروج الدجال ستكون أيام خير وبركة ورخاء
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً -يعني حججاً-» (أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني).
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل, فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً, يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض, يقسم المال صحاحاً. فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس، قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى، ويسعهم عدله, حتى يأمر منادياً فينادي، فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول: ائت السدان يعني الخازن فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: أحث, حتى إذا جعله في حجرة وأبرزه ندم, فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفساً، أو عجز عني ما وسعهم، قال: فيرده، فلا يقبل منه، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده، أوقال: لا خير في الحياة بعده)) رواه الامام أحمد وقال الهيثمي رجاله ثقات .
فكيف نجمع بين هذه الاحاديث وبين تلك التي تقول بأن الأيام التي يخرج فيها الدجال والتي هي من أيام خلافة المهدي قطعاً ستكون أيام جوع وعطش ؟؟
فنقول يمكن توجيه ذلك بما يلي :
الأول : أن زمن المهدي في عمومه زمن خير ورخاء ولا يمنع وجود الشدة والبأساء شأنه كشأن عهد خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث كان في عمومه عهد رخاء مع وجود بعض الشدة والجوع أحياناً كعام الرمادة مثلاً ..
الثاني : أن هذا الجوع والعطش يكون في نهاية خلافة المهدي وخروج الدجال وأما قبلها فيكون المسلمين ومنذ بداية ظهور المهدي في سنوات الرخاء والسؤدد .
الثالث وهو الأقرب : أن سنوات الشدة ستكون في بداية خلافة المهدي والتي يخرج فيها الدجال وهذا من التمحيص والاختبار لأولياء الله الصادقين ثم يفرج الله عنهم وتأتيهم سنوات الخير والدعة كالذي حصل للصحابة الكرام في بداية الاسلام من الشدة في المعاش ثم فتح الله عليهم بالفتوحات والغنائم ومما يؤيد هذا التوجيه أمران :
1- أن من أسباب افتتان الناس بالدجال هو ما يجدونه من الجوع والعطش ولهذا ناسب أن يأتي معه بجبال الخبز واللحم وأنهار الماء كما تقدم معنا . فيظل حالهم على هذا إلى أن يُقتل الدجال ويقضى على فتنته ثم يأتيهم الفرج كما يدل عليه الأمر الآتي .
2- أنه ثبت في الأحاديث الصحيحة أن زمن المسيح عيسى بن مريم هو زمن الرخاء والهناء والذي يبتدأ بمقتل الدجال والذي هو من أيام خلافة المهدي عليه السلام كما تفيده الأحاديث التالية :
ففي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان في قصة الدجال وبعد أن يقتله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام قال عليه الصلاة والسلام : ... ثم يقال للأرض أنبتي تمرتك وردي بركتك، فيومئذٍ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل -اللبن- حتى إن اللقحة من الإبل، - وهي قريبة العهد بالولادة - لتكفي الفئام من الناس،- والفئام هي الجماعة الكثيرة - ، واللقحة من البقر تكفي الفخذ،- وهم الجماعة من الأقارب وهم دون البطن، والبطن دون القبيلة -، والشاة من الغنم تكفي أهل البيت.
وروى مسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة. قال: فيجيء القاتل، فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع، فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق، فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئاً.
وروى مسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لينزلن عيسى ابن مريم حكماً وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد".
ومما يؤيد هذا التوجيه أيضاً حديث عبد الله بن بشر مرفوعاً: "بين الْمُلْحَمَةِ وفَتْحِ الْمدينة سِتُ سنِيْن، ويَخْرُجُ الدّجّال في السّابِعَة". رواه أبوداود .
ووجه الاستشهاد من هذا الحديث أن المدة التي ستكون بين الملحمة والتي تقع في بداية خلافة المهدي وبين خروج الدجال ست سنين . وهذا يفيد بأن سنوات الشدة ستكون في أوائل خلافة المهدي وأن آخرها سيكون مدة رخاء وهناء لأنه قد ثبت أن خلافة المهدي ستمتد إلى تسع سنين فإذا كان الدجال قد خرج في السابعة فقد بقي من حقبة المهدي سنتان أو ثلاث وهي سنوات الرخاء والتي تكون أيضاً من أيام المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وهي أيام السؤدد والرخاء بالنسبة للمسلمين كما تقدم معنا . والله أعلم
كتبه / يوسف الشبيلي
تشير العديد من التقارير إلى ان الاقتصاد العالمي سينهار مستقبلا ، مما ينتج عنه شح الموارد الاقتصادية وندرة المياة ، الأمر الذي سيضطر البشرية لخوض المعارك الشديدة ، بغية السيطرة على أكبر قدر ممكن من تلك الموارد .
والسؤال : هل نجد في شرعنا ما يؤيد تلك التقارير ؟
نقول : إن الناظر في أحاديث فتن وملاحم آخر الزمن ، ليجد أن تلك الأحاديث تصف الحال بكل وضوح ، بأنه حال بؤس وشدة في المؤنة ، وأن الجوع والعطش سيخيم على الناس فيه ، ولا سيما تلك السنوات التي تسبق خروج المسيح الدجال ... ومن تلك الأحاديث ما يلي :
- عن أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم ذكر عندها الدجال فقال : إن قبل خروجه ثلاث أعوام تمسك السماء في العام الأول ثلث قطرها و الأرض ثلث نباتها و العام الثاني تمسك السماء ثلثي قطرها و الأرض ثلثي نباتها و العام الثالث تمسك السماء قطرها و الأرض نباتها حتى لا يبقى ذات ضرس و لا ذات ظلف إلا مات قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل، والتكبير، والتسبيح، والتحميد، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام). رواه الطبراني وأبو داود الطيالسي .
- وعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان أكثر خطبته عن الدجال وحذرناه إلى أن قال: وإن قبل خروجه ثلاث سنوات شدائد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله فقيل ما يعيش الناس في ذلك الزمان قال التهليل والتسبيح والتكبير والتحميد ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام.. رواه ابن ماجه وابن خزيمة.وصححه الألباني.
- وفي حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم الداري رضي الله عنه مع الدجال حيث قال الدجال لتميم وأصحابه :
فقال: أخبروني عن نخل بيسان .قلنا: عن أي شأنها تستخبر ؟قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟قلنا له : نعم . قال: أما إنه يوشك أن لا تثمر .قال : أخبروني عن بحيرة طبرية .قلنا : عن أي شأنها تستخبر؟قال : هل فيها ماء ؟قالوا : هي كثيرة الماء .قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب .قال : أخبروني عن عين زغر.قالوا : عن أي شأنها تستخبر ؟قال : هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين ؟قلنا له : نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها… رواه مسلم
- وعند أحمد : وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق، فيبعثون سرحاً لهم، فيصاب سرحهم، فيشتد ذلك عليهم، وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد، حتى أن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله.
فبينما هم كذلك؛ إذ نادى مناد من السحر: يا أيها الناس! أتاكم الغوث (ثلاثاً). فيقول بعضهم لبعض: إن هذا لصوت رجل شبعان!
وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر .. ) .
وكذلك يستفاد من الأحاديث الصحيحة في كون الدجال معه جبال الخبز وأنهار المياه .. فيفتتن بها الناس وكونهم يفتتون بها يدل على أن هناك جوعا وعطشا قد لحقهم إذ لو كانوا شبعانيين ريانيين لما افتتنوا بها !!
وهذا الجوع والشدة في المعاش سيشترك فيها الجميع الصالح والطالح قبل خروج الدجال أما بعد خروجه فسيختص به المسلمون الثابتون على دينهم ويزول عن أتباع الدجال كما يدل عليه حديث جابر عن الدجال وفيه : وَمَعَهُ جِبَالٌ مِنْ خُبْزٍ وَخُضْرَةٍ يَسِيرُ بِهَا فِي النَّاسِ ، وَالنَّاسُ فِي جَهْدٍ ، إِلا مَنِ اتَّبَعَهُ . رواه الطحاوي في مشكل الأثار .
كل هذه الأحاديث تفيد بشدة الجوع والعطش الذي يلحق بالمسلمين حين خروج الدجال .. وهذا يتعارض مع ما ثبت في الاحاديث الصحيحة أن أيام خلافة المهدي والتي تسبق خروج الدجال ستكون أيام خير وبركة ورخاء
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطى المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانياً -يعني حججاً-» (أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني).
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل, فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً, يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض, يقسم المال صحاحاً. فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس، قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى، ويسعهم عدله, حتى يأمر منادياً فينادي، فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول: ائت السدان يعني الخازن فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: أحث, حتى إذا جعله في حجرة وأبرزه ندم, فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفساً، أو عجز عني ما وسعهم، قال: فيرده، فلا يقبل منه، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده، أوقال: لا خير في الحياة بعده)) رواه الامام أحمد وقال الهيثمي رجاله ثقات .
فكيف نجمع بين هذه الاحاديث وبين تلك التي تقول بأن الأيام التي يخرج فيها الدجال والتي هي من أيام خلافة المهدي قطعاً ستكون أيام جوع وعطش ؟؟
فنقول يمكن توجيه ذلك بما يلي :
الأول : أن زمن المهدي في عمومه زمن خير ورخاء ولا يمنع وجود الشدة والبأساء شأنه كشأن عهد خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث كان في عمومه عهد رخاء مع وجود بعض الشدة والجوع أحياناً كعام الرمادة مثلاً ..
الثاني : أن هذا الجوع والعطش يكون في نهاية خلافة المهدي وخروج الدجال وأما قبلها فيكون المسلمين ومنذ بداية ظهور المهدي في سنوات الرخاء والسؤدد .
الثالث وهو الأقرب : أن سنوات الشدة ستكون في بداية خلافة المهدي والتي يخرج فيها الدجال وهذا من التمحيص والاختبار لأولياء الله الصادقين ثم يفرج الله عنهم وتأتيهم سنوات الخير والدعة كالذي حصل للصحابة الكرام في بداية الاسلام من الشدة في المعاش ثم فتح الله عليهم بالفتوحات والغنائم ومما يؤيد هذا التوجيه أمران :
1- أن من أسباب افتتان الناس بالدجال هو ما يجدونه من الجوع والعطش ولهذا ناسب أن يأتي معه بجبال الخبز واللحم وأنهار الماء كما تقدم معنا . فيظل حالهم على هذا إلى أن يُقتل الدجال ويقضى على فتنته ثم يأتيهم الفرج كما يدل عليه الأمر الآتي .
2- أنه ثبت في الأحاديث الصحيحة أن زمن المسيح عيسى بن مريم هو زمن الرخاء والهناء والذي يبتدأ بمقتل الدجال والذي هو من أيام خلافة المهدي عليه السلام كما تفيده الأحاديث التالية :
ففي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان في قصة الدجال وبعد أن يقتله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام قال عليه الصلاة والسلام : ... ثم يقال للأرض أنبتي تمرتك وردي بركتك، فيومئذٍ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل -اللبن- حتى إن اللقحة من الإبل، - وهي قريبة العهد بالولادة - لتكفي الفئام من الناس،- والفئام هي الجماعة الكثيرة - ، واللقحة من البقر تكفي الفخذ،- وهم الجماعة من الأقارب وهم دون البطن، والبطن دون القبيلة -، والشاة من الغنم تكفي أهل البيت.
وروى مسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة. قال: فيجيء القاتل، فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع، فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق، فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئاً.
وروى مسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لينزلن عيسى ابن مريم حكماً وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد".
ومما يؤيد هذا التوجيه أيضاً حديث عبد الله بن بشر مرفوعاً: "بين الْمُلْحَمَةِ وفَتْحِ الْمدينة سِتُ سنِيْن، ويَخْرُجُ الدّجّال في السّابِعَة". رواه أبوداود .
ووجه الاستشهاد من هذا الحديث أن المدة التي ستكون بين الملحمة والتي تقع في بداية خلافة المهدي وبين خروج الدجال ست سنين . وهذا يفيد بأن سنوات الشدة ستكون في أوائل خلافة المهدي وأن آخرها سيكون مدة رخاء وهناء لأنه قد ثبت أن خلافة المهدي ستمتد إلى تسع سنين فإذا كان الدجال قد خرج في السابعة فقد بقي من حقبة المهدي سنتان أو ثلاث وهي سنوات الرخاء والتي تكون أيضاً من أيام المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وهي أيام السؤدد والرخاء بالنسبة للمسلمين كما تقدم معنا . والله أعلم
كتبه / يوسف الشبيلي