(الكوكب المذنب وتدمير الغرب، بين مروياتنا وتقاريرهم). هذه الأيام ومع تفاقم فايروس كورونا ...
منذ 2020-06-07
(الكوكب المذنب وتدمير الغرب، بين مروياتنا وتقاريرهم).
هذه الأيام ومع تفاقم فايروس كورونا وتداعياته، يعاد الحديث وبكثرة عن الكوكب المذنب؟
مما جعلني أعيد نشر هذا المقال، والذي نشرته سابقا ضمن مقالات #الدجال_كأنك_تراه:
(الكوكب المذنب وتدمير الغرب .. بين مروياتنا وتقاريرهم)؟
وعلاقته بظهور المهدي وخروج الدجال ؟
كثيرا ما سمعنا وقرأنا لكتاب الغرب ، وهم يتكلمون عن كوكب مدمر سيهبط على الأرض فيدمر جزءا كبيرا منها ، ويدعى ذلك الكوكب بالمذنب واسمه نيبيرو ..
وتعود هذه التسمية إلى الحضارتين القديمتين في الشرق الأوسط وهما ( البابلية والسومرية ) فهم كما يقول بعض الباحثين : أنهم أول من اكتشف ذلك الكوكب وسماه بذلك الإسم ، فأصبحوا بعد ذلك يعظمونه ويقدسونه ويعبدونه .
ثم جاء الكتاب المقدس كما يدعي اليهود و النصارى ، فجعل من ذلك الكوكب مصدر خطر سيحل بالبشرية في آخر الزمان ، ليتم بذلك تطهير الأرض حتى تتهيأ لعودة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام !
جاء في العهد القديم - التوراة - سفر يوئيل ٢، ٢&٣ :
٢: ٢
يوم ظلام وبؤس ويوم غيم وزوابع ، شعب كثير وقوي مع انتشار الصباح على الجبال لم يكن لهذا اليوم مثيل منذ البداية ولن يكون مثله لاجيال واجيال .
٢:٣
قبله نار آكلة مدمرة خلفها لهيب يحترق ، الارض قبله كجنة عدن وبعده برية مهجورة ولن ينجو منه احد .
يقول الروائي باتريك جيريل Patrick Geryl : سينعكس الاتجاه المغناطيسي للقطبين مع اقتراب نيبيرو، وتحل الكوارث المدمرة كالأعاصير والفيضانات والزلازل والبراكين والمجاعة وقد تُنتزع قشرة الأرض .
الأمر الذي جعل منتجي الأفلام الغربية يتنافسون في تجسيد ذلك الحدث المهول ، كالفيلم الهوليوودي « ديب أمباكت » ( التأثير العميق ) حيث صور ذلك الفلم اصتدام جرم فضائي بالأرض، وإحالتها إلى خراب !
ويذهب بعضهم إلى أن موقع سقوط ذلك الكوكب ومكان التدمير ، سيكون على القارة الامريكية وخاصة جزءها الشرقي ، ويستدلون لذلك ببعض الروايات المذكورة في كتب أهل الكتاب ، التي تنص على تدمير مدينة كبرى في آخر الزمان ..ومن أوصافها :
- (الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الأرض وسكر كل سكان الأرض من خمر زناها))
- (لأن تجارك كانوا عظماء الأرض إذ بسحرك ضلت جميع الأمم ) .
وهذه أوصاف تنطبق على امريكا ...!
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل نجد عندنا من الآيات والأحاديث والآثار ما يوافق هذه النظرية ؟
نقول : من حيث العموم نجد أن هناك من الآيات والأحاديث والآثار ما يشير إلى تحقق ذلك ، بغض النظر عن تفاصيله التي يذكرها أهل الكتاب ..
ومن ذلك ما يلي :
- قال الله تعالى في سورة الدخان { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ . يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ . رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ..}
قال الامام ابن كثير رحمه الله في تفسير الدخان المذكور في الآية ، بعد ان ذكر قول ابن مسعود وموافقة جماعة من السلف له بأن المراد بالدخان ما قد وقع لقريش في زمنه صلى الله عليه وسلم نتيجة دعوته عليهم بسنين كسني يوسف.
ثم قال رحمه الله :
وقال آخرون : لم يمض الدخان بعد ، بل هو من أمارات الساعة ، كما تقدم من حديث أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه - قال : أشرف علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غرفة ونحن نتذاكر الساعة ، فقال : " لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها ، والدخان ، والدابة ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج عيسى ابن مريم ، والدجال ، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس - أو : تحشر الناس - : تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا " تفرد بإخراجه مسلم في صحيحه .
وفي الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لابن الصياد : " إني خبأت لك خبأ " قال : هو الدخ . فقال له : " اخسأ فلن تعدو قدرك " قال : وخبأ له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) .
وهذا فيه إشعار بأنه من المنتظر المرتقب ، وابن صياد كاشف على طريقة الكهان بلسان الجان ، وهم يقرطمون العبارة ; ولهذا قال : " هو الدخ " يعني : الدخان . فعندها عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مادته وأنها شيطانية ، فقال له : " اخسأ فلن تعدو قدرك " .
ثم قال ابن جرير : وحدثني عصام بن رواد بن الجراح ، حدثنا أبي ، حدثنا سفيان بن سعيد الثوري ، حدثنا منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن حراش قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن أول الآيات الدجال ، ونزول عيسى ابن مريم ، ونار تخرج من قعر عدن أبين ، تسوق الناس إلى المحشر ، تقيل معهم إذا قالوا ، والدخان - قال حذيفة : يا رسول الله ، وما الدخان ؟ فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ) - يملأ ما بين المشرق والمغرب ، يمكث أربعين يوما وليلة ، أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة ، وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران ، يخرج من منخريه وأذنيه ودبره " .
قال ابن جرير : لو صح هذا الحديث لكان فاصلا وإنما لم أشهد له بالصحة ; لأن محمد بن خلف العسقلاني حدثني أنه سأل روادا عن هذا الحديث : هل سمعه من سفيان ؟ فقال له : لا قال : فقلت : أقرأته عليه ؟ قال : لا قال : فقلت له : فقرئ عليه وأنت حاضر فأقر به ؟ فقال : لا فقلت له : فمن أين جئت به ؟ فقال : جاءني به قوم فعرضوه علي ، وقالوا لي : اسمعه منا . فقرءوه علي ثم ذهبوا به ، فحدثوا به عني ، أو كما قال .
وقد أجاد ابن جرير في هذا الحديث هاهنا ، فإنه موضوع بهذا السند ، وقد أكثر ابن جرير من سياقه في أماكن من هذا التفسير ، وفيه منكرات كثيرة جدا ، ولا سيما في أول سورة " بني إسرائيل " في ذكر المسجد الأقصى ، والله أعلم .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا صفوان ، حدثنا الوليد ، حدثنا خليل ، عن الحسن ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يهيج الدخان بالناس ، فأما المؤمن فيأخذه كالزكمة ، وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه " .
ورواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أبي سعيد الخدري موقوفا . ورواه عوف ، عن الحسن قوله .
وقال ابن جرير أيضا : حدثني محمد بن عوف ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ، حدثني أبي ، حدثني ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن ربكم أنذركم ثلاثا : الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ، ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه والثانية الدابة والثالثة الدجال " .
ورواه الطبراني عن هاشم بن يزيد ، عن محمد بن إسماعيل بن عياش ، به وهذا
إسناد جيد .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال : لم تمض آية الدخان بعد ، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام ، وتنفخ الكافر حتى ينفد .
وروى ابن جرير من حديث الوليد بن جميع ، عن عبد الملك بن المغيرة ، عن عبد الرحمن بن البيلماني ، عن ابن عمر قال : يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكام ، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ ، أي : المشوي على الرضف .
ثم قال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية عن ابن جريج ، عن عبد الله بن أبي مليكة قال : غدوت على ابن عباس ، رضي الله عنهما ، ذات يوم فقال : ما نمت الليلة حتى أصبحت . قلت : لم ؟ قال : قالوا طلع الكوكب ذو الذنب ، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق ، فما نمت حتى أصبحت وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، عن سفيان ، عن عبد الله بن أبي يزيد ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن ابن عباس فذكره . وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن . وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين أجمعين ، مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرهما ، التي أوردناها مما فيه مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة ، مع أنه ظاهر القرآن .
قال الله تعالى : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) أي بين واضح يراه كل أحد . وعلى ما فسر به ابن مسعود ، رضي الله عنه : إنما هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد .
(يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (11)
وهكذا قوله : ( يغشى الناس ) أي : يتغشاهم ويعمهم ، ولو كان أمرا خياليا يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه : ( يغشى الناس ) . انتهى
والخلاصة : أن ما رجحه ابن كثير من كون آية الدخان لم تمضي ، وأنها ستقع مستقبلا وهي من علامات الساعة ، هو الحق الذي تشهد له سياق الايات والاحاديث والاثار كما أورد ذلك رحمه الله .
وبما أن الأمر كذلك فإنه لا يمنع أن يكون ذلك الدخان ، هو المذكور في روايات اهل الكتاب والذي ينتج عن الكوكب المدمر ذي الذنب ، وذلك ما يؤيده تأويل حبر الأمة وترجمان القرءان ابن عباس للدخان بالكوكب المذنب !
- وقال الله تعالى « وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ . النَّجْمُ الثَّاقِبُ »
ورد عن السلف تفسيرهم للطارق بالنجم وهو محل اجماع بينهم على تفسيره بالنجم كما هو ظاهر القرءان ، الا انهم اختلفوا في تحديد ذلك النجم على اقوال اشهرها ثلاثة :
زحل - الثريا - الشهب التي ترمى بها الشياطين .
وزحل معروف عنه انه من اكبر الكواكب ..
الا انهم لم يذكروا ان ذلك له علاقة بآخر الزمان ، حيث ذكروا ان ذلك النجم المشار إليه بالثاقب ، يحصل منه ذلك كل ليلة !
واخذوا ذلك من تسميته بالطارق لانه يطرق ليلا كما يقول القرطبي :
فالطارق : النجم ، اسم جنس ، سمي بذلك ; لأنه يطرق ليلا ، ومنه الحديث : نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطرق المسافر أهله ليلا ، كي تستحد المغيبة ، وتمتشط الشعثة . والعرب تسمي كل قاصد في الليل طارقا . يقال : طرق فلان إذا جاء بليل . وقد طرق يطرق طروقا ، فهو طارق . ولابن الرومي :
يا راقد الليل مسرورا بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
هذا ملخص ماذكره المفسرون عن النجم الطارق ، وعند التأمل نجد أن الله قد عظم هذا النجم فقال ( وما أدراك ما الطارق ) والله سبحانه عندما يقول عن الشيء ( وما أدراك ) فإنه يدل على عظمة ذلك الشيء كما قال عن يوم القيامة معظما له وما يحصل فيه من الاهوال ( الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ) وقال ( الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ) .
ثم إن وصفه سبحانه له بالثاقب؟ فيه دلالة على عظمة ما يحدثه حين الثقب !
وهذا يطابق ما يقال عن الكوكب ذي الذنب . والله اعلم
- ومما يستأنس به في هذا ما ذكره بعض الباحثين حيث قال :
ذكر الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة انه سبحانه ارسل رسلا كثيرة الى اقوامهم لعبادة الله وحده ونبذ الشرك وما كان من هؤلاء الا ان كذبوا الرسل واصروا على اتباع آبائهم ورفضهم عبادة الله وحده ومعاداة ومحاربة رسل الله فأعطاهم الله قوة استدراجا لهم فلما كذبوا وتجبروا وبغوا حقت عليهم كلمة العذاب فأرسل الله عليهم الصيحة وتوعد الله سبحانه ان من يفعل فعلهم ويسير على دربهم فسيلقى مصيرهم واخبر ان مشركي زماننا استحقوا ذلك لانهم نسبوا الى الله الولد تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ولم يكتفوا بذلك بل تجبروا وطغوا وقالوا من اشد منا قوة ولم يكتفوا بذلك بل حاربوا التوحيد والموحدين فحقت عليهم كلمة العذاب فالصيحة قادمة لهم لا محالة اعاذنا الله ونجانا منها وسأذكر ان شاء الله الآيات التي اخبرت اوهددت بان عذاب الامم السابقة واقع بمشركي هذا الزمان او التي ذكرت الصيحة صراحة ومنها :-
1- قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13))]فصلت[
هنا الانذار موجه للكافرين ولا يظن الظان انه كان موجه للمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط وانتهى بعد عهده صلى الله عليه وسلم بدليل قوله تعالى في سورة الكهف(وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)) ولكي نعرف من الذين قالوا اتخذ الله ولدا نقرأ قوله تعالى في سورة التوبة (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30))
وايضا قوله تعالى ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41))اي سننتقم منهم بعد موتك يامحمد (صلى الله عليه وسلم)
وكما اثبتنا ان الخطاب ليس موجه للمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط بل موجه لكل المشركين المتجبرين الطاغين المكذبين المعانديين في كل زمان ومكان انه سيأتيهم العذاب في الدنيا كما فعل باسلافهم سنة الله ولن تجد لسنته تبديلا ولا تحويلا
اذا الصاعقة آتية لليهود والنصارى لأنهم اعرضوا عن التوحيد مثل الامم السابقة وتجبروا وبغوا في الارض ولم يكتفوا بذلك بل يحاربون التوحيد واهله
اذا أي وعيد للمشركين في القرآن بصيحة اوبصاعقة او بعذاب عام في الدنيا معناه ان الصيحة التي عذب الله بها الأمم المتجبرة السابقة مثل عاد وثمود قادمة لمشركي ومتجبري هذا الزمان لانها سنة الله في الذين خلو من قبل وعليه فاالآيات القادمة تؤكد ان الصيحة قادمة.
نلاحظ ايضا في قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوافَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةًمِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍوَثَمُودَ) هنا انذار ان اعرضوا فسوف يأتيهم صاعقة وهذه الصاعقة مثل صاعقةعاد وثمود فهذا تهديد ووعيد مشروط باعراضهم وكما قلنا ليس فقط للمشركين في عهدالنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لكل من اشرك بالله وادعى له الولد - سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا-
اذا فهذا تهديد مشروط فأين الاخبار بأن الصيحة واقعة بهم لامحالة تجده في آيات كثيرة جدا منها قوله تعالى(وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوافَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوامِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51))]سبأ[
قال ابن عباس رضى الله عنه ان هذا عذابهم في الدنيا
لاحظ قوله تعالى (فَزِعُوا) اى اصابهم الفزع من شيء رهيب اذا فهي الصاعقةوالصيحة التي نفزعهم بها ومن ثم نأخذهم فلا مفر ولا مهرب لهم (فَلَا فَوْتَ).
لاحظ ان الكلام هنا ليس تهديدا مشروطا ولكنه اخبار انه واقع بهم لا محالة والكلام واضح بان الله سبحانه يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بحال المشركين وقت الصيحة وكأنه يراه امامه ومعنى كلامه سبحانه اي لو ترى يامحمد حال المشركين اذ ارسلنا عليهم الصاعقة او الصيحة التي هي مثل صاعقة عاد وثمود فأفزعتهم ثم اخذناهم من مكان قريب فلم نغادر منهم احدا .
وايضا في قوله تعالى ((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا(10))] محمد[
لاحظ هنا قوله (دمر الله عليهم) وهذا عقاب الامم السابقة مثل عاد وثمود دمر الله عليهم بالصاعقة او الصيحة ثم يأتي الخبرالمؤكد بأن للكافرين امثال هذا العقاب(وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا)وهذا اخبار وتأكيد بأن الصيحة قادمة ومعجزة قرآنية بأن الله اخبر ان الكفار سوف يعرضوا وسيظلوا على اعراضهم الى ان تأتيهم الصيحة كما جاءت لسابقيهم وهذا اخبار بالغيب ليس مشروطا وانما تأكيد على انه واقع بهم وهذا دليل على ان الصيحة قادمة لا محالة بسبب الذنوب كما في قوله تعالى(فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواذَنُوبًامِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوامِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)) ]الذاريات[
جاء في لسان العرب (من المكتبة الشاملة)ص390
والذَّنُوبُ: الفَرسُ الوافِرُ الذَّنَبِ،والطَّويلُ الذَّنَبِ.
ويومٌ ذَنُوبٌ: طويلُ الذَّنَبِ لَا يَنْقَضي،يَعْنِي طُولَ شَرِّه. وَقَالَ غيرُه: يومٌ ذَنُوبٌ: طَوِيلُ الشَّر لَا يَنْقَضِي، كأَنه طَوِيلُ الذَّنَبِ. وَرَجُلٌ وَقَّاحُ الذَّنَب: صَبُورٌ عَلَى الرُّكُوب. وَقَوْلُهُمْ: عُقَيْلٌ طَويلَةُ الذَّنَبِ، لَمْ يُفَسِّرْهُ ابْنُ الأَعرابي؛قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعِنْدي أَنَّ مَعْنَاهُ: أَنها كَثِيرَةُ رُكُوبِ الْخَيْلِ. وحديثٌ طويلُ الذَّنَبِ: لَا يكادُ يَنْقَضِي، عَلَى المَثَلِ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: المِذْنَبُ الذَّنَبُ الطَّويلُ، والمُذَنِّبُ الضَّبُّ، والذِّنابُ خَيْطٌ يُشَدُّ بِهِ ذَنَبُ البعيرِ إِلى حَقَبِه لئَلَّا يَخْطِرَ بِذَنَبِه،فَيَمْلأَ راكبَه. وذَنَبُ كلِّ شيءٍ: آخرُه، وَجَمْعُهُ ذِنابٌ. والذِّنابُ،بِكَسْرِ الذَّالِ: عَقِبُ كلِّ شيءٍ. وذِنابُ كلِّ شيءٍ: عَقِبُه ومؤَخَّره،بِكَسْرِ الذَّالِ؛ قَالَ: ونأْخُذُ بعدَه بذِنابِ عَيْشٍ ... أَجَبِّ الظَّهْرِ،ليسَ لَهُ سَنامُ.ا.هـ
اتضح من هذا الكلام ان لفظة ذنوب عند العرب تستعمل ايضا لشيء طويل الذنب
لاحظ هذه الآية قوية جدافي ذكر الذنوب وهذه يفسرها قلق ابن عباس من كوكب ذو ذنب وفيما قرأت كثيرا لم اجداحدا ربط بين هذه الآية وهذا الآثر الا الفقير الى الله كاتب الموضوع فالله الحمدوالمنه
2- قوله تعالى (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49))]يس[
هنا يذكر الله سبحانه وتعالى لفظ الصيحة صريحا ويذكر ان المشركين لاينتظرون الا هي فتأمل .
3- قوله تعالى (وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15))]ص[
وهنا ايضا نفس المعنى تأكيدا على ان الكفار لاينتظرون الا الصيحة اعاذنا الله منها
4- قوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42))]قّ ...الخ .
قلت : ويضاف إلى ذلك ما ورد في الاحاديث من وصف الزمان الذي يخرج فيه الدجال ، حيث ذكرت تلك الاحاديث والاثار ، تغيرا رهيبا في أحوال الكون ، على غير عادته المعهودة لدى البشرية ، مما يدل على أن هناك أمرا جللا قد حدث في الكون ، أدى إلى كل تلك التغيرات والتأثيرات !؟
والله أعلم
كتبه / يوسف بن ضيف الله الشبيلي
هذه الأيام ومع تفاقم فايروس كورونا وتداعياته، يعاد الحديث وبكثرة عن الكوكب المذنب؟
مما جعلني أعيد نشر هذا المقال، والذي نشرته سابقا ضمن مقالات #الدجال_كأنك_تراه:
(الكوكب المذنب وتدمير الغرب .. بين مروياتنا وتقاريرهم)؟
وعلاقته بظهور المهدي وخروج الدجال ؟
كثيرا ما سمعنا وقرأنا لكتاب الغرب ، وهم يتكلمون عن كوكب مدمر سيهبط على الأرض فيدمر جزءا كبيرا منها ، ويدعى ذلك الكوكب بالمذنب واسمه نيبيرو ..
وتعود هذه التسمية إلى الحضارتين القديمتين في الشرق الأوسط وهما ( البابلية والسومرية ) فهم كما يقول بعض الباحثين : أنهم أول من اكتشف ذلك الكوكب وسماه بذلك الإسم ، فأصبحوا بعد ذلك يعظمونه ويقدسونه ويعبدونه .
ثم جاء الكتاب المقدس كما يدعي اليهود و النصارى ، فجعل من ذلك الكوكب مصدر خطر سيحل بالبشرية في آخر الزمان ، ليتم بذلك تطهير الأرض حتى تتهيأ لعودة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام !
جاء في العهد القديم - التوراة - سفر يوئيل ٢، ٢&٣ :
٢: ٢
يوم ظلام وبؤس ويوم غيم وزوابع ، شعب كثير وقوي مع انتشار الصباح على الجبال لم يكن لهذا اليوم مثيل منذ البداية ولن يكون مثله لاجيال واجيال .
٢:٣
قبله نار آكلة مدمرة خلفها لهيب يحترق ، الارض قبله كجنة عدن وبعده برية مهجورة ولن ينجو منه احد .
يقول الروائي باتريك جيريل Patrick Geryl : سينعكس الاتجاه المغناطيسي للقطبين مع اقتراب نيبيرو، وتحل الكوارث المدمرة كالأعاصير والفيضانات والزلازل والبراكين والمجاعة وقد تُنتزع قشرة الأرض .
الأمر الذي جعل منتجي الأفلام الغربية يتنافسون في تجسيد ذلك الحدث المهول ، كالفيلم الهوليوودي « ديب أمباكت » ( التأثير العميق ) حيث صور ذلك الفلم اصتدام جرم فضائي بالأرض، وإحالتها إلى خراب !
ويذهب بعضهم إلى أن موقع سقوط ذلك الكوكب ومكان التدمير ، سيكون على القارة الامريكية وخاصة جزءها الشرقي ، ويستدلون لذلك ببعض الروايات المذكورة في كتب أهل الكتاب ، التي تنص على تدمير مدينة كبرى في آخر الزمان ..ومن أوصافها :
- (الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الأرض وسكر كل سكان الأرض من خمر زناها))
- (لأن تجارك كانوا عظماء الأرض إذ بسحرك ضلت جميع الأمم ) .
وهذه أوصاف تنطبق على امريكا ...!
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل نجد عندنا من الآيات والأحاديث والآثار ما يوافق هذه النظرية ؟
نقول : من حيث العموم نجد أن هناك من الآيات والأحاديث والآثار ما يشير إلى تحقق ذلك ، بغض النظر عن تفاصيله التي يذكرها أهل الكتاب ..
ومن ذلك ما يلي :
- قال الله تعالى في سورة الدخان { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ . يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ . رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ..}
قال الامام ابن كثير رحمه الله في تفسير الدخان المذكور في الآية ، بعد ان ذكر قول ابن مسعود وموافقة جماعة من السلف له بأن المراد بالدخان ما قد وقع لقريش في زمنه صلى الله عليه وسلم نتيجة دعوته عليهم بسنين كسني يوسف.
ثم قال رحمه الله :
وقال آخرون : لم يمض الدخان بعد ، بل هو من أمارات الساعة ، كما تقدم من حديث أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه - قال : أشرف علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غرفة ونحن نتذاكر الساعة ، فقال : " لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها ، والدخان ، والدابة ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وخروج عيسى ابن مريم ، والدجال ، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس - أو : تحشر الناس - : تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا " تفرد بإخراجه مسلم في صحيحه .
وفي الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لابن الصياد : " إني خبأت لك خبأ " قال : هو الدخ . فقال له : " اخسأ فلن تعدو قدرك " قال : وخبأ له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) .
وهذا فيه إشعار بأنه من المنتظر المرتقب ، وابن صياد كاشف على طريقة الكهان بلسان الجان ، وهم يقرطمون العبارة ; ولهذا قال : " هو الدخ " يعني : الدخان . فعندها عرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مادته وأنها شيطانية ، فقال له : " اخسأ فلن تعدو قدرك " .
ثم قال ابن جرير : وحدثني عصام بن رواد بن الجراح ، حدثنا أبي ، حدثنا سفيان بن سعيد الثوري ، حدثنا منصور بن المعتمر ، عن ربعي بن حراش قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن أول الآيات الدجال ، ونزول عيسى ابن مريم ، ونار تخرج من قعر عدن أبين ، تسوق الناس إلى المحشر ، تقيل معهم إذا قالوا ، والدخان - قال حذيفة : يا رسول الله ، وما الدخان ؟ فتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ) - يملأ ما بين المشرق والمغرب ، يمكث أربعين يوما وليلة ، أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة ، وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران ، يخرج من منخريه وأذنيه ودبره " .
قال ابن جرير : لو صح هذا الحديث لكان فاصلا وإنما لم أشهد له بالصحة ; لأن محمد بن خلف العسقلاني حدثني أنه سأل روادا عن هذا الحديث : هل سمعه من سفيان ؟ فقال له : لا قال : فقلت : أقرأته عليه ؟ قال : لا قال : فقلت له : فقرئ عليه وأنت حاضر فأقر به ؟ فقال : لا فقلت له : فمن أين جئت به ؟ فقال : جاءني به قوم فعرضوه علي ، وقالوا لي : اسمعه منا . فقرءوه علي ثم ذهبوا به ، فحدثوا به عني ، أو كما قال .
وقد أجاد ابن جرير في هذا الحديث هاهنا ، فإنه موضوع بهذا السند ، وقد أكثر ابن جرير من سياقه في أماكن من هذا التفسير ، وفيه منكرات كثيرة جدا ، ولا سيما في أول سورة " بني إسرائيل " في ذكر المسجد الأقصى ، والله أعلم .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا صفوان ، حدثنا الوليد ، حدثنا خليل ، عن الحسن ، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يهيج الدخان بالناس ، فأما المؤمن فيأخذه كالزكمة ، وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه " .
ورواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أبي سعيد الخدري موقوفا . ورواه عوف ، عن الحسن قوله .
وقال ابن جرير أيضا : حدثني محمد بن عوف ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ، حدثني أبي ، حدثني ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن ربكم أنذركم ثلاثا : الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ، ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه والثانية الدابة والثالثة الدجال " .
ورواه الطبراني عن هاشم بن يزيد ، عن محمد بن إسماعيل بن عياش ، به وهذا
إسناد جيد .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال : لم تمض آية الدخان بعد ، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام ، وتنفخ الكافر حتى ينفد .
وروى ابن جرير من حديث الوليد بن جميع ، عن عبد الملك بن المغيرة ، عن عبد الرحمن بن البيلماني ، عن ابن عمر قال : يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكام ، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ ، أي : المشوي على الرضف .
ثم قال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية عن ابن جريج ، عن عبد الله بن أبي مليكة قال : غدوت على ابن عباس ، رضي الله عنهما ، ذات يوم فقال : ما نمت الليلة حتى أصبحت . قلت : لم ؟ قال : قالوا طلع الكوكب ذو الذنب ، فخشيت أن يكون الدخان قد طرق ، فما نمت حتى أصبحت وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، عن سفيان ، عن عبد الله بن أبي يزيد ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن ابن عباس فذكره . وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن . وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين أجمعين ، مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرهما ، التي أوردناها مما فيه مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة ، مع أنه ظاهر القرآن .
قال الله تعالى : ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) أي بين واضح يراه كل أحد . وعلى ما فسر به ابن مسعود ، رضي الله عنه : إنما هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد .
(يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (11)
وهكذا قوله : ( يغشى الناس ) أي : يتغشاهم ويعمهم ، ولو كان أمرا خياليا يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه : ( يغشى الناس ) . انتهى
والخلاصة : أن ما رجحه ابن كثير من كون آية الدخان لم تمضي ، وأنها ستقع مستقبلا وهي من علامات الساعة ، هو الحق الذي تشهد له سياق الايات والاحاديث والاثار كما أورد ذلك رحمه الله .
وبما أن الأمر كذلك فإنه لا يمنع أن يكون ذلك الدخان ، هو المذكور في روايات اهل الكتاب والذي ينتج عن الكوكب المدمر ذي الذنب ، وذلك ما يؤيده تأويل حبر الأمة وترجمان القرءان ابن عباس للدخان بالكوكب المذنب !
- وقال الله تعالى « وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ . النَّجْمُ الثَّاقِبُ »
ورد عن السلف تفسيرهم للطارق بالنجم وهو محل اجماع بينهم على تفسيره بالنجم كما هو ظاهر القرءان ، الا انهم اختلفوا في تحديد ذلك النجم على اقوال اشهرها ثلاثة :
زحل - الثريا - الشهب التي ترمى بها الشياطين .
وزحل معروف عنه انه من اكبر الكواكب ..
الا انهم لم يذكروا ان ذلك له علاقة بآخر الزمان ، حيث ذكروا ان ذلك النجم المشار إليه بالثاقب ، يحصل منه ذلك كل ليلة !
واخذوا ذلك من تسميته بالطارق لانه يطرق ليلا كما يقول القرطبي :
فالطارق : النجم ، اسم جنس ، سمي بذلك ; لأنه يطرق ليلا ، ومنه الحديث : نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطرق المسافر أهله ليلا ، كي تستحد المغيبة ، وتمتشط الشعثة . والعرب تسمي كل قاصد في الليل طارقا . يقال : طرق فلان إذا جاء بليل . وقد طرق يطرق طروقا ، فهو طارق . ولابن الرومي :
يا راقد الليل مسرورا بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
هذا ملخص ماذكره المفسرون عن النجم الطارق ، وعند التأمل نجد أن الله قد عظم هذا النجم فقال ( وما أدراك ما الطارق ) والله سبحانه عندما يقول عن الشيء ( وما أدراك ) فإنه يدل على عظمة ذلك الشيء كما قال عن يوم القيامة معظما له وما يحصل فيه من الاهوال ( الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ) وقال ( الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ) .
ثم إن وصفه سبحانه له بالثاقب؟ فيه دلالة على عظمة ما يحدثه حين الثقب !
وهذا يطابق ما يقال عن الكوكب ذي الذنب . والله اعلم
- ومما يستأنس به في هذا ما ذكره بعض الباحثين حيث قال :
ذكر الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة انه سبحانه ارسل رسلا كثيرة الى اقوامهم لعبادة الله وحده ونبذ الشرك وما كان من هؤلاء الا ان كذبوا الرسل واصروا على اتباع آبائهم ورفضهم عبادة الله وحده ومعاداة ومحاربة رسل الله فأعطاهم الله قوة استدراجا لهم فلما كذبوا وتجبروا وبغوا حقت عليهم كلمة العذاب فأرسل الله عليهم الصيحة وتوعد الله سبحانه ان من يفعل فعلهم ويسير على دربهم فسيلقى مصيرهم واخبر ان مشركي زماننا استحقوا ذلك لانهم نسبوا الى الله الولد تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ولم يكتفوا بذلك بل تجبروا وطغوا وقالوا من اشد منا قوة ولم يكتفوا بذلك بل حاربوا التوحيد والموحدين فحقت عليهم كلمة العذاب فالصيحة قادمة لهم لا محالة اعاذنا الله ونجانا منها وسأذكر ان شاء الله الآيات التي اخبرت اوهددت بان عذاب الامم السابقة واقع بمشركي هذا الزمان او التي ذكرت الصيحة صراحة ومنها :-
1- قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13))]فصلت[
هنا الانذار موجه للكافرين ولا يظن الظان انه كان موجه للمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط وانتهى بعد عهده صلى الله عليه وسلم بدليل قوله تعالى في سورة الكهف(وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)) ولكي نعرف من الذين قالوا اتخذ الله ولدا نقرأ قوله تعالى في سورة التوبة (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30))
وايضا قوله تعالى ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41))اي سننتقم منهم بعد موتك يامحمد (صلى الله عليه وسلم)
وكما اثبتنا ان الخطاب ليس موجه للمشركين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط بل موجه لكل المشركين المتجبرين الطاغين المكذبين المعانديين في كل زمان ومكان انه سيأتيهم العذاب في الدنيا كما فعل باسلافهم سنة الله ولن تجد لسنته تبديلا ولا تحويلا
اذا الصاعقة آتية لليهود والنصارى لأنهم اعرضوا عن التوحيد مثل الامم السابقة وتجبروا وبغوا في الارض ولم يكتفوا بذلك بل يحاربون التوحيد واهله
اذا أي وعيد للمشركين في القرآن بصيحة اوبصاعقة او بعذاب عام في الدنيا معناه ان الصيحة التي عذب الله بها الأمم المتجبرة السابقة مثل عاد وثمود قادمة لمشركي ومتجبري هذا الزمان لانها سنة الله في الذين خلو من قبل وعليه فاالآيات القادمة تؤكد ان الصيحة قادمة.
نلاحظ ايضا في قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوافَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةًمِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍوَثَمُودَ) هنا انذار ان اعرضوا فسوف يأتيهم صاعقة وهذه الصاعقة مثل صاعقةعاد وثمود فهذا تهديد ووعيد مشروط باعراضهم وكما قلنا ليس فقط للمشركين في عهدالنبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لكل من اشرك بالله وادعى له الولد - سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا-
اذا فهذا تهديد مشروط فأين الاخبار بأن الصيحة واقعة بهم لامحالة تجده في آيات كثيرة جدا منها قوله تعالى(وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوافَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوامِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51))]سبأ[
قال ابن عباس رضى الله عنه ان هذا عذابهم في الدنيا
لاحظ قوله تعالى (فَزِعُوا) اى اصابهم الفزع من شيء رهيب اذا فهي الصاعقةوالصيحة التي نفزعهم بها ومن ثم نأخذهم فلا مفر ولا مهرب لهم (فَلَا فَوْتَ).
لاحظ ان الكلام هنا ليس تهديدا مشروطا ولكنه اخبار انه واقع بهم لا محالة والكلام واضح بان الله سبحانه يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بحال المشركين وقت الصيحة وكأنه يراه امامه ومعنى كلامه سبحانه اي لو ترى يامحمد حال المشركين اذ ارسلنا عليهم الصاعقة او الصيحة التي هي مثل صاعقة عاد وثمود فأفزعتهم ثم اخذناهم من مكان قريب فلم نغادر منهم احدا .
وايضا في قوله تعالى ((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا(10))] محمد[
لاحظ هنا قوله (دمر الله عليهم) وهذا عقاب الامم السابقة مثل عاد وثمود دمر الله عليهم بالصاعقة او الصيحة ثم يأتي الخبرالمؤكد بأن للكافرين امثال هذا العقاب(وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا)وهذا اخبار وتأكيد بأن الصيحة قادمة ومعجزة قرآنية بأن الله اخبر ان الكفار سوف يعرضوا وسيظلوا على اعراضهم الى ان تأتيهم الصيحة كما جاءت لسابقيهم وهذا اخبار بالغيب ليس مشروطا وانما تأكيد على انه واقع بهم وهذا دليل على ان الصيحة قادمة لا محالة بسبب الذنوب كما في قوله تعالى(فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواذَنُوبًامِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوامِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)) ]الذاريات[
جاء في لسان العرب (من المكتبة الشاملة)ص390
والذَّنُوبُ: الفَرسُ الوافِرُ الذَّنَبِ،والطَّويلُ الذَّنَبِ.
ويومٌ ذَنُوبٌ: طويلُ الذَّنَبِ لَا يَنْقَضي،يَعْنِي طُولَ شَرِّه. وَقَالَ غيرُه: يومٌ ذَنُوبٌ: طَوِيلُ الشَّر لَا يَنْقَضِي، كأَنه طَوِيلُ الذَّنَبِ. وَرَجُلٌ وَقَّاحُ الذَّنَب: صَبُورٌ عَلَى الرُّكُوب. وَقَوْلُهُمْ: عُقَيْلٌ طَويلَةُ الذَّنَبِ، لَمْ يُفَسِّرْهُ ابْنُ الأَعرابي؛قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وعِنْدي أَنَّ مَعْنَاهُ: أَنها كَثِيرَةُ رُكُوبِ الْخَيْلِ. وحديثٌ طويلُ الذَّنَبِ: لَا يكادُ يَنْقَضِي، عَلَى المَثَلِ أَيضاً. ابْنُ الأَعرابي: المِذْنَبُ الذَّنَبُ الطَّويلُ، والمُذَنِّبُ الضَّبُّ، والذِّنابُ خَيْطٌ يُشَدُّ بِهِ ذَنَبُ البعيرِ إِلى حَقَبِه لئَلَّا يَخْطِرَ بِذَنَبِه،فَيَمْلأَ راكبَه. وذَنَبُ كلِّ شيءٍ: آخرُه، وَجَمْعُهُ ذِنابٌ. والذِّنابُ،بِكَسْرِ الذَّالِ: عَقِبُ كلِّ شيءٍ. وذِنابُ كلِّ شيءٍ: عَقِبُه ومؤَخَّره،بِكَسْرِ الذَّالِ؛ قَالَ: ونأْخُذُ بعدَه بذِنابِ عَيْشٍ ... أَجَبِّ الظَّهْرِ،ليسَ لَهُ سَنامُ.ا.هـ
اتضح من هذا الكلام ان لفظة ذنوب عند العرب تستعمل ايضا لشيء طويل الذنب
لاحظ هذه الآية قوية جدافي ذكر الذنوب وهذه يفسرها قلق ابن عباس من كوكب ذو ذنب وفيما قرأت كثيرا لم اجداحدا ربط بين هذه الآية وهذا الآثر الا الفقير الى الله كاتب الموضوع فالله الحمدوالمنه
2- قوله تعالى (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49))]يس[
هنا يذكر الله سبحانه وتعالى لفظ الصيحة صريحا ويذكر ان المشركين لاينتظرون الا هي فتأمل .
3- قوله تعالى (وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15))]ص[
وهنا ايضا نفس المعنى تأكيدا على ان الكفار لاينتظرون الا الصيحة اعاذنا الله منها
4- قوله تعالى (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42))]قّ ...الخ .
قلت : ويضاف إلى ذلك ما ورد في الاحاديث من وصف الزمان الذي يخرج فيه الدجال ، حيث ذكرت تلك الاحاديث والاثار ، تغيرا رهيبا في أحوال الكون ، على غير عادته المعهودة لدى البشرية ، مما يدل على أن هناك أمرا جللا قد حدث في الكون ، أدى إلى كل تلك التغيرات والتأثيرات !؟
والله أعلم
كتبه / يوسف بن ضيف الله الشبيلي