الحمد لله وبعد: لا بد للإجماع من مستند من كتاب أو سنة، ولا شك في هذا إذ إنهما نبع هذا الدين ...

منذ 2020-07-22
الحمد لله وبعد:
لا بد للإجماع من مستند من كتاب أو سنة، ولا شك في هذا إذ إنهما نبع هذا الدين وأساسه، وعليهما مدار التشريع، فقد قال صلى الله عليه وسلم:" تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي"، لكن قد يعلم هذا المستند كما قد يجهل، والجهل به لا يفيد عدمه، بل إن الإجماع دليل على وجوده، لكن لا يشترط العلم به حتى يستدل بالإجماع ويحتج به ، فبمجرد ثبوت الإجماع كان دليلا وتشريعا، ﻷنه ما من إجماع إلا وقد استند إلى نص من كتاب أو سنة سواء علمنا به أو جهلنا ...

ومن أجل هذا وقع الاختلاف في حال التعارض بين إجماع ونص، فقدمت طائفة الإجماع، قالوا: لأن الإجماع مستند إلى نص قد جهلناه، وقد استقر الأمر على ذلك فهو دليل على نسخ النص المعلوم.
وقالت أخرى إن ما علم مقدم على ما قد جهل، فالنص الثابت المتيقن أولى بالإعمال من نص ناسخ متوهم، والله أعلم.

- أبوعبدالله عبدالحفيظ مهدي -

5f177200e20b8

  • 0
  • 0
  • 32

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً