مع حسن الظن بالله فى الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنا عند ظن عبدى بى ...

منذ 2020-08-05
مع حسن الظن بالله
فى الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنا عند ظن عبدى بى فإن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله
وفى القرآن وذالكم ظنكم الذى ظننتم بربكم أرداكم
وفى القرآن فما ظنكم برب العالمين
وفى القرآن ومن يؤمن بالله يهد قلبه
إن حسن الظن فى الله يعنى سلامة المعتقد والمعرفة بالله عزوجل
كما يعنى حسن الرجاء والطمع
فمن عرف الله بالجلال عظمه ومن عرف الله بصفات الجمال أحبه ومن عرف الله بصفات الرحمة رغب إليه ومن عرف الله بصفة البطش والإنتقام فر وهرب منه إليه واتقاه ومن عرف الله بأنه مطلع عليه لا يخفى حاله على الله راقبه واستحيا منه
ومن عرف الله بكمال علمه وقدرته وصدق وعده أحسن التوكل عليه وفوض أمره إليه
فماذا سيكون لعبد عظم الله وأحب مولاه ورغب فى رحمته واتقى عقابه واستحيا منه وتوكل عليه وفوض الأمر إليه
ماذا له من ربه إلا رفعة المقام وفى الحديث الذى يرويه عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة تبارك وتعالى من تواضع لى هكذا يقول الراوى وجعل باطن كفه إلى الأرض وأدناها رفعته هكذا وجعل باطن كفه إلى السماء وأعلاها
ماذا له إلا محبة مولاه وفى القرآن فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه
ماذا له إلا الفوز بالجنة والنجاة من النار والسلامة والأمان وأهل الجنة يقولون فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم
ماذا له إلا الكفاية وفى القرآن ومن يتوكل على الله فهو حسبه
من عرف أن ما أصابه من الله وأن الله حكم عدل حكيم رحمن رحيم رؤوف لطيف اطمأن قلبه لقضاء الله وفى القرآن ومن يؤمن بالله يهد قلبه وفى الحديث ما أصاب عبد من هم ولا حزن فيقول اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتى بيدك ماض فى حكمك عدل فى قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أوأنزلته فى كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى إلا أبدل الله هما فرحا وسرورا

ولماذا التوسل بالأسماء الحسنى وبالقرآن إلا لدلالة الأسماء على الله ومجىء القرآن فى الدلالة على الله
وهل سورة الكهف التى نقرؤها يوم الجمعة مع ما فيها من فوائد عظيمة إلا رحلة فى قصص من أحسن الظن فى مولاه مفوضا أمره لله متوكلا عليه راغبا طامعا فى عطاء مولاه

فما أجمل الحياة حينما تسير بقلب مستغرقا فى معرفة الله معظما ومحبا وطامعا وخائفا ومخبتا ومنيبا ومتوكلا على الله
وإن تعجب فاعجب لحال الصالحين حيث أن قلوبهم تفرغت وتخلصت من هموم الدنيا كلها لما تركت أمرها كله لله
فلما فعلت ذلك ذاقت فى حياتها معنى الولاية فلما ذاقت ولاية الله لها داومت على ولاية الله بالطاعة ليدوم لها ولاية الله بالتوفيق
فالعبد يوالى ربه بالطاعة والعبادة والله يتولى عبده بالحب والرضا والتوفيق والهداية والنصرة والكفاية
وفى الحديث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه يا ابن آدم تفرغ لعبادتى أملأ صدرك غنى وأسد فقرك
ويقول أيضا من عاد لى وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلى عبدى بشىء أحب إلى مما افترضته عليه ولايزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ……..) الحديث
ويظهر حسن الظن فى الدعاء حيث يرجوا الإستجابه ويظهر بعد الدعاء بالرضا بما يجريه الله ويظهر حين البلاء حيث يرضى بما قدره الله وحيث يستعين بالله فى رفعه ويظهر حين العمل برجاء القبول رجاء لا يشينه ولايعيبه غرور ويظهر حين التوبة برجاء ستر الغفور ويظهر حين حدوث نعمة بأن يقر بأنها محض فضل الله الشكور وهنا يكون العبد أحسن الظن فى مولاه وقد تعرض بذلك لوده وقربه ورضاه وفى رواية أخرى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أنا عند ظن عبدى بى وأنا معه إذا ذكرنى فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى وإن تقرب إلى شبرا تقربت منه ذراعا وإن تقرب إلى ذراعا تقربت منه باعا وإن أتانى يمشى أتيته هروله
فإذا أسرع العبد إلى مولاه فإن الله يبادره بحبه وقربه ورضاه وعظيم ثوابه وعطاه
وصلى اللهم وسلم على من قال لصاحبه فى الغار لا تحزن إن الله معنا نصلى عليه صلاة نرجو نورها وبركتها فى الدنيا والآرة والحمد لله رب العالمين
  • 0
  • 0
  • 208

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً