دلالات اسماء الله الحسنى ان لله تسعة وتسعين اسما كلها تدل على الكمال والجلال والعظمة والجمال ولذلك ...

منذ 2020-08-05
دلالات اسماء الله الحسنى
ان لله تسعة وتسعين اسما كلها تدل على الكمال والجلال والعظمة والجمال ولذلك فالله هو الحميد الذى له الثناء الحسن الجميل فى الصفات والأفعال والتشريعات وفيما يجريه من الأقدار فهو يجريها بحكمة ولطف فسبحانه وتعالى عما يتفوه به المبطلون نقول لهم تعرفوا على الله بأسماء الحسنى ستجدون ما يشفى صدوركم من هذه الوساوس فالظنون والأوهام لا تسيطر ولا تكثر الا بسبب الجهل وكما يقال المرء عدو من يجهل نسأل الله أن يجعلنا من اهل العلم فالعلم نور نرى من خلاله الأمور فى غاية الوضوح فالجهل قرين الظلام فالجاهل تذهب به الأوهام والظنون كمن يمشى فى الظلام يتحسس بيديه فوقعت يده على شيء فأخذ يخمن فاحاطته
الظنون والأوهام فإذا جاءه النور تبين أنه كان غارقا فى أوهامه
2
( وما يعلم جنود ربك الا هو وما هى الا ذكرى للبشر)
كل شيء بيد الله قبضا وبسطا الرزق بيده والاجل بيده والشفاء بيده والضر والنفع بيده والخفض والرفع بيده والاعزاز والاذلال بيده وهو الحكيم سبحانه وتعالى والأشياء تجرى بأمره وتحت حكمه وقهره
فكل شيء من حولك فى قبضة الله وجند من جنود الله فالماء جند من جنود الله والريح جند من جنود الله والطير جند من جنود الله والحيوان جند من جنود الله والفهم وعدمه جند من جنود الله والهم جند من جنود الله وتسليط بنى ادم على غيره أو حتى على نفسه جند من جنود الله وقد ارسل الطير اهلك به ابرهه وبالريح اهلك عاد ورد كيد الأحزاب وارسل على فرعون الضفادع والدم والقمل والطوفان والقحط وامساك المطر وأغرق بالماء فرعون وقوم نوح عليه السلام بل ومن جنود الله عز وجل فض العزيمة فقد يعزم شخص فى نفسه على أن يضر غيره ثم يغير رأيه والعجز جند من جنود الله كأن يجعل من يريد أن يضرك عاجزا أن يصل إليك فلا يضرك والذى منعه وحفظك منه هو الله فهو الحفيظ وهو المانع فهو يمنع عنك الضر ويحفظك منه كما أنه هو المعطى المانع فلا معطى لما منع ولا مانع لما أعطاه وهو عزيز قهار فى عطاءه ومنعه الحكيم فى منعه وأعطاه( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ومايمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم)
كما أنه اللطيف فى عطاءه ومنعه فكم من منع اوصل لعطاء وكم من خفض كان سببا لرفعة وكم من مصيبة كانت منها أسباب الخير الكثير وفى قصة يوسف عليه السلام عظة وعبرة وفى نهايتها يقول ( أن ربى لطيف لما يشاء)
3
الله قادر على كل شيء وهو الخالق يوجد الشيء من العدم فهو على كل شيء قدير وهو المتفرد بالخلق وحده وقد جعل الله ذلك دليل على وحدانيته فقال ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له) وخلقه فى غاية الإتقان والابدع لما خلق وهدى كل مخلوق لما له خلق وجعل له سنن يجري عليها وصوره فى صورته التى أعطاها الله اياه وخلق فى الأشياء المنافع وهدى الإنسان لوجه استخراجها منه فسبحانه خلق فهدى وصور فأبدع وقد استفاد الإنسان من فهمه لهذه السنن فعلى قدر علمى ان صانع الطائرة أدخل عليها تعديلا بعد ملاحظته للطير فى الهواء وكيف يحافظ على توازنه
4
الأشياء تجرى وفق سنن وقوانين لكنها مع ذلك تحت قهره وسلطانه لم تخرج من يده ( الم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما أنه عليم قدير) وهذا دليل والا لكانت الأمور جرت بنظام واحد
6
هذه العوامل المؤثرة من الذى خلقها ووضعها وجعلها تؤثر ومن بقهره وقدرته يحول بينها وبين التأثير سوى ربى الذى خلق فسوى وصور فأبدع وامات وأحيا
7
الله هو الذى خلق الكون والمخلوقات وأثار اسماءه الحسنى فى هذا الكون أخبرنا فى كتابه أنه الذى خلقنا وان الهنا ودعانا إلى التفكر فى ملكوته لنرى حقا أنه الخالق وان الكون فيه من مظاهر قدرته ولطفه وتصويره وإبداعه وحفظه وحكمته وما فيه من قوانين وسنن تدل على الحكم الذى أودع هذه القوانين فى ملكه كذلك مظاهر قبضه وبسطه واحياءه واماتته للأشياء وقد هدانا الله إلية بارسال الرسل وبيان تلك الحجج البينات ودعانا إلى التفكر والتأمل لنعود وكلنا ثقه أن الملك لله يديره كيف يشاء لا اله معه فلا نعبد الا اياه
8
ان نظرة واحدة الى السماء وارتفاعها والى السحاب وجريانها والى الأمطار ونزولها والى الرياح واشتدادها والى النجوم وانوارها والى الشمس وسطوعها والى الايام وتقلباتها ودرجات الحرارة واختلافها والى الازهار وراءحتها والى الارض كيف تحى بنباتها والى الاجنة وكيف دبت فيها الروح وإلى الحى وقد سلبت منه الحياة وتأمل وتفكر سترى مظاهر قدرة الله التى بها خلق وبها صور وابداع وأحيا وامات وساق بها ولطفه الأرزاق والاقوات وحفظ بها ملكه من الهلاك والفناء وفلق بها الإصباح واولج بها الليل والنهار وبها يعيد الى النفوس الارواح وخلاصة القول انما أمره اذا اراد شيئا أن يقول له كن فيكون
9
ان الله عز وجل هو الملك الحق تعهد خلقه بالهداية فبعث لهم الرسل يهدونهم إلى الحق سبحانه وتعالى ويقصون عليهم أوامر الله ونواهيه مبشرين المؤمنين بالثواب والأجر ومن خالفهم بالعقوبة أن لم يتوبو ويعودوا إلى الحق فمن بلغته الرسالة فقد أقيمت عليه الحجة ومن لم تبلغه أو بلغته مشوشه فإن الله لا يعذبه حتى يختبره يوم القيامة فمن وفق للخير فإلى الجنة وإلا فالنار وهنا يتجلى لنا عدل الله ورحمته كما تجلى لنا أنه الهادى الباعث الرسل لكى يعبدوه وحده ويلجاوا إليه وينعموابشريعته ويفوزوا بوده ورضاه ويسعدوا فى العاجل والاجل
10
الله خلق الخلق وأمرهم بالحق والعدل والخير ونهى عن ضد ذلك فمن أطاع فاز ونجى ومن عصاه فله جزاءه فالله هو العدل وهو الرحمن وهو الحكيم وهو شديد العقاب والعذاب الأليم
11
اسماء الله الحسنى من أعظم الأبواب للتعرف على الله عز وجل
والتعرف على الله هو بداية الصله
فاسماء الله الحسنى لها آثارها الطيبة على النفس
فمطالعة اسماء الله التى تدل جلاله وجماله وإحسانه تثمر فى القلب مشاعر التعظيم ومشاعر الحب
ومطالعة اسماء الله التى تدل على البطش والانتقام وشدة العقوبة تثمر فى القلب مشاعر الخوف والهيبة
ومطالعة اسماء التى تدل على الرحمة والكرم والجود والمغفرة والرحمة والعفو تثمر فى القلب مشاعر الرجاء والطمع
ومطالعة اسماء التى تدل على العلم والمراقبة والسمع والبصر تثمر مشاعر المراقبة والحياء
ومطالعة اسماء الله التى تدل على القدرة والعلم والحكمة والود وتوكل الأمر وتدبير ه وتوليه ولطفه وكفايته وصدق وعده ووعيده وان كل شيء بيده قبضا وبسطا وخفضا ورفعا وعزازا وإذلالا وعطاء ومنعا تثمر فى القلب اللجوء والاحتماء والافتقار وطلب المعية والود والرضا
هذا وآثار اسماء الله الحسنى تلمح دلالتها فى المخلوقات وفى الحياة وفى الدين وفى الاخرة
على سبيل المثال رحمته تراها فى الدنيا وتراها فى الاخرةوتراها فى الدين وترى رحمته على عباده فالدين يحمل رحمته ويوصل إلى رحمته فى الدنيا والآخرة إضافة إلى رحمته العامة لجميع الخلق
أليس هو الملك الحق فى الدنيا والآخرة أليس هو الملك الذى يجري حكمه قدرا وشرعا على خلقه
أليس هو الرزاق فى الدنيا والرزق فى الاخرة وارزقهم فيها بكرة وعشيا كما أنه يرزق القلوب من المعارف والعلوم وزيادة الإيمان
وهكذا اذا تتبعنا آثار هذه الأسماء الحسنى وخاصة حينما نتفكر فى الملكوت وفى القران الكريم وفى حياة الناس وما يجري عليهم من الطاف قدره وأسرار حكمته ونفاذ أمره ومافى الاخرة كذلك
ورحلة التفكر والتأمل هذه تثمر المشاعر الطيبة كما تثمرها الرحلات التى يقوم بها بعض الناس وهذه رحلة تامليه تتمتلىء بعدها القلوب بالمشاعر الطيبة
والملاحظة الأخيرة أنه باب ممدود ماامتدت بنا الحياة
والقرآن الكريم خير من نعيش معه لنستقى منه هذه الدلائل والآثار الجميله لأسماء الحسنى وكذلك قول أعلم الناس بربه وهو المصطفى صلى الله عليه وسلم وخاصة عند تأمل الأدعية الواردة عنه صلى الله عليه وسلم وكذلك التفكر فى المخلوقات تفكروا فى آلاء الله ولا تفكروا فى ذات الله وكذلك التفكر فى احوال الاخرة أكثروا من ذكر هازم اللذات
وهنا يجد المسلم العارف بربه رغبة قوية فى توثيق صلته بربه من أجل أن يفوز بوده وقربه ورضاه وكفايته وحمايته ورحمته وعفوه ومغفرته ورفعة درجته وحفظه وامانه وسلامه وحمايته ومعيته ونوره وهداه فى الدنيا والآخرة
وهنا يدرك القلب سر السعادة وحلاوة القرب ومن ثم يجتهد فى سبيل الوصول إلى ذلك باتباع طريق الرسول صلى الله عليه وسلم اقرب الناس وحبهم إلى مولاه
12
الله قادر على كل شيء وهو الخالق يوجد الشيء من العدم فهو على كل شيء قدير وهو المتفرد بالخلق وحده وقد جعل الله ذلك دليل على وحدانيته فقال ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له) وخلقه فى غاية الإتقان والابدع لما خلق وهدى كل مخلوق لما له خلق وجعل له سنن يجري عليها وصوره فى صورته التى أعطاها الله اياه وخلق فى الأشياء المنافع وهدى الإنسان لوجه استخراجها منه فسبحانه خلق فهدى وصور فأبدع وقد استفاد الإنسان من فهمه لهذه السنن فعلى قدر علمى ان صانع الطائرة أدخل عليها تعديلا بعد ملاحظته للطير فى الهواء وكيف يحافظ على توازنه
13
من اسماء الرحمن الرحيم الغفور الرؤوف العفو التواب كما أن من اسماءه المنتقم وكما أن رحمته واسعة فإن عقابه شديد واليم كما أن وانتقامه لا عن ظلم ( ولا يظلم ربك احدا) ولكن عن عدل وبعد إقامة الحجة وإرسال الرسول كما أنه حليم صبور لا يتعجل بالعقوبه لعل الإنسان يتوب ويرجع كما أنه إذا نزل عقابه لا يمكن أن يفلت من عقابه أحد ولا يجد له مهرب ولا يجد من يمنع عقاب الله عنه ( وماهم بمعجزين ) ( وما لهم من محيص) ومن مظاهر انتقامه ما نزله باقوام الرسل المكذبين وما أعده لهم فى القيامة والنار من عذاب إليم فله الحمد رب رحيم رحمته فى الدنيا والآخرة وتشريعاته تحمل الرحمة وتوصل إلى رحمة الله عز وجل ورضاه فلا يأس من رحمته والحمد لله فهو المنتقم وانتقامه مقرون بالعدل والحلم فلا سوء ظن ولا اجتراء على معاصيه
14
(احرص على ماينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإن أصابك شيء فلا تقل لو انى فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل )( اللهم انى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض فى حكمك عدل فى قضاؤك٠٠٠٠)
هذا منهج لنا فى الحياة والله يقول (لا يكلف الله نفسا الا وسعها )
الله يقول ( سبح اسم ربك الأعلى الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى) اى خلق المنافع فى الأشياء وهداه لكيفية استخراجها منه وهو الذى خلق كل مخلوق وهداه لمهمته وجعل لحياته سنن وقوانين ( الذى أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)
وفى حياتنا سنة الله هى( هو الذى جعل لكم الارض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) هنا يأمرنا بالسعى
كما يأمرنا والتوكل عليه( ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
أمره أن يطلب الرزق من حلال ( واحل الله البيع وحرم الربا)
نؤمن أن الرزق بيده قبضا وبسطا وانه الفتاح العليم وانه لو أراد أحد أن يمسك رزقا ساقه الله لك فلن يستطيع ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ومايمسك فلا مرسل من بعده وهو العزيز الحكيم)
أمرنا بالصبر والشكر والرضا
أن قلة الرزق أو كثرته ليست دليلا على الأفضلية عند الله ( وما أموالكم ولا أولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى الا من امن وعمل صالحا)
كما يكون فيه لطف فى ناحية الرزق فهو يوصله للعبد بسبب منه أو بدون سبب وقد يجعل من أسباب الهلاك والضيق أسباب النجاة والفرج ومن البلاء منحة وفى قصة يوسف دليل ( أن ربي لطيف لما يشاء أنه هو العليم الحكيم )
أمرت شريعته بأحكام تهدف حفظ الأموال وحماية الناس من الغش والاحتكار وغيرها من المعاملات و التى تسبب هلاك أو ضرر أو عسر لحياة الناس
أخبرنا أن الرزق مكتوب وذلك لنرضى ونصبر لأننا بذلك موقن أن الرزق بيد الله وحده فلا نلجأ ولا نتضرع الا إليه ولا نخشى الا اياه ونعلم أنه الحكيم فنرضى ونصبر نبتغى أجر الصبر ( أمن هذا الذى يرزقكم أن أمسك رزقه )
كما أن الصبر لا ينافى السعى والتوكل
بل يتنافى مع التسخط وسوء الظن والجزع ( ومن يؤمن بالله يهدى قلبه)
15
أن الله جميل يحب الجمال فله الجمال فى الأسماء والصفات والجمال فى الأفعال واودع
الجمال فى تشريعاته فلا ترى فى صفاته ولا أفعاله نقص له العظمة والكبرياء تنزه عما يقول الظالمون علوا كبيرا
من اسماءه الضار النافع ومع ذلك فتقديره ذلك مقرون بالحكمة واللطف ومن صبر على بلاءه ورضى به فله الأجر والثواب وحكمة الله فى تقدير البلاء لا تنتهى فكم من عاصى ساقته البلايا إلى التوبة والا كان من اهل النار وكم من شارد الجاءه البلاء إلى التضرع إلى العزيز الغفار وكم من بلاء كان هو البداية والسبب فى الخير الكثير كما أن من حكمته أنه يرفع به للعبد الدرجات ويغفر له به الزلات ومن ضاعف عليه البلاء ضاعف عليه الثواب فلله الحمد والثناء فى كل أمر وحال
16
بركات ود ربنا الكريم لأولياءه وأحبابه لا حد لها فلا تعلم نفس مااخفى لهم من قرة العين جزاء بما كانوا يعملون والرضا والحب والتوفيق والمعية وحلاوة الطاعة والتيسير والتسهيل والحماية والحفظ والأمان والسلام ورفعة الدرجات والعزة والجنة وألوان النعيم فيها من حور عين وأكل وشرب وبساتين وخلود ونعيم ومجالس واسواق وخدم وقصور وصحة وعافيه وكل ماتشتهه النفس اضافه الى نور الوجه وتمتعه بالنظر إلى وجه الله الكريم كل هذا وغيره من بركات ود الله اضف عفوه ومغفرته الزلات والتجاوز عن الهفوات ومضاعفة الحسنات ومغفرة السيئات فهنيئا للصالحين وياسعدهم اللهم وفقنا أن نكون منهم
17
الله يتودد ويتحبب إلى عباده والعباد يتوددون إلى الله ويحبونه الله يتودد إلى عبده فيبتليه ليرفع درجته أو يكفر عنه خطيئة أو يرده إليه ردا جميلا بعد شروده فكم من عاصى ساقته البلايا إلى توبة والا كان المصير إلى النار
والعبد يتودد إليه مرة بالرضا ومرة بالدعاء وطلب رفع البلاء ومرة بالرجوع والتوبة وفى كل ذلك حسن ظن بالله عز وجل والله يتودد إلى عبده فيجازيه على رضاه وصبره
بالرضا وحسن الثواب ويتقبل دعاءه بتعجيل ما دعا أو يدخر ثوابه له فى الاخرة أو يدفع عن السوء مثلها
ويتقبل توبته بالمغفرة والقبول ومظاهر وده كثيرة ولا نستطيع عدها ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها)
18
نعم من اسماء الله الشكور ومن اسماءه الودود وهى من اجمل الأسماء فالله يتودد إلى عبده والعبد يتودد إلى ربه الله يتودد اليه بجميل صفاته وإحسانه وانعمه حتى أنه إذا ابتلاه فلرفعة مقام عبده أو لتكفير سيئاته أو لرده لجنابه بعد شروده أو حتى يزداد فى القرب فيزداد رفعة ومنزلة
ويتودد الى عبده بحسن الثواب ومضاعفة الحسنات ويتودد إلى العاصين بأن يدعوهم إلى التوبه ومغفرة السيئات ويتودد لعباده بأن يرزقهم حلاوة الإيمان وود الله وبركاته وده لا تنتهى فى الدنيا والآخرة ومن وده شكره لعباده ويعنى ذلك أن يقابل العمل القليل بالجزء العظيم والثواب الجزيل وهذا من جود الله وكرمه
19
نعم هو القابض الباسط وهذا له مظاهر عديدة فى الرزق قبض وبسط والأرواح وللرياح والسماء والأنهار وسلب النعم من مظاهر القبض وقد يعطيك الدنيا ويقبض عنك السعادة وربما يبسط لك السعادة رغم ضيق الدنيا وهو يرسل الرياح تحمل السحاب وان شاء امسكها فسكنت والدم الذي يجرى فى جسدك يجري بأمره وتجلط الدم مظهر من مظاهر قبضه وكذلك يقبض فهم الإنسان فلا يفهم ومره أخرى يفهمه ويلهمه الفهم ومن مظاهر القبض والبسط التحريم والتحليل فسبحان الله رب العالمين الذى كل شيء يجرى بأمره واذنه مقرونا بحكمته مصحوبا بلطفه
ومن مظاهر قبضه قبضه النار فلم تحرق جسد نبي الله ابراهيم عليه السلام
20
من اسماء الله الحفيظ ومن آثار حفظه أن يحفظ السموات والأرض ويحفظ ملكه (ولا يؤده حفظهما وهو العلى العظيم) وهو الحفيظ الذى خلق الأشياء وخلق ما يحفظها وهو يحفظ على بنى ادم أعمالهم ويحاسبهم عليها يوم القيامة وهو الحفيظ الذى يحفظ هذا الدين ويحفظ كتابه وسنة نبيه (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)
وهو يحفظ من يستقيم على دينه بأن يتولاه ويحميه ( احفظ الله يحفظك)
ولولا أن الله يحفظ لنا النبات من الآفات لهلك( لو نشاء لجعلناه حطاما افلا تذكرون)
ويحفظك من الشيطان اذا ذكرت الله خاصة عند الأكل وعند المبيت وعند دخول البيت وعند الخلاء وعند اتيان اهلك
وكذلك من مظاهر حفظه أن جعل النجوم رجما للشياطين
وهو الحفيظ الذى حفظ نبيه وعصمه من الذنوب وهو الذى حفظه من كيد عدوه فكم من مرة عزموا على قتله ولكن الله نجاه وحفظه ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
وهو الذى يحفظ لك اعمالك ( انا لا نضيع أجر من أحسن عملا)
ومن لجأ إلى ربه حفظه من الزيغ والضلال ووفقه الله وهداه فطلب التوفيق من الله سبيل التوفيق وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر فى دعاءه من طلب الثبات والاستعاذه بالله من الضلاله
والاستعاذه تعنى طلب الحماية والوقاية

21
أن الله هو الحكم وهو القهار فالأمر فى كونه وملكه تجرى بحكمه فهو الذى جعل لها القوانين والسنن وتجري وقد هداها لمهمتها فهو الهادى ولا تتابى على أمره فهو القهار ولا يغالبه أحد فينتزع الملك منه فهو العزيز وان تأملت سترى مظاهر اللطف والابداع والتصوير والحفظ فسبحان الله الملك الذى لا شريك له فى ملكه ولا معين وهو الوكيل الذى تولى وتكفل تدبير ملكه

22
من اسماء الله اللطيف ومن اسماءه القهار ومن اسماءه العزيز فحينما ترى الشيء يخرج من ضده او ترى دخول الشيء فى الشيء وينسجم معه أو ينفصل الشيء عن الشيء أو أو يجتمع أمرين متنافرين ولا يؤثر هذا على ولا هذا على هذا مع قيام كل شيء بمهمته هنا تفكر فى معنى اللطف والقهر والعزة والحكمة فمن الذي يولج الليل فى النهار ومن الذى يفصل هذا عن هذا ترى الرائحة الطيبة تخرج من نبات يتغذى على الطين ترى الثعبان يعيش وفى داخله السم ترى سواد العين يحاور البياض فلا يبغى هذا على هذا سبحان الله الحفيظ الحكم اللطيف العزيز القهار
23
من اسماء الله الرقيب فهو العليم بخلقه الرقيب الذى يرقب ويلاحظ أعمالهم فلا يخفى عليه من خافية ومن الآثار الإيمانية لهذا الاسم هو مراقبة الله عز وجل وعدم التجرؤ على معصيته فالله مطلع عليه شهيد عليه وهذا فتى يختبره سيدنا عمر بن الخطاب وكان الفتى راعى غنم فقال له بعمر بعنى شاة من هذه الشياة فقال انها ليست لى ولكنها لسيدى فقال له على سبيل الاختبار له قل اكلها الذئب فقال ماذا أقول لرب العالمين
كما أنها تطمئن الإنسان لان الله معه يرى كل شيء ومطلع على كل شيء ( فقال إننى معك ما اسمع وارى) فعلمه بحالى يطمئن قلبى خاصة وقد.فوضت له امرى
24
الشهيد اسم من أسماء الله الحسنى ويعنى أنه يعلم كل شيء الغيب عنده كالمشاهد كما أنه جعل على ابن آدم شهداء يشهدون عليه يوم القيامة فالأرض تشهد والملائكة تشهد والايام تشهد والجوارح تشهد
وكونه شهيد علينا يرانا يطمئن النفس لأنه لا يخفى عليه حالى فلا ينسانى واذا وقعت فى ضيق نجانى
25
البصير من اسماء الله الحسنى وهو الذي يبصر كل شيء وان دق خفاه وهو السميع لكل شيء لا يشغله صوت عن صوت وهذا يدعونا الى الحياء منه فلا نعصيه لانه يرانا ويسمعنا كما يدعونا الى دعاءه فهو سميع قريب مجيب الدعاء ويدعونا الى التوكل عليه وتفويض الامر له لانه معنا ولا يخفى عليه حالنا وفى القرآن الكريم( إن ربى سميع الدعاء )وفيه ( قال لا تخافا اننى معكما اسمع وارى )
26
من اسماء الله عز وجل المؤمن من معانيه أنه المصدق لرسله بالآيات والمعجزات التى هى عبارة عن علامة واضحة على أنه رسول من عند الله عز وجل فمن ذا يقدر على أحياء الموتى او شفاء المرضى او فلق البحر اوشق القمر او جمع أجزاء الموتى الا من خلقها ومن هذه الأمور مسخرة بأمره وهو الله عز وجل وكذلك كتابه معجز يحوى الهداية هو نور لا يستطيع أحد أن ياتى بكتاب مثله فهذا ادله على أن من أيده بهذه الأمور هو رب الخلق اجمعين وهو الله عز وجل
كذلك ايدهم بالبينات والبراهين التى يخاطبون بها الناس
وهو المصدق لوعده لا يخلف الميعاد
وهو المؤمن منه الامان لخلقه وجعل شريعته سبيل إلى تحقيق الامان كما أن الامان من جزاء الله لعبده فى الدنيا وفى القبر وعند الحشر وفى القيامة وفى الجنة يقول تبارك وتعالى (وهم من فزع يومئذ امنون) ويقول ( ادخلوها بسلام آمنين ) ( أن المتقين فى مقام آمنين )
فلا يصيبهم خوف ولا حزن هم فى رضوان من الله فى خلود فلا موت ونعيم فلا شقاء وصحة فلا مرض وشباب فلا هرم فالله هو المؤمن المصدق لرسله المظهر لصدقهم كما أنه المؤمن الذي منه الامان وشريعته سبيل الامان والحمد لله على توفيقه
27
نعم أنه المصور الذى أعطى كل شيء صورته التى تميزه عن غيره واختلاف الصور دليل القدرة إضافة إلى مانلمح فى ما صور من إبداع وتناسق وانسجام فهو الذي خلقها من العدم من عير شيء وهو الباريء الذى خلقها بريءة من التفاوت وهو الذى صورها وأعطاها صورتها فسبحانه وتعالى الذى صور فأبدع وكل شيء عنده بمقدار وحساب وان ولد بعض الناس مثلا فيه عمى أو عور أو عرج فكل شيء بإذنه سبحانه وتعالى وفى الحديث اذا ابتليت عبدى بحبيبتيه يعنى عينيه فصبر عوضته منهما الجنة مع ما فى الابتلاء من حكم قدرها رب العالمين فله الحمد فى كل حال
28
أن الله هو الحكم وهو القهار فالأمر فى كونه وملكه تجرى بحكمه فهو الذى جعل لها القوانين والسنن وتجري وقد هداها لمهمتها فهو الهادى ولا تتابى على أمره فهو القهار ولا يغالبه أحد فينتزع الملك منه فهو العزيز وان تأملت سترى مظاهر اللطف والابداع والتصوير والحفظ فسبحان الله الملك الذى لا شريك له فى ملكه ولا معين وهو الوكيل الذى تولى وتكفل تدبير ملكه
29
الله هو المجيب يجيب دعاء السائلين فهو على كل شيء قدير مهما كان سؤالك فالله قادر على العطاء فإنه سبحانه لا يعجزه شيء ويستجيب الدعاء فهو جواد وكل دعوة تحقق فيها آداب وشروط الدعاء مجابة ولكن أشكال استجابة الدعاء مختلفة اما أن تعجل فى الدنيا وأما أن تدخر له فى الاخرة او يصرف عنه من السوء مثلها والله حكيم فيما يجريه من الأقدار والله يعلم وأنتم لا تعلمون فربما أراد الإنسان شيئا ويراه خيرا له بحسابات نفسه ولكنه لا يحيط بكل شيء ولا يدرى أن الخير فى خلاف ذلك ولكن الله محيط علما بكل شيء فنسلم له ونحسن الظن به والحمد لله رب العالمين
30
من اسماء الله المتكبر وهذا الاسم يدل كما يدل غيره على مالله من عظمة وكبرياء وجلال ومجدفهو العلى العظيم الكبير الجليل المجيد الماجد كما أن العظمة صفة يتفرد بها الله وحده ففى الحديث القدسي العظمة ازارى والكبرياء رداءى فمن نازعنى فيهما قذفته فى النار ولا ابالى
كما أنه المتكبر الذى تنزة عن السوء فيقول فى الحديث ياعبادى انى حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
كما أن من كبرياءه أنه لا يقبل إلا ماكان خالصا وما هو طيب ففى الحديث إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وفى الحديث انا أغنى الأغنياء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معى غيري تركته وشركه
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم أن لا يقبل من العمل الا ماكان خالصا وابتغى به وجهه كما أن تشريعات الله فيها الجمال فيحرم الخبائث ويحل لهم الطيبات
31
من اسماء الله المحصي وهى صفة كمال وتدل على كمال علمه واحاطته بكل شيء فقد احصى كل شيء علما لا يعزب عنه مثقال ذرة فى الارض ولا فى السماء وهو الذى يحصى على بنى آدم أعمالهم ويحاسبهم عليها (احصاه الله ونسوه) وفى هذا دلالة على عدله وانه لا يضيع من عملك شيء فكل شيء مكتوب الحسنات والسيئات
( وقالوا يايويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا)
32
الله قادر على كل شيء وهو الخالق يوجد الشيء من العدم فهو على كل شيء قدير وهو المتفرد بالخلق وحده وقد جعل الله ذلك دليل على وحدانيته فقال ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له) وخلقه فى غاية الإتقان والابدع لما خلق وهدى كل مخلوق لما له خلق وجعل له سنن يجري عليها وصوره فى صورته التى أعطاها الله اياه وخلق فى الأشياء المنافع وهدى الإنسان لوجه استخراجها منه فسبحانه خلق فهدى وصور فأبدع وقد استفاد الإنسان من فهمه لهذه السنن فعلى قدر علمى ان صانع الطائرة أدخل عليها تعديلا بعد ملاحظته للطير فى الهواء وكيف يحافظ على توازنه
33
اسمه الفتاح فهو يفتح أبواب رحمته التاءبين الفتاح يفتح خزائن رحمته ورزقه فربما تجد انسان فى ضيق من العيش فيفتح الله له باب رزق وهو الفتاح يرزق الفهم فربما أغلق على العقل فهمه فجاء الفتح من الله
ففهمها للانسان
والخطط الحربية فى العاشر من رمضان أليس الله هو الذى فهم وارشد والطبيب حين يصف الدواء ربما يفتح الله عليه باب فهم علة المريض في صف الداء النافع بإذن الله وقد استعصى على الأطباء قبله فهم علته وهو الفتاح الذي يفتح الموقف يوم القيامة للحساب والحكم والقضاء
34
الله غنى كريم وغنى جواد وغنى عدل يعدل وغنى متكبر اى متنزه عن السوء وغنى حميد لان كل صفاته واسماءه حسنى وهو غنى رحيم وهو غنى ودود وهو غنى تواب وهو غنى عفو غفار وهو غنى مجيب الدعاء وهو غنى ذو بطش وانتفام وهو غنى حكيم فابتغى عند الغنى بركات وده من الرحمة والمغفرة والعفو والتوبة واتقى عقابه وسخطه فلا بالمال تفتدى نفسك ولا بملك الدنيا ولكن بالإيمان والعمل الصالح وتقرب إليه فهو مع غناه عنك ودود اذا تقربت إليه تقرب إليك واذا ذكرته ذكرك واذا شكرته زادك وان احببته واطعته احبك ولا تمنن عليه بعباده لأنك فقير إليه خزائنه لا تنفد مجيب الدعاء ومع قدرته على العطاء فهو حكيم فى عطاءه ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا فى الارض ولكن الله ينزل بقدر ما يشاء
  • 0
  • 0
  • 3,641

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً